الصفدي: الأردن تجاوز أكثر من قدراته خلال استضافته للاجئين
نبأ الأردن -
أكد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، أن الأردن تجاوز قدراته بكثير خلال استضافته اللاجئين على أرضه.
وقال الصفدي خلال مؤتمر بروكسل السابع لمستقبل سوريا والمنطقة المنعقد في بروكسل، إن "الدعم الدولي للاجئين يسجل انخفاضا لافتا حيث وصل هذا العام إلى 6 بالمئة فقط، فيما كان العام الماضي 33 بالمئة مقارنة مع 70 بالمئة عام 2016".
وأضاف، "لقد تجاوزنا قدراتنا بكثير، ونحن نقرع جرس الإنذار، والجواب النهائي هو عودة النازحين الطوعية لبلدهم مع ضرورة تسريع الجهود على أساس افتراضات معقولة لحل الأزمة السورية".
وبين أنه وبالرغم من الأزمات المتتالية إلا أن الأردن استمر بتقديم جميع الخدمات الأساسية للاجئين السوريين.
وقال، "نحن في الجوار من نتأثر بالأزمة، وهناك 370 كيلو مترا من الحدود بين الأردن وسوريا، وفي الماضي كان التهديد هو الإرهاب والآن أصبح الاتجار بالمخدرات، حيث أن الأوضاع الاقتصادية تتيح زيادة الاتجار بها".
وبين أن الأردن يستضيف أكثر من 1.3 مليون سوري، يعيش 10 بالمئة فقط منهم في المخيمات، وعلى الرغم من الضغوط الاقتصادية التي تفاقمت بسبب جائحة كورونا والأزمة الأوكرانية، واصلنا توفير الخدمات الأساسية للاجئين السوريين التي نقدمها للأردنيين.
وأشار إلى أن هناك أكثر من 150 ألف طالب سوري مسجلون في نظامنا التعليمي الرسمي، ونتيجة لذلك، تعمل أكثر من 200 مدرسة في الأردن الآن على نظام الفترتين، لافتا إلى أن السوريين يتمتعون بنفس إمكانية وصول الأردنيين إلى الخدمات الصحية، ففي العام الماضي وحده تمكن أكثر من 320 ألف سوري من الوصول إلى نظامنا الصحي.
وأكد أنه وعلى الرغم من معدل بطالة يبلغ حوالي 24 بالمئة، فقد قدمنا أكثر من 370 ألف تصريح عمل للسوريين، وضعف هذا العدد يعمل بدون تصاريح.
ولفت إلى أن أكثر من 200 ألف طفل سوري ولدوا في الأردن منذ اندلاع الأزمة، ويبلغ معدل الخصوبة بين السوريين 4.7 بالمئة، أي ضعف معدل الخصوبة في الأردن البالغ 2.6 بالمئة، مبينا ان أقل من 50 ألفًا سوريا عادوا إلى بلدهم في السنوات القليلة الماضية.
ودعا الصفدي الى "إنشاء صندوق عالمي لدعم العودة الطوعية والآمنة للاجئين السوريين، مؤكدا أن توفير البيئة المادية التي يمكن أن تضمن الخدمات الأساسية للاجئين في بلادهم أمر لا بد منه ويجب أن تعكس المواقف السياسية الواقع سواء في ظل آلية التعافي المبكر أو الاستقرار أو أي آلية أخرى. يجب توفير الخدمات الأساسية كي يتمكن اللاجئون من العودة"، مؤكدا ان "مستقبل اللاجئين في سوريا وليس في البلدان المضيفة ويجب أن نبني لهذا المستقبل".
ولفت إلى أن منظمات أممية كالمفوضية العليا للاجئين وبرنامج الغذاء الدولي قلصت خدماتها، وسيتوقف برنامج الغذاء الدولي عن تقديم مساعدات لمئات الآلاف من اللاجئين في شهر أيلول المقبل وهو ما سيزيد من معاناتهم.
وقال، ان "الاستثمار في اللاجئين هو استثمار في أمننا الجماعي أما التخلي عنهم وتركهم بحاجة ويأس فلن يبشر بالخير لنا جميعاً ولن توقف الحواجز هجرتهم إلى أوروبا"، موضحا ان انخفاض الخدمات التي يمكننا تقديمها يجعل اللاجئين أكثر ميلا إلى البحث عن حياة أفضل في مكان آخر.
وأشار الى أن "إحصاءات الأمم المتحدة للعام الماضي، أزهرت زيادة في عدد السوريين الذين غادروا الأردن إلى أوروبا عبر دول ثالثة".
وقال، يجب على الجميع القيام بدورهم. هناك حد لما يمكننا القيام به، وهناك حد يجب أن نتوقعه منا.
وقال، لدينا 378 كيلومترًا من الحدود مع سوريا وكان الإرهاب في الماضي أكبر تهديد ولكن التهديد الآن هو تهريب المخدرات حيث ان الفوضى وانعدام القانون والظروف الاقتصادية المتدهورة تسمح لصناعة المخدرات بالازدهار وتزايد هذا التهديد.
واضاف، ان "ما نسعى اليه وكما جاء في إعلان عمان الذي جاء بعد اجتماع جدة، بوضوح شديد، هو خطوة لنهج تدريجي لحل الأزمة بما يتفق مع القرار 2254. ان ما نريده هو جهد حقيقي لإنهاء هذه الأزمة".
وأكد الصفدي أنه "عندما يتعلق الأمر باللاجئين، فنحن ملتزمون تمامًا بمفهوم العودة الطوعية، لكن علينا أن نكون فاعلين في خلق الظروف التي تساعد على هذه العودة وتوفير بيئة مادية مواتية لهم للعودة".