وائل منسي يكتب :الرأسشتراكسلامية الجديدة

{title}
نبأ الأردن -
في سوق جانبي خلف سوق الكومبيوتر بمنطقة في العاصمة عمان وسط البلد، شخص عامل بسطة صغيرة وعليها قطع غيار كمبيوتر، تبدو بحالة جيدة (هارد ديسك ورامات وسي دي روم وغيرها) وكان عامل سعر موحد، أي قطعة بـ 20 دينار.

كان يبيع هذه الأشياء ويقول للزبون جربها عند محل الصيانة اللي جنبي  ولو طلعت معطلة تعال استرد نقودك!
محل الصيانة المجاور عنده عدة بسيطة وكهرباء وجهاز كومبيوتر ليفحص عليه هذه القطع، ويتقاضى 5 دنانير أجرة الفحص.
الزباين تشتري القطع اللي شكلها جديد، وتروح تجربها عند محل الصيانة المجاور فإذا تبين أنها معطلة، فيرجعوها ويرد لهم صاحب البسطة نقودهم كاملة ويعتذر منهم. 

في آخر اليوم يتناول صاحب البسطة مع صاحب محل الصيانة العشاء معاً ويتقاسما الغلّة ويستمر استثمار (استحمار) الجماهير
وتتكرر العملية، وتصبح مهنة ثابتة، يتم التعامل فيها بالتراضي والتفاهم دون ضغط أو إكراه  !!!
هي خطة جهنمية
و (قانونية)  تماماً لأنها: 
أولاً: صاحب البسطة كان (صادقاً) تماماً مع الناس وأوفى بالتزاماته كاملة لأنه كان يعيد القطع المعطلة دون أي حسم من ثمنها أو اعتراض.
الثاني: صاحب محل الصيانة والفحص لم يتقاضى إلا أتعابه لقاء عملية الفحص.

الأخطر أنهما حطٍّما كل النظريات الاقتصادية  الراأسمالية والإشتراكية والإسلامية وشكّلا معادلة إقتصادية جديدة وهي أن الأرباح ورأس المال يزيد رغم ثبات كمية وقيمة البضاعة!!!

كما شكلا نموذجا للأعمال الريادية المبتكرة دون كلف تذكر ودون مخاطر.

تابعوا نبأ الأردن على