د. ماجد الخواجا يكتب:ولاية العهد.. امتداد الوعد

{title}
نبأ الأردن -

  هذه المقالة كتبتها عند تولّي الأمير الحسين ولاية العهد أحببت أن أعيد نشرها مع انتظار الفرح القادم .
    بقدر ما تمثّل ولاية العهد استحقاقاً دستورياً في الأردن، فهي أيضاً تمثّل نوعاً من الولاء والمحبة الممتدة بين الشعب والهاشميين الذين صدقوا الوعد في السعي لكلً ما من شأنه رفعة هذا الوطن ونموه واستقراره وعلوّ شأنه.
    لقد مثلت ولاية العهد في الأردن صورة زاهية ومشرقة من خلال تكامل الدور الملكي السامي ودور ولاية العهد الداعم والمساند والمستلهم لرؤى القيادة، ولم يكن الدورين سوى دور واحد همّه وطموحه تحرّي تقديم صورة حضارية مشرقة في القيادة الملتحمة بشعبها.
  إن ولاية العهد في الأردن ليست شيئاً خارجاً عن إرادة ورغبة الشعب، بل إنها تنسجم تماماً مع توقعاته وتطلعاته نحو وطنٍ آمن مستقر يتحلى بقيادة سياسية واعية تقود سفينته إلى برّ الأمان، وهي قيادة ما كانت يوماً ولن تكن سوى منحازة للحرية والكرامة والعزّة والإنسانية.
لقد عايشنا وشاهدنا في العديد من الدول والأنظمة، تلك القيادات والانقلابات التي يسحل بعضها بعضاً بحجّة الحرص على الوطن والمواطن والديمقراطية، فكانت كارثة ومصيبة تحلّ على رأس الوطن والمواطن، بل ها نحن نعيش ما يدعى بتوريث المناصب للجمهوريات والأحزاب وحتى النقابات والشركات ومنظمات المجتمع المدني، وهي التي تدعّي أنها الحامية للحرية والديمقراطية. كما شاهدنا تلك الدول والأنظمة التي سادت فيها الفوضى واندثار الهيبة والسيادة واضمحلال السلطة، وهي أنظمة لم تستطع استيعاب معنى الحرية والكرامة بشكلٍ يعزز من مفاهيم الديمقراطية الحقّة، فما كان من تلك الأنظمة سوى العودة للقمع ومحاولة فرض الهيمنة وبسط سيطرتها، لكن ذلك جاء بعد فوات الأوان، وها هي الكثير من الأنظمة السياسية تلك تقف على مشارف الهزيمة والسقوط الأخير.
إن الملكية الدستورية في الأردن كانت وما زالت مثالاً في نشر الحريّات والحفاظ على الكرامة الإنسانية، وتعزيز قيم التسامح والأخلاق، وهي الساهرة على توفير أسباب الرفاهية المعقولة ضمن الفهم لشحّ الموارد. لهذا فإن ولاية العهد في الأردن لا تعني مجرد الامتداد الهاشمي مع أهمية هذا البعد، لكنها تعتبر الامتداد الفعلي للأردن وطناً وتاريخاً وشعباً، كما أن ولاية العهد ليست نوعاً من التوريث، بقدر ما تعبّر عن ولاء وانتماء صادقين من الشعب للهاشميين الذين لم يحملوا يوماً ثقافة القتل وفكر الدم وأدب السحل وعلم الاستئصال.
إن وليّ العهد الأمير الحسين بن عبد الله الثاني هذا الشبل الهاشمي الذي نذره والده الملك الإنسان فداء لأمتّه، هذا الشبل قد تربّى وتخرّج في المدرسة الهاشمية ذات الرسوخ في الإنسانية واستشراف المستقبل، هذا الشبل الذي يعيش في كنف والديه ليتعلم أبجديات القيادة وأبجديات محبة الوطن وأبجديات العطاء بلا حدود. لن ننتظر طويلاً حتى نشهد كيف لهذا الشبل أن ينخرط في العمل العام ليحمل آمال وأوجاع الوطن والمواطنين. إنها ذات السيرة العطرة المضمخة بالفخر والإباء للهاشميين كابراً عن كابر، نعم ربما المطلوب أن نختلف وأن نجتهد وأن نتفق ونتعارك ونتصالح ونتوافق في كلّ مفاصلنا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، لكننا نتفق ون





جمع على السير خلف الركب الهاشمي وحاديه للملك المعزز عبد الله الثاني بن الحسين. ليبارك الله خطوات الأردن وقيادته، ولتبقى الراية الهاشمية خفّاقة في الذرى. ولوليّ العهد الأمير الحسين بن عبد الله الثاني كلّ آيات المحبة والتقدير.
 


تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير