علي سعادة يكتب: أنت خبيئتي

{title}
نبأ الأردن -
الخبيئة، سر خفي لا يعلمه إلا الله وأنت.
عمل تقوم به وتخفيه عن الناس، تضعه في مذكراتك السرية التي لا يطلع عليها سوى الذي فاض حبك له فأقدمت على عمل تريد فيه وجهه الكريم.
الخبيئة تكون بعيدا عن العيون والأنظار، بعد أن وصلت مرحلة حب في الله فهمست في عتمة الليل بأن يتقبل منك، خاطبت الله كأنك تتحدث بالوشوشة خشية أن يسمعك غيره.
قيل إن أحد الصالحين كان يصوم طوال العام دون أن يعلم بصيامه أهل بيته حيث كان يحمل طعامه من البيت صباحا فيتصدق به، ثم يرجع عند العشاء إلى أهله، فيفطر معهم. أرادها خبيئته.
وقيل أن أحدهم كان ينفق على مائة بيت بالسر وحين توفي جاء أصحاب الحاجات يطلبون رزقهم فعرف الناس خبيئته.
دموعك بالليل وبالأسحار خبيئتك مع الله.
كان أحد الصالحين يقول: "من أصلح سريرته أصلح الله علانيته" فيجعل القلوب تهفو إليه.
حين تخفي يمينك السر عن شمالك، فأنت في ظل الله يوم لا ظل إلا ظله، وحين يكون الخلق غارقون بعرقهم وقلقهم، هنا تظهر خبيئتك فتكون في ظل الواحد الأحد.
تذكر أن تصنع خبيئتك بعيدا عن أنظار المداحين فهي قارب نجاتك، وعطاء الخفاء خير طريق لإصلاح قلبك وروحك.

تابعوا نبأ الأردن على