جهاد أبو بيدر يكتب:لنعد لجاهليتنا الأولى

نبأ الأردن -
هل اكتفيتم من رفع منسوب الورع والتقوى الذي يزداد بالمناسبات الدينية ؟و هل استخدمتم ما يكفي من الدعاء المنقول والمسروق والجاهز على الصفحات؟ ..اذا اكتفيتم هيا بنا نعود مرة أخرى إلى ما نحن ماهرون فيه !..
هيا بنا نعود إلى جاهليتنا الأولى
تلك الجاهلية التي نشتاق إليها على مدار مئات الايام ونتركها لبضعة أسابيع نمارس فيها النفاق الديني بأبشع صوره على اعتبار أن هذه الأيام فقط مباركة وباقي الايام لا بركة فيها
هل اكلتم من لحم الاضاحي وهل اكتفيتم حد الشبع من المشاوي والمعاليق واصبتم بالتخمة ؟
إذن هيا بنا لنعد لاكل لحم بعضنا بعضا كما جرت العادة
لنؤلف الحكايات والروايات ونخوض بالاعراض ونكيل
الاتهامات ونكذب ثم نكذب ثم نكذب ..لأننا اصلا كاذبون
هل تناولتم ما شئتم من الحلويات ولبستم أجمل الثياب
هل قمتم بأداء صلاة العيد والتقطتم صورة جميلة تزين " البروفايل " الملئ بالكذب والتدليس
إذن لنعد لجاهليتنا الأولى
هل قمتم بمعايدة اقاربكم ووصلتم رحمكم بعد غياب طويل ..وبعد قطيعة من غير سبب ..هل تصدقتم بما زاد لديكم من مال الربا رغم انكم تعرفون أن الله طيب ولا يقبل إلا الطيب
..إذن لنعد لجاهليتنا الأولى ونفتح الدفتر لنعرف من سيدفع الأرباح لتعويض ما تم دفعه ..
لم يحدد الله جل وعلا اياما يقبل منكم فيها الدعاء والأعمال واياما لا !...ولم يحدد وعزته وجلاله ما المسموح لكم بأيام وما الممنوع عليكم بأيام فهو قال " ادعوني استجب لكم " ولم يقل أمامكم ايام تدعوني بها لاستجب لكم أو ايام لن استجب فالعلاقة بين الله وعبده علاقة مرتبطة في كل زمان ومكان قوامها الصدق في النية والإخلاص في الدعاء ففي جوف الليل قد يكون هناك دعاء يقول الله عنه وعزتي وجلالي لانصرن عبدي فما نحن بحاجة إليه ليس منشورا على صفحة أو صورة معبرة ..ما نحن بحاجة إليه أن نرى الله طوال العام كما نراه في الأيام المباركة فقط لا غير ..
اذا لم نفعل ذلك ..سنبقى نعود. لجاهليتنا الأولى