خبراء ومختصون يدعون لتوظيف الذكاء الاصطناعي للمحافظة على البيئة

{title}
نبأ الأردن -
دعا خبراء ومختصون إلى توظيف الذكاء الاصطناعي لتعزيز الجهود المبذولة للمحافظة على البيئة والاستدامة.
وأكدوا لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، أن القطاع البيئي في الأردن يواجه العديد من التحديات في ظل ازدياد عدد السكان وما يترتب عليه من زيادة في حجم الفضلات الناتجة عن الحياة اليومية، منها استنزاف الموارد الطبيعية وتلوث البيئة وتدهور النظام الإيكولوجي وتغير المناخ ونقص المساحات الطبيعية.
وأشاروا الى أن تراكم النفايات لم يعد مسألة نظافة فحسب، بل يساهم بشكل مباشر وسلبي في تلوث البيئة وإحداث أضرار صحية وبيئية وزراعية جسيمة، ما لم يتم التخلص منها بطرق آمنة وجديدة.
وأضافوا، أن تقنيات الذكاء الاصطناعي، خصوصا تقنيات تعلم الآلة تمثل حلا مبتكرا يعزز الجهود المبذولة للمحافظة على البيئة والاستدامة، مبينين أن الأردن حقق تقدما ملحوظا في مجال المحافظة على البيئة، وان هذا التقدم بحاجة الى تطوير كبير خاصة مع زيادة التطور العلمي الهائل في مجالات علوم الحاسوب.
وقال البروفسور وأستاذ علم الجيولوجيا والمياه والاستكشاف الجيوفيزيائي والبيئة محمد الفرجات، إن الشح المائي واستنزاف الموارد الطبيعية وتدهور النظام الإيكولوجي ونقص المساحات الطبيعية المتمثل بالجفاف وقلة التساقط المطري، والكوارث الطبيعية من حرائق وفيضانات وموجات حر، بالإضافة الى التغير المناخي الذي يمس أمننا الغذائي ويحد من المساحات القابلة للزراعة والأراضي الخصبة، تعد جميعها من أهم انعكاسات وآثار التلوث البيئي على الكرة الأرضية.
وأضاف أن الأردن يمر بفترة بدأت فيها علامات التغير المناخي العالمي تظهر جلية وواضحة فيه، حيث أن التساقط المطري أخذ أشكال توزيع مكاني وزمني مختلف تماما عن المعدلات السنوية للعقود الماضية، حيث أصبح يتركز في مناطق دون الأخرى.
وأشار إلى أن طبيعة التساقط المطري زمنيا، أصبحت تتجه نحو التأخر عن شهر أيلول وتشرين الأول، حيث تحدث إزاحة للتساقط باتجاه الفترة الأكثر دفئا، ما يقلل من فرص النمو الخضري والشحن الجوفي وإغناء التربة بالماء.
وأضاف، ان التبخر يستهلك جزءا جيدا من الماء، ما يشكل تحديا واضحا للإنتاج الزراعي والغطاء الأخضر والصحة العامة وسلامة المحيط البيئي والتنوع الحيوي، فضلا عن قلة تجدد المياه الجوفية وتحسن نوعيتها التي تعد مصدرا رئيسيا للشرب وشبه الوحيد في المملكة.
وأوضح الفرجات، أن تقلص المساحات الزراعية وانخفاض التغذية الجوفية وتدني نوعية المياه الجوفية وخطر الفيضان المفاجئ، تشكل تهديدات للمنطقة بما فيها المملكة بسبب التغير المناخي المتسارع الذي يعود سببه الرئيسي إلى التلوث البيئي.
وأكد أن الحلول والابتكارات بالتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والصناعات الجديدة مطلوبة، داعيا إلى تطوير البحث العلمي التطبيقي وقيادته في هذا الاتجاه والتعامل معه بمنهجية واستراتيجيات وخطط.
من جهته، قال عميد كلية تكنولوجيا المعلومات وعلوم الحاسوب في جامعة اليرموك الأستاذ الدكتور قاسم الردايدة، إنه يمكن لتقنيات الذكاء الاصطناعي أن تلعب دورا هاما في المحافظة على البيئة وفي مجال تحسين عمليات الإنتاج والصناعة بطرق متعددة في الأردن، حيث يمكن إدارة النفايات الصلبة عبر استخدام نظم ذكية تعتمد على حاويات النفايات المزودة بأجهزة استشعار لرصد مستوى الملء وتوجيه جدولة جمع النفايات بشكل فعال وتحسين كفاءة عمليات التدوير.
وأشار الدكتور الردايدة المختص أيضا بعلم البيانات والذكاء الاصطناعي، إلى إمكانية استخدام الروبوتات لتنظيف البيئة أو جمع النفايات وجعلها خالية من أي خطر، مبينا ان الروبوتات مجهزة بمستشعرات متطورة وذكاء اصطناعي يمكنها من التعرف على النفايات وجمعها بشكل فعال ودقيق، ما يساهم في تحسين نظافة البيئة وتقليل التلوث.
وأضاف، أن الروبوتات مزودة بمجسات وأجهزة استشعار مثل أجهزة القياس الجوي ومراقبة جودة المياه وقياس مستويات الغازات الضارة أو تحليل تركيز الملوثات في المياه، عبر تقديم بيانات دقيقة للمراقبين والجهات المعنية لاتخاذ إجراءات مناسبة للحد من التلوث.
وأكد أن الروبوتات الطائرة المجهزة بنظم إطفاء متقدمة وقادرة على اكتشاف الحرائق في وقت مبكر وإطفائها والحفاظ على السلامة العامة والحد من التلوث البيئي، إضافة إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي، يمكن استخدامها لحماية البيئة البحرية، بحيث يتم تطبيق نظم ذكية تستخدم البيانات البيئية المراقبة والتحليل الذكي للمساعدة في رصد التلوث البحري وتوجيه جهود الحفاظ على البيئة البحرية والأنواع البحرية المهددة بالانقراض.
وأضاف أن هناك مجموعة من التقنيات يمكن تنفيذها في مجال تحسين إدارة المياه، بحيث يتم تطبيق نظم ذكية تستخدم أجهزة استشعار لرصد استهلاك المياه وتحليل البيانات المرتبطة بها، ثم يتم استخدام هذه البيانات لتحديد النمط الاستهلاكي وتحسين كفاءة استخدام المياه والكشف عن أي تسربات أو هدر.
بدوره، لفت المختص بعلم الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته الدكتور خالد النواصرة، إلى أنه بالرغم من الفوائد الكبيرة لاستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في المحافظة على البيئة في الأردن، إلا أن هناك بعض التحديات التي تواجه عملية تبنيها مثل التحديات التقنية والاقتصادية التي تشمل تطوير الأنظمة الذكية وتوافر البيانات الكافية والدقيقة، بالإضافة الى تكلفة التنفيذ والتأثير على سوق العمل والتشريعات المحلية والدولية.
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير