وائل منسي يكتب: مراحل العمل الحزبي

من خلال اهتمامي بالعمل السياسي والحزبي وأيضا من خلال العديد من ورش العمل والتدريب كمنظم ومهتم لتعزيز مشاركة الشباب والمرأة في الحياة السياسية، واطلاعي ومساهمتي في جزء من انجازات معهد السياسة والمجتمع من خلال دراستها في العام لواقع الأحزاب وصدر كتاب : على أعتاب التحول الديمقراطي، وأيضا مساهمتي في إعداد استرايجيات لعدد من الأحزاب الأردنية المختارة ضمن معايير، فإني أجد جميع الأحزاب الحالية تعاني من التحديات والمشكلات التالية وبشكل متفاوت ويجب مواجهتها وايجاد الحلول العملية والخطط والبرامج والتدريب، لمعالجتها والتي تحتاج لوقت وجهد وفريق محترف مدرب ومسلح بالمعرفة والخبرة والمهارات، يحمل ويواجه هذه التحديات:
١. البناء الداخلي والتنظيم والهيكلة والانتقال بعدها للاستقطاب وتوسيع النفوذ، وخلق هوية وتيار سياسي محدد ويتم بعدها بناء برامج وسياسات للاهتمامات العامة والقضايا الرئيسية، والانتقال من التموضع لدى مستويات النخب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، إلى المستويات الجماهيرية والشعبية وخلق قاعدة اجتماعية تؤمن وتناصر أفكار ومبادئ الحزب، ومعظم الأحزاب الحالية تتعامل بخلط وحرق هذه المراحل والقفز عنها.
٢. الحوكمة الادارية والمالية للعمليات والمعاملات وتعزيز النزاهة والشفافية، وإدخال الأتمتة والرقمنة وحتى ادماج الذكاء الاصطناعي في تنظيمها.
٣. الاتصال السياسي والخطاب الحزبي على أساس برامجي انطلاقا من تحديد لون وتيار سياسي وجذر فلسفي تبنى منه وعليه برامج وسياسات الحزب في القضايا الرئيسية للمجتمع والدولة.
٤. الإعلام الرقمي والتقليدي وهو الرافعة الأساسية للعمل الحزبي وانعكاس للمجالات أعلاه بخطط منهجية، والذي يحدث الآن هو فقاعات إعلامية حزبية دون محتوى يراعي تطور المراحل أعلاه وما يرافقها من منهج تسويقي وترويجي و براندنج Branding ابتداء من إثارة الوعي بأهمية العمل السياسي والمؤسسات الحزبية، مرورا بتروجي سياسيات وبرامج الحزب إلى مستويات متقدمة لبناء قواعد جماهيرية وشعبية ومناصرين.
هذه المراحل أعلاه يجب أن تتم وتتطبق قبل موسم الانتخابات البرلمانية القادمة.
وائل منسي