أسامة الرنتيسي يكتب: مَنْ يحمي المجتمع من “بطش الاعلام”!

{title}
نبأ الأردن -

أخطر ما في الإعلام، ليس إن كان مُوَجهًا، أو يحمل أجندة خاصة، أو أيدولوجيا، أو ناطِقًا بلسان دولة ما، أو حِزبًا، أو تجارة.





أخطر ما في الإعلام لغته إن هبطت، وبدأ استخدام لغة سوقية، اتهامية، فضائحية، تثير الغرائز، وتغتال الشخصيات.





منذ سنوات نراقب على شاشات بعض الفضائيات تدمير مفهوم الحوار، وأخذ بعض المحاورين ضيوفهم إلى مفاهيم أخرى ليست لها علاقة في اختلاف وجهات النظر، أو التمترس وراء رأي معين، إلى لغة الاتهام والتخوين، تنتهي بمشاجرات بين الضيفين على الهواء مباشرة.





شاهدنا على شاشات فضائيات عربية ومحلية، ضيوفا يتشاتمون بكلمات نابية، إلى أن تصل بهم الحال إلى الضرب بالأيدي، وقلب الطاولات.





كل ما يجري في وسائل الإعلام يحتاج إلى تحكيم منظومة الأخلاق، وإلى تفعيل ميثاق الشرف الصحافي والإعلامي في الأقل لحماية المستمعين من لغة هابطة، فضائحية، سوقية بدأت تغزو بعض الفضائيات ومنابر إعلامية لجهلة يستغلون الفضاء المفتوح فحولوه إلى “فضاء مفضوح”.





صحيح أن لا أحد يشتري الاتهامات الباطلة من دون أدلة، إلّا أن بعض ما ينشر في وسائل إعلام ومواقع إلكترونية يغث البال، وليس بالسهولة أن تشطب معلومات علقت بعقل قارئ، وسكنت بطن الشبكة العنكبوتية.





في الفترة الأخيرة من عُمر “العرب اليوم” تعرضنا إلى موجة كبيرة من الاتهامات الباطلة، نقلها موقع إلكتروني عربي، زعم أننا مشروع من مشروعات محمد دحلان، ومنذ ذلك التأريخ وبعد سنوات من إغلاق الصحيفة لا تزال هذه المعلومات مطروحة، وقد يسألك أحد ما عن صحتها، مع أنه يعرف تماما أن خط الصحيفة وأشخاصها لا ينسجمان أبدا مع هذه الاتهامات.





من هنا فإن خطورة الإعلام يعرفها أكثر المشتغلين في الإعلام، وبات الآن يعرفها كل سياسي يرغب في حماية مشروعه والدفع به إلى الأمام.





إحتفلنا قبل أيام باليوم العالمي لحرية الصحافة، لكننا نعترف أن أكثر من يحتاج إلى حماية الآن هو المجتمع من بطش بعض وسائل الإعلام، ومن خطورة اللغة الطائفية التي باتت تغزو محطات خطيرة، تُفسّخ المجتمعات، وتبث رسائل إعلامية بلغة حاقدة لم نسمعها في السنوات الماضية.





في زمن التغيير العربي الذي بدأ ربيعًا، واختُطف على أيدي جهلة، تحولت وسائل إعلامية إلى طائفية، خاصة في فضائيات ترفع شعارات دينية، راجت كثيرا في الآونة الأخيرة، بحيث أصبحت التجارة الرابحة.





في إحدى حلقات المسلسل السعودي الناقد “أحلى ما طاش” للمبدِعَين ناصر القصبي وعبدالله السدحان، استثمرا في فضائية بدأت عملها في الدراما ففشلت، وتحولت إلى المنوعات ففشلت، والى التوثيقية ففشلت، إلى أن جاءهما ناصح يقول لهما، لا ينفعكما إلّا فضائية دينية، فلبسا ملابس الورع، وباقي الإضافات المطلوبة، فانهمرت عليهما الدولارات من كل حدَب وصوب.





الدايم الله….





(الأول نيوز)


تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير