عقل: الأردنيون "من الوزير إلى الغفير" يلجأون للسيارات الكهربائية
نبأ الأردن -
مما لا شك فيه أن غلاء أسعار المحروقات بات سبباً كبيراً للجوء المواطنين بالأردن إلى التوجه إلى اقتناء السيارات الكهربائية، ومن أكثر الأسئلة التي يواجهها من يريد شراء سيارة، هو ما إذا كان سيشتري سيارة كهربائية بالكامل AEV، أم سيارة هجينة موصولة بالكهرباء PHEV، أم سيارة جديدة تعمل بالبنزين.
ولا بد من القول إن حجم الإقبال المتزايد في الأردن على شراء السيارات الكهربائية؛ يرجع إلى الوفرة الكبيرة في مصاريفها سواء بالاستغناء الكامل عن الوقود أو بتوفير قطع الغيار والصيانة الدورية لها، بالإضافة إلى انخفاض أسعارها بشكل متفاوت في الآونة الأخيرة.
الخبير الاقتصادي هاشم عقل، قال إن التحول الكبير إلى شراء السيارات الكهربائية؛ يعوّل على كونها اقتصادية المصروف والصيانة، ولكونها موفرة بما يتناسب مع المواطن الأردني الذي يعاني من ارتفاع كلفة المحروقات وقطع الغيار والصيانة بشكل عام لسيارات البنزين.
وأكد عقل في حديث مع صحيفة أخبار الأردن الإلكترونية، اليوم الخميس، أن المواطن الأردني على اختلاف ظروفه من الوزير إلى الغفير يتوجه إلى اقتناء السيارات الكهربائية.
نسبة توفر السيارات الكهربائية في السوق الأردني
وأوضح الخبير الاقتصادي هاشم عقل أنه بلغ التخليص على السيارات الكهربائية في الأردن منذ بداية العام إلى نهاية شهر 5 بلغت 58% من إجمالي عدد السيارات، مرجحاً وصول النسبة إلى 80% نهاية العام.
حمّى اجتياح السيارات الكهربائية تتفشى بالعالم والأردن لهذه الأسباب
وعزا عقل إلى الحجم المتزايد في الإقبال على السيارات الكهربائية إلى وفرتها الاقتصادية من استغناء المواطن عن الوقود وقطع الغيار، لافتاً إلى أن كل 100 دينار تصرفها السيارة التقليدية من بنزين وصيانة، يقابلها 25 دينارا تصرفها السيارة الكهربائية من كهرباء وصيانة.
وأضاف أن هناك سيارات كهربائية مطورة حاليا تستهلك شحنا كهربائياً لمدة قليلة، وتقطع مسافات أكبر قد تصل إلى 400 أو 500 كم، مؤكداً أنه بذلك سيضمن السائق عدم انقطاعه بالمسافات أو الرحلات الطويلة، معبرا أنها حمّى تجتاح وتتفشى بالعالم والأردن.
ومن أهم الإيجابيات لانتشار السيارات الكهربائية وفق عقل، هو الحفاظ على بيئة نظيفة، مشيراً إلى أن هناك بلاداً أوروبية حددت بمنع استخدام السيارات التقليدية في غضون عام 2025.
تطورات السيارات الكهربائية
وأفاد عقل أن التكنولوجيا في السيارات الكهربائية أصبحت متطورة، فهناك بعض البلاد تعتمد على استبدال البطارية وليس شحنها، وأن وقت استبدالها لا يتعدى 3 دقائق.
وأضاف أن هناك مصانع سيارات تتجه الآن نحو استخدام ما يعرف بـ"بطاريات الحالة الصلبة"، مشيراً إلى أنها ستكون طفرة كبيرة في عالم السيارات الكهربائية، ستسمح لها بتخفيض وزن وحجم وتكلفة البطاريات إلى النصف، فيما يمكن أن يبشر بتقدم كبير للسيارات الكهربائية وانتشارها بشكل أوسع والتي قد تدوم دون مبالغة من 25 إلى 50 عام بعمر افتراضي.
وأفاد عقل أن السيارات الكهربائية تعتمد على "دينامو وبطارية" كقطع غيار، بينما السيارات التقليدية تحتوي على أكثر من 2400 قطعة غيار داخل الماتور، لافتاً إلى أنه فرق كبير في صيانة واستبدال وكلف تلك العناصر في المحرّك.
ما هي البطاريات الصلبة
أما بطارية الحالة الصلبة أو البطارية الصلبة التي يسعى العلماء لتوظيفها، فهي تقنية بطاريات تستخدم أقطاباً صلبة وإلكتروليتاً (موصلاً) صلباً، بدلاً من السائل أو الإلكتروليتات الهلامية البوليمرية الموجودة في بطاريات الليثيوم أيون أو بطاريات الليثيوم بوليمر.
وتتضمن بطاريات الليثيوم الحالية السائلة ما يعرف باسم التشعبات، وهي هياكل ليثيوم متفرعة تنمو من القطب الموجب.
أمان البطاريات الصلبة
أوضح الخبير الاقتصادي هاشم عقل أن أمان البطاريات الصلبة تعد أكثر أماناً من أي حوادث حريق مقارنة مع بطاريات الليثيوم السائلة.
وبين أن البطاريات الصلبة تعتمد في بنيتها على السيراميك، فهو عبارة عن إلكتروليت صلب، غالباً ما يكون مصنوعاً من سيراميك مشابه لأشباه الموصلات، يحل محل السائل القابل للاشتعال ويمنع نمو التشعبات، فيما يعرف ببطاريات الليثيوم ذات الحالة الصلبة.
مدى خسارة الحكومة عند التوجه للسيارات الكهربائية والعزوف عن المحروقات
لفت عقل إلى أن التحول إلى السيارات الكهربائية والطاقة المتجددة هو توفير مزدوج للمواطن والحكومة، حيث توفر الحكومة مستوردات بالعملة الصعبة لخزينة الدولة.
وأوضح أن الحكومة والمواطن قاموا بتوفير المستوردات من المحروقات وقطع الغيار بالعملة الصعبة رافداً كبيراً للبلد، مشيراً إلى أنه سيعود ذلك بتنفيذ مشاريع استثمارية وقوة شرائية كبيرة إلى داخل الوطن.