رياض القطامين يكتب: وداعا يا علي الحراسيس

نبأ الأردن -
وداعا يا علي وانت تنطح الموت دون مهابه ...مثلك فقط من يواجه العاتيات...
لله درك يا علي وانت تلجم خطام طائرة الكوبرا تعاركها كما يعارك الفارس جواده حتى لا تؤذي منهم الأرض ...
يا علي امس كانت طائراتك عنيده كفرس جموح لم يرق لها البقاء في السماء وانت تريد لها ذلك...
لله درك يا علي الحراسيس ما اخر صورة ارتسمت امام عينك أهي صورة الوطن الابهى ام هي صورة الأم الثكلى ام هي صورة الزوجة المكلومة ام هي صورة الأب المجبور ام هي صورة اطفالك كيف يمكن أن يتلقون الخبر...
اقسم يا على أن تلك الصور جميعها كانت في مخيلتك ومرت أمام ناظريك كطيف برق سريع ...
واقسم أكثر إن شفتيك تمتمت بكثير من العبارات نحن سمعناك يا علي وانت تقول يا رب يا الله يا ساتر نعم سمعناك رغم بعدنا عنك فلقلوب المحبين آذان يا علي..
انت قلت هذا وأكثر وطائرتك تواصل عنادها هاوية إلى الأرض وانت تمسك بعنانها تقول لها يا انا يا انتِ اما اهلي فلا...
يا علي ماذا تذكرت والكوبرا تمضي في غيها وانت تأخذ بلجامها وتامرها أن اذهبي إلى حيث التراب ابتعدي عن الناس فأنا فداء لهم جميعا...
يا علي الوطن سيذكرك فارسا مغوار وسلاح الجو سيطلق اسمك على سرب من طائرات الكوبرا.
اما الطفيلة وجبل التاج وجبل الجوفه (وحارة الثوابيه) (وصبيان جعفر) سيمنحونك وسام الكرامة لأنك اثبت ان الوطن ارجوان دم وشهداء .
حينما اكتب عنك يا علي فأنا لا اكتب عن شخصك بعينه إنما اكتب عن قيم هي انتَ ، وأنت هي ، اكتب عن الوطن والدم والشهادة الفروسية والرجولة .
اكتب عن قيم بحجم وطن وعن مشهد قل نظيره رسمته انت في ثوان بين السماء والارض وانت تعارك مروحيتك العنيدة..
يا علي وحدهم العسكر هم من يعرفون مواعيدالموت...وحدهم العسكر هم من يجابهون الموت دون مهابة ... وحدهم العسكر هم من يذهبون للموت طوعا...
يا علي نم قرير العين لا تخشى على الوطن ففيه من الصقور مثلك الكثير هذا وطن بني على اكتاف العسكر....نعم العسكر ...
مع السلامه يا علي