الصفدي : خطاب الملك في "الأمم" عكس أولويات الأردن .. ونواجه أزمة حقيقية في قضية اللاجئين

{title}
نبأ الأردن -
 قال نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي إن خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني في الجمعية العامة للأمم المتحدة عكس أولويات المملكة، وأكد المواقف الثابتة التي تنطلق منها جهود جلالته في كل تحركاته، وخصوصاً في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية. 

وأكد الصفدي، في مقابلة مع قناة المملكة، مساء أمس، أن "خطاب جلالة الملك كان واضحاً في عكس أولويات المملكة، الأولوية الأولى هي القضية الفلسطينية، وكان مباشراً وواضحاً أن لا سلام ولا فوائد اقتصادية كاملة من دون حل القضية الأساس، وهي القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين الذي يشكل السبيل الوحيد لتحقيق هذا السلام".

وقال الصفدي "إن رسالة جلالة الملك كانت واضحة أيضا أن الاستيطان، ومصادرة أراضي الفلسطينيين وهدم منازلهم، وتقييد حركتهم، وحرمانهم من حقهم الأساسي في العيش الآمن الكريم في وطن مستقل ذا سيادة على ترابهم الوطني، يقوض فرص تحقيق السلام". 

وأضاف، في رد على سؤال، أن خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني عكس تحركات جلالته الدائمة لإيصال موقف الأردن المستهدف إطلاق تحرك دولي لإعادة إطلاق مفاوضات جادة وشاملة لحل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي على أساس حل الدولتين. وحذر الصفدي من استمرار الجمود في العملية السلمية، وأكد موقف الأردن الثابت، الذي عبر عنه خطاب جلالته، أن السلام العادل والدائم والشامل لن يتحقق إلا إذا حصل الفلسطينيون على حقوقهم المشروعة، وفي مقدمها حقهم في الحرية والدولة المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران للعام ١٩٦٧ وعاصمتها القدس المحتلة.

وقال الصفدي في رد على سؤال، إن "القدس هي عاصمة الدولة الفلسطينية، ومقدساتها هي أمانة في إطار الوصاية الهاشمية عليها، لكن حماية القدس والحؤول دون أن تتدهور الأوضاع في القدس ودون تقويض الهوية العربية الإسلامية والمسيحية للقدس هي مسؤولية مشتركة".

وأكد الصفدي أن أي تدهور للأوضاع في القدس ينعكس على العالم برمته وأن لا "شيء يحرك الجميع، مسلمين ومسيحيين كما تحركه القدس"، ما يؤكد المسؤولية الدولية إزاء المدينة، وضرورة الحفاظ على  القدس، وعلى رمزية القدس كمدينة للسلام، وحماية الوضع التاريخي والقانوني القائم في المقدسات ومقدساتها وهويتها. 

وفي رد على سؤال حول الاجتماع الذي عقد على هامش اجتماعات الجمعية العامة، أول من أمس، حول "مبادرة جهود يوم السلام"، قال الصفدي إن الاجتماع أعلن مبادرة بدأت سعودية - أوروبية وبالتعاون مع جامعة الدول العربية، ودعمها الأردن ومصر. 

وقال إن المبادرة  "رسالة تظهر للعالم ما هي فوائد السلام. لكن في التأكيد على ما يمكن أن يحققه السلام من أمن واستقرار ورخاء وتنمية تحذير من أن عدم تحقيق هذا السلام لن يدفع إلا باتجاه المزيد من العنف والمزيد من التوتر وحرمان المنطقة من حقها في أن تعيش بأمن وسلام".

وأشار الصفدي إلى حضور دولي كبير للاجتماع شمل أكثر من ٣٠ وزير خارجية، وممثلي حوالي ٥٠ دولة دعموا جميعهم حل الدولتين.

وأضاف أن الاجتماع كان "جهداً مشتركاً هدفه إرسال رسالة للعالم بأن القضية الفلسطينية ما زالت القضية الرئيسة، وأن كلنا نريد السلام العادل والشامل، لكن السلام العادل والشامل طريقه الوحيدة هي حل الدولتين، بحيث يحصل الفلسطينيون على حقوقهم الكاملة ليعيشوا بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل".

وقال الصفدي في رد على سؤال، إن مبادرة السلام العربية قدمت في العام ٢٠٠٢، وتمثل الطرح الأكثر شمولية لتحقيق السلام العادل والشامل، وقائمة على انسحاب إسرائيلي كامل من جميع الأراضي العربية المحتلة، وتطبيق حل الدولتين ليكون هنالك علاقات طبيعية بين كل الدول العربية وإسرائيل.

وأضاف "إسرائيل لم تتجاوب مع هذه المبادرة، ولم تتجاوب مع غيرها من المبادرات، لكن علينا أن نستمر في جهدنا لإقناع العالم بأنه إذا لم يكن هنالك تقدم في العملية السلمية فالمسؤولية تقع على إسرائيل وليس على الجانب الفلسطيني والجانب العربي".

وقال الصفدي "مستمرون في جهد سياسي دبلوماسي مكثف يستهدف إبقاء القضية الفلسطينية على الأجندة الدولية، وتثبيت المرجعيات من أجل تحقيق السلام لأن مرجعيات العملية السلمية المتفق عليها عالمياً والمجسدة في قرارات الأمم المتحدة، وفي قرارات مجلس الأمن، مرجعيات يجب أن نحافظ عليها، فعندما نقدم مبادرة السلام العربية نقدمها كطرح شامل لحل الصراع، لكن نقدمها أيضاً كمرجعية من المرجعيات التي يجب أن يستند إليها في أي حديث عن تسوية للصراع".

وفي رد على سؤال حول العلاقات مع إسرائيل، قال الصفدي "موقفنا من إسرائيل كان دائماً مستنداً إلى منطلق أن أي سلام عادل وشامل لن يتحقق من دون تلبية حقوق الشعب الفلسطيني، وثمة قضايا أخرى، حيث لنا مصالح أردنية ندافع عنها ونعمل من أجلها"، وموقفنا واضح من أن أي فرص اقتصادية ستكون محدودة إذا لم تحل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين.

وفي رد على سؤال حول الأزمة السورية، أشار الصفدي إلى ما قاله جلالة الملك في خطابه في الأمم المتحدة حول ضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته إزاء اللاجئين السوريين، وأن الأردن لن يستقبل أي لاجئين جدد.

وقال الصفدي إن "الأردن فتح أبوابه وقلبه للاجئين السوريين، ١،٣ مليون لاجئ سوري تقريباً في المملكة قدم لهم الأردن كل ما يستطيعه، لكن الآن نحن نواجه مرحلة صعبة، حيث هنالك تراجع في الدعم الدولي للاجئين، تراجع لدور المنظمات الدولية التي تعمل على توفير العيش الكريم للاجئين، ورسالتنا أننا لن نتحمل هذا العبء وحدنا".

وأكد الصفدي "قمنا بما نستطيع، وسنستمر بتقديم كل ما نستطيع لأشقائنا السوريين، فهم بالنهاية ضحايا أزمة، لكن لن نكون قادرين على استقبال لاجئين جدد".

وأكد الصفدي أن جلالة الملك كان واضحاً في أن "الأردن سيحمي أمنه ومصالحه من أي تهديد لها"، خصوصاً تهريب المخدرات. وقال "قواتنا المسلحة مرابطة على حدودنا، وتقوم بدورها بشكل كامل، وكما قلنا سابقاً وكما أكد جلالته اليوم سيقوم الأردن بكل ما يلزم لحماية أمنه ومصالحه".

وفي رد على سؤال حول الدور الأردني في جهود حل الأزمة السورية، قال الصفدي "انطلقنا في جهدنا منذ سنوات من حقيقة أنه لا يمكن التعايش مع منهجية إدارة الأزمة، التي تسبب معاناة كبيرة للشعب السوري الشقيق، وتنتج تهديدات لنا ولغيرنا في المنطقة وفي العالم، ومن ضرورة أن يكون هنالك تحرك سياسي حقيقي لحل الأزمة ومعالجة كل تبعاتها الأمنية والإنسانية والسياسية".

وأشار إلى أن الجهد الأردني "مستند إلى القرار ٢٢٥٤، وهو القرار الذي أجمع الجميع عليه واعتمده مرجعية للمضي في جهود حل الأزمة السورية. نريد حلاً لهذه الأزمة يلبي طموحات الشعب السوري الشقيق في وطن آمن مستقر سيد، نريد أن نحافظ على وحدة سوريا وتماسكها، ونريد أن ننهي معاناة الشعب السوري الشقيق، وننهي أيضاً التهديدات المتولدة من الأزمة علينا وعلى غيرنا".

وقال الصفدي إن المبادرة الأردنية باتت الآن جزءاً من الجهد العربي المشترك للتعامل مع الأزمة السورية، "وانخرطنا في اجتماعات مع الحكومة السورية، وقدمنا مقترحات للتقدم باتجاه هذا الحل، وننتظر ردوداً من الحكومة السورية عليها".

وقال الصفدي في الوقت الذي يبذل فيه الأردن جهوداً بالتعاون مع الدول العربية وبالتنسيق مع المجتمع الدولي للتوصل لحل للأزمة السورية، ينهي معاناة الشعب السوري الشقيق، ويلبي طموحاته ويحفظ وحدة سوريا وسيادتها وتماسكها، "نعمل من أجل حماية مصالحنا".

وقال إن الأزمة السورية سببت الكثير من الضرر للأردن، وولدت الكثير من التهديدات شملت تهديد الإرهاب الذي تعاملت معه "قواتنا المسلحة والجهات الأمنية بجدارة"، وتشمل الآن تهريب المخدرات.

وقال الصفدي "أبلغنا الحكومة السورية ما هو مطلوب، وثمة حوار قائم، لكن في الوقت نفسه لن نتوقف عن القيام بكل ما يلزم لحماية أمننا".

وقال الصفدي إن مهربي المخدرات يمتلكون قدرات كبيرة، وثمة مجموعات منهم مرتبطة بجهات إقليمية، مرتبطة بجهات أخرى، هي مسؤولة عن تهريب المخدرات عبر الحدود ويمتلكون قدرات كبيرة "ونتصدى لها بحزم".

وقال كلام جلالة الملك كان واضحاً اليوم "لن نسمح بأي تهديد للأردن وأمنه وسنتصدى لأي تهديد".

وفي رد على سؤال، قال الصفدي "نحن نثق بأشقائنا في المملكة العربية السعودية. المملكة العربية السعودية لها موقف واضح في نصرة الحق الفلسطيني، وبالأمس سمو وزير الخارجية السعودي كان يتحدث بوضوح عن هذا الموقف".

وأضاف "نثق بأشقائنا، وكلنا نريد السلام العادل والشامل، وكلنا يعرف، والإخوان في السعودية مواقفهم أن حل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين هو ما سيؤدي إلى تحقيق السلام العادل والشامل".

تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير