علي سعادة يكتب : هكذا نقيس سنوات العمر

{title}
نبأ الأردن -
سنوات حياتنا الحقيقية لا تقاس بعمرنا كما هو في شهادة الميلاد، ربما بعضنا لم يعش من عمره سوى سنة أو سنتين أو اشهر معدودة، والباقي كان مجرد أيام مضت دون حياة.
أجمع الأيام والأشهر والسنوات التي عشتها كحياة ستجد أنها لم تتجاوز العام الواحد من عمرك وفي أفضل تقدير ربما سنوات تعد على أصابع اليد الواحدة أو كلتاهما.
بالطبع هذه ليست نظرية علمية وليست قاعدة فلسفية، وبالتالي لا يمكن تعميمها، وإنما هي رغبة ملحة لغربلة عمرنا ومعرفة كم يوم عشناه كحياة، والأهم أن نحاول أن نعيش ما تبقى من عمرنا كحياة وليس كروتين يومي يقتل أرواحنا ويصيب قلوبنا بالصدأ.
أن تحاكم نفسك قبل أن يحاكمك الآخرون، كم سنة سمحت للآخرين أن يعيشوا من عمرهم، دون أن تكون سببا في كآبتهم وفي تعبهم وفي تسحر أرواحهم وجفاف قلوبهم؟ أسأل نفسك هل عائلتك سعيدة معك، هل يسعدون بوجودك معهم ويتبادلون معك الحديث واستشارتك بجميع شؤونهم، أم أنهم يكتئبون حين تعود إليهم وبالكاد يتحدثون معك جملة أو جملتين ثم يتركونك ويذهب كل إلى حجرته؟!
السؤال هو كم سنة عشت أنت حقا، وكم سنة عاش الآخرون معك؟ لا تهدر عمرك وعمر من يحبونك بالنكد وقلة الاحترام وسوء الخلق، لأنك ستسأل عن هذا العمر.
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير