"ملتقى النهضة" يدعو لإنقاذ المشهد الثقافي الأردني
نبأ الأدن-جدَّدت وفاة الفنان الأردني المتفرد متعب الصقار، الذي انتقل إلى رحمة الله أمس السبت، الدعوات لضرورة العمل على دعم الحركة الثقافية والفنية في المملكة والعاملين فيها.
وإذ تنعى منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض)، عبر ذراعها الثقافي -ملتقى النهضة العربي الثقافي- الفنان الراحل، والذي يعد من الفنانين الذين حافظوا على لونهم التراثي والوطني لعقود، معربة عن الخسارة الكبيرة لرحيل قامة فنية أردنية قدمت الكثير للأغنية المحلية والوطنية والتراثية عبر مشوار مميز وحافل بالعطاء، يحث ملتقى النهضة العربي الثقافي، مؤسسات الدولة على بذل المزيد لتقديم الدعم الذي يحتاجه المشهد الفني والثقافي، وضمان قنوات التوزيع والترويج المناسبة، وتوفير الدعم المالي وفرص التطوير المهني، والتوجه نحو مأسسة المبادرات الثقافية الريادية، وتعزيز مهارات الأجيال الجديدة في هذا المجال، وتسليط الضوء على دور الثقافة والفنون في معالجة القضايا المجتمعية. إذ آن الأوان لتكاتف الجهود ما بين جميع القطاعات المعنية بالشأن الثقافي من مؤسسات رسمية وأهلية وقطاع خاص، لكي يكون دعم هذا القطاع تكامليًا وتكافليًا وبمثابة عملية إسنادية للحركة الثقافية الأردنية التي تميزت عبر التاريخ.
وفي الحين الذي ما يزال المشهد الثقافي والفني الأردني فيه يشي بالكثير من التحديات المادية والقانونية المتمثلة بالقيود والرقابة على المحتوى الفني والمضمون الثقافي، والتي أدت إلى قلة الإنتاج الهادف والمشتبك مع قضايا المجتمع، وما يتطلبه من دعم، فلا بد من إعادة النظر في هذه المحدِّدات. كما يجب العمل على إيجاد مؤسسات ترعى الأفكار الإبداعية وتنميها من خلال البرامج، ومشاريع التدريب، وورش العمل في مجالات الفنون والثقافة، وتفعيل جهود الأرشفة والتوثيق، وتدعيم الفعاليات والمهرجانات والتأليف الموسيقي ومأسستها، ودعم صناعة الأعمال الوثائقية والسينمائية والتلفزيونية والفنون المسرحية والبصرية والأدب والشعر وغيرها من أدوات الإبداع والإنتاج المعرفي، وذلك بما يضمن التقدم والتنوع المطلوب لإحداث التغيير المجتمعي المرجو وبناء الهوية الثقافية الجامعة.
وبينما نقف على أعتاب مئوية جديدة من عمر الدولة الأردنية، يتساءل الملتقى عن البرامج المطروحة لخدمة المثقفين وأركان العملية الثقافية. كما يدعو لتمكين وزارة الثقافة من الرعاية الحقيقة للقطاع الثقافي بجميع ألوانه وتشكيلاته الأدبية والمعنوية. وإشراك المؤسسات الثقافية والفنية والإعلامية وتكاتف جهودها مع جهود المؤسسات الرسمية، إلى جانب تفعيل دور المجتمع المدني والقطاع الخاص في أجندة الحراك الثقافي.
وفيما تشيد منظمة النهضة (أرض)، والتي بالتنمية المعرفية والثقافية من خلال ذراعها وملتقاها الثقافي بالجهود الرسمية في هذا الصدد، إلا أنها تؤكد ضرورة تقديم تطوير السياسات الثقافية وتوفير الموارد لها وبشكل أكبر خلال المرحلة القادمة، خاصة بعد تدهور أحوال العاملين في القطاع الفني والثقافي وتعطل كثير من الأعمال الفنية والثقافية بسبب جائحة كورونا،
بالإضافة لما نتج عن الأزمة مِن توترات مجتمعية ونفسية بسبب الفقر وتشديد الإغلاقات. الأمر الذي أثر على الانشطة الثقافية والفنية والسياحية، وأدى لنقص شديد في المساحات الإبداعية التشاركية والتي كانت تعاني ابتداءً من فترة ما قبل الجائحة، الأمر الذي تسبب بتفويت العديد من فرص المنافسة الإقليمية والدولية.
أخيرًا، وبالتزامن مع الجهود الإصلاحية في المملكة، فلا بد من أن يكون التجديد في الحركة الفنية والثقافية وتمكين العاملين في هذه المجالات جزءًا لا يتجزأ من عملية الإصلاح المنشودة، لدورهم الهام في التعبير عن هويتنا، وعكس تطلعاتنا وآمالنا التي نرجو تحقيقها في سبيل نهضة حقَّة في المجالات كافة.