علي سعادة يكتب : في العلاقة بين الرجل والمرأة

نبأ الأردن -
ثم يأتيك أحدهم قائلا: يتمنعن وهن راغبات.
وتقول له : يتمنعن لأنهن غير راغبات.
لو رغبن فيك لفعلن المستحيل للوصول إليك، فصاحب الغاية لن يعدم الوسيلة.
السيدة خديجة، أم المؤمنين، كانت سيدة ذات جاه ومال، وحين رأت أمانة ذلك الشاب من بني هاشم قبل النبوة أرسلت قائلة له: يا ابن عم، إني قد رغبت فيك لقرابتك ووسطتك في قومك وأمانتك وحسن خلقك وصدق حديثك، ثم عرضت عليه نفسها. وبعد أن رضي بالزواج من السيدة خديجة كلم أعمامه فذهبوا وخطبوها إليه.
ينسبون هذه العبارة الركيكة والإنشائية للإمام علي، والصياغة والمحتوى لا يتوافق أبدا مع بلاغة وأخلاقيات الأمام.
ويقرأ البعض بين السطور في هذه المقولة تبريرا للتحرش بحجة أنهن حتى لو رفضنه فهن يرغبن فيه لذلك يقوم بالمحاولة...ثم يأتيه الرد سريعا بحذاء يطير فوق رأسه، كأنها تقول له، هذا من يرغب بك ولا يتمنع.
العلاقة بين الرجل والمرأة ليست تمنع ودلال، هي تآلف أرواح، كما يقولون : إذا رأى الإنسان مئة ألف معجزة وبينة وكرامة، ولم يكن فيه عنصر التناسب الذي يربطه بذلك الإنسان لن يفيد ذلك شيئا.