ميسر السردية تكتب : بيجي والقرد
نبأ الأردن -
لا أذكر الآن تفاصيل المسلسل الأجنبي بيجي والقرد الذي كنا نتابعه بمتعة كبيرة ونحن أطفال، كنا حينها بالكاد نستطيع تهجئة أول كلمتين من الترجمة، لكن الممتع هو علاقة القرد الذكي مع سائق الشاحنة "بيجو" وحركاته و"نطنطاته" المستمرة في كل حلقة.
في عطلة ذاك الصيف الذي حضرنا فيه المسلسل كنت ألعب يوميا بعد الإنتهاء من المتابعة المدهشة مع ولد من رفقائي ، اختلفنا على من يمثل دور القرد أولاً، اقنعته قبل أن نعتلي عرزال القمح الذي اعتبارناه- بدل الشاحنة-بأن اللعب" مداوره" كل مرة يمثل أحدنا دور القرد والآخر دور بيجو، فوافق عن طيبة خاطر ثم راح يتقافز من حوالي وإنا اقود شوالات القمح.
في اليوم الثاني احتج الولد على الدور،بناء على اتفقنا بالأمس، اقنعته من جديد بعد أن أعطيته نصف حبة خيار، بإن هذه المرة الأخيرة له كقرد وفي الغد تنقلب الأدوار، حقيقة لم أكن صادقة، وأضمرت غير ما أظهرت بعد أن رضيّ بنصف "الخيارة" تلك.... توالت رتابة العطلة الصيفية، واستمرت اللعبة على ماهي عليه، حيث صرت كل يوم أعطي للولد شيئا جديدا، مقابل تمثيل دور القرد .. مصاصة "قرطت" معظمها، حبة اسكيمو لعقت أغلبها.. فرضة جبنة هرست نصفها... وهكذا... إلى أن تلاشى طلبه نهائياً ،فلم يعد يطالب بدور بيجو، أو التفكير بقيادة شاحنتنا المفترضة ، حتى بدون تقديم أي حاجة تذكر.. فما أن نصل لمكان لعبنا حتى يقفز فوراً ويبدأ بدروه الذي صار لازما له كقدر لا مناص منه أبداً.
عندما استلمنا الشهادات المدرسية، وتبين أنني من الأوائل، قالت: جدتي أطلبي ماتريدين مكافأة لك... صفنت.. وقلت : أريد أن تشتري لي قرداً... تفرستني وردت متهكمة... "بكفينا القرود اللي عندنا" !!! .....
*ملاحظة :كنا نلفظ بيجي، بيجو.

























