علي سعادة يكتب : عن استعجلت أو تعجلت الرحيل

{title}
نبأ الأردن -
لا يوجد ما يسمى "استعجلت وتعجلت الرحيل".
غادر المكان، أو انتقل إلى دار الحق، أو سافر بعيدا، أو قطع جميع الروابط معك، فعل ذلك لأن وقت الرحيل قد حان، ولم يعد ثمة ما يستدعي البقاء أو الانتظار.
ساعة الرمل انتهت، والجميع يرحلون لذلك خذ كفايتك ممن تحب، حتى لا تندم على رحيله لأنه كان حاضرا أمامك بكل الأوقات وكنت تزهد فيه، ولم تنتظر عليه حتى ينضج فقطفت ثماره نيئة، أو شغلتك الدنيا عنه، فتذكرته وهو يغلق الباب وراءه ويرحل.
استعجال الرحيل، عبارة خادعة تماما، من أراد البقاء جعلت روحك له بساطا يمشي عليها، ومن أراد الرحيل، أرشده إلى الطريق ليمضي، اهتم بمن يهتم بك، أجعل قلبك أنيقا لا يرضي بالقليل، لا تسأله الرحيل كما قالت نجاة ونزار قباني، فلا خير في بقائه.
دع من لا يعرف قيمتك يرحل فلن يدخلك النار ولن يمنعك من دخول الجنة، وستبقى الشمس تشرق والنجوم تضيء عتمة الكون. 
الرحيل يترك جراحا في القلب وندوبا في الروح، ورحيل الموت أكثر أنواع الرحيل وجعا، لأنه لا توجد فرصة ثانية للتعويض لذلك خذ كفايتك ممن تحب قبل أن يمضي فهو لم يستعجل الرحيل، أنت من أبطأ الحضور.
علي سعادة
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير