وليد عبد الحي يكتب: ما وراء التفاف الساقين؟
نبأ الأردن -
لسبب ما، قررت مراقبة البرامج التلفزيونية التي تجمع مذيعا ومذيعة في نفس الحلقة( مثل ما نراه في بعض برامج الصباح في قناة الجزيرة او قناة العربية او برامج الحوار في امريكا اللاتينية التي تقدمها قناة الميادين او بعض القنوات الاسرائيلية او الاوروبية...الخ)، وكان مجموع البرامج التي راقبتها في 19 محطة تلفزيونية 50 برنامجا( بعض المحطات اخذت منها برنامجا واحدا وبعضها اثنين واحداها 3 وتم انتقاء البرامج والمحطات عشوائيا...الخ).
الخطوة التالية كانت هي مراقبة ما يلي: "هل يضع المذيع او المذيعة الساقين على بعضهما اثناء الحوار"، ، وقمت بتسجيل ذلك في كل برنامج، وتبين لي ان المذيعات يضعن الساقين على بعضهما في 43 برنامجا (ولم يفعل المذيعون ذلك ) بينما وضع المذيعون الساقين على بعضهما في 4 برامج (دون ان تضع المذيعات الساقين على بعضهما ) ،ووضع الطرفان (المذيع والمذيعة)سيقانهما على بعض في برنامجين ، ولم يضع اي منهما الساقين على بعضهما في برنامج واحد فقط.
ذلك يعني :
1- ان المذيعات تثني السيقان على بعضها في 43 برنامجا مشتركا.(يعني 86%)
2- ان المذيعين يثنون سيقانهم على بعضها دون المذيعات في 4 برامج(8%)
3- وتشارك الطرفان في ثني السيقان في برنامجين(4%)
4- لم يضع اي من الطرفين ساقا على ساق في برنامج واحد(2%)
هنا تساءلت : ما دور العقل الباطن في هذه النتائج؟ هل ثني الساقين هو نتيجة ضغط ارث تاريخي ثقيل يمارسه موقع المراة التاريخي في المجتمعات كلها؟ ام هي نتيجة لعقدة تحدث عنها فرويد كثيرا ولا داعي للدخول في دهاليزها؟
نقلتُ الظاهرة للقاءات الزعماء العرب مع الزعماء الاجانب ، واخذت عشرين لقاء، ووجدت ما يلي:
أ- في 15 لقاءا كان الزعيم العربي هو الذي يضع ساقا على ساق(75%. نسبة ليست بعيدة عن سلوك المذيعات او الانوثة)
ب- في اربع لقاءات كان الزعيم الاجنبي هو الذي يضع ساقا على ساق( 20%)
ت- في لقاء واحد لم يضع احدهما الساق على الاخرى.(5%)
هنا تساءلت ما العلاقة بين الأنوثة وعقدة الكمون التي اثارها فرويد في تجربته عندما وزع خراطيم المياه على تلامذته من الذكور والاناث لري أزهار الحديقة ، وراقب من يلقي الخرطوم اولا واعتبر ذلك مؤشرا على صحة فرضيته ؟ وهل ثني الساق على الساق من الزعماء العربي يوحي "بعقل باطن " يتقاطع مع الانوثة في بعض المواقف عند اللقاء بزعماء اجانب من ذوي " الذكورة " السياسية ؟
تنبهت لامر عند الربط بين سلوك المذيعات وسلوك الزعماء العرب،وهو عامل الزمن ، فمدد اللقاء في البرامج الاعلامية اطول مما يعرض من زمن لقاءات الزعماء، وهو ما قد يؤثر على ملاحظاتي، لكن تقارب النسب في سلوك المذيعات والحكام العرب يستحق التأمل رغم ملاحظتي هذه.
حاولت ربط هذا الامر بموضوع متلازمة الساقين(Restless legs syndrome) واعتبار البنية الجسدية ومستوى الارهاق مفسرا ، لكن لماذا هذا التباين الكبير بين المذيعين والمذيعات من جانب ، وفي نفس الوقت بين الزعماء العرب والاجانب من جانب آخر؟
هل يمكن توظيف ذلك- كأداة مستقبلية مساعدة او فرعية –لتعزيز تنبؤ معين في السلوك السياسي او الاجتماعي استنادا للنتائج هذه؟ هل تكرار التجربة سيعزز نتائجي ام ان نتائجي كانت "صدفة"؟ أعود الى "ربما"، لكن الفضول المعرفي بداخلي لا يهدأ.

























