خالد اللوباني يكتب : عن ابوفرحان وابو غوش ..والذكريات

{title}
نبأ الأردن -
في الهزيع الأخير من العمر ونحن نلهث في مسارب ميثولوجيا الوقت والمنفى  تحملنا الليالي المسكونة بارتعاشات ذاكرة تترنح الى استعادة حكاياتنا منذ البداية..الى محاولة إعادة تدوين ما سقط منها بفعل التقادم أو قلة الاستخدام.
لخطواتنا المحسوبة بعناية قصة تستحق أن تروى ، قد لاتكون ذات اهمية لأحد سوى اصحابها ، ولكنها بالتأكيد تحمل اهمية كبرى للجميع كما يرى الصديق "ابو فرحان" الذي يعتقد بأنه قد أخذ كفايته من المشي طوال حياته حيث حفرت الطريق  من "دوار المدينة" الى ابعد من "عين الباشا" بقليل أخاديد في قدميه وآن له أن يمنحها القليل من الراحة.
- هل نمت جيداً في ليلتك الماضية، وهل استراح القلب قليلاً من وعثاء السفر؟
- هي الأحلام ياصديقي تأبى أن تفارقني، ولكن نعم ..لابأس فقد كانت ليلة هادئة بقدرما..
مستسلماً لقراءته لمكامن الشخصيات المحيطة وصواب قلبه يقتحم علينا المكان "محمد ابوغوش" قائلاً: أجل لقد كان كما توقعت..هو لن يتغير وعلي أنا أن أجيد التعامل معه ليبقى الحال على ماهو عليه.
في محراب "ابو فرحان" تحكي الوجوه المسجاة على الحائط قصصاً كثيرة..فتلك تعيدك الى أحياء القاهرة لتلتقي سهام صبري وهدى صلاح الدين وأحمد رزة وزين العابدين فؤاد وتأكل الكشري على الرصيف معهم..وتلك في بيروت تستعيد معها ذكريات مشتركة مع "علي فودة" و"غيلان" وذياب كزار"ابوسرحان" وأمسيات الشعر في قاعات جامعة بيروت العربية... وتلك في المغرب وأخرى في دمشق و..و.. ومعها جميعها تحضر وجوه عصية على النسيان.
يرتدي ابوفرحان بنطاله دو الحمالات ونغرق ثلاثتنا في مركبة ابو غوش الصغيرة التي تقودنا الى منطقة الهاشمي الشمالي لنلتهم شطائر الفلافل ونتجه بعدها الى قهوة عراقية لارتشاف استكانات الشاي الرائع ونستمع من صاحبها الى حديثه المتكرر عن الهجرة الى استراليا.
وفي طريق العودة يدير ابو غوش مسجل السيارة صادحا بصوت محمود درويش:
 تُنسى، كأنَّكَ لم تَكُنْ
تُنْسَى كمصرع طائرٍ
ككنيسةٍ مهجورةٍ تُنْسَى،
كحبّ عابرٍ
وكوردةٍ في الليل .... تُنْسَى.

تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير