أسعد العزّوني يكتب: "علم" أمانة عمّان .. سلوك في غير الاختصاص
راجعنا قوانين أمانة عمّان الكبرى،ودرسنا بعمق كافة المهام الموكلة إليها،والتي أنشئت بموجبها ،ووجدنا أن قصة "العلم" وكتاب غينيتس ،التي تنوي الأمانة الخوض فيه ،لا وجود له سجلاتها،بمعنى أنه لا علاقة لها بذلك ،وما يربطها في العلم هو أنها ترفعه إلى جانب علمها الخاص بها في المناسبات الوطنية التي نعتز بها ونفتخر.
من المهام المناطة بأمانة عمّان تنظيم إدارة المحال التجارية والعناية بالطرقات والعمل على إبقاء عمّان نظيفة ،والحفاظ على هوية مدينة عمّان التاريخية وموروثها الحضاري، و التفتيش على المحال بكافة أشكالها لضبط الجودة وردع المخالفين والترخيص القانوني ،وهي صاحبة مسؤولية مجتمعية.
لكننا وعند التدقيق في مجريات الأمور على أرض الواقع ،نجد أمانة عمان يشوبها القصور في أدائها حيال العديد من المهام المناطة بها،فلاهي تحافظ على النظافة رغم جيشها العرمرم ،ولا هي وفّرت لنا طرقا آمنة رغم ميزانيتها الفلكية،ولا هي أيضا حافظت على هوية عمّان وأبقت على موروثها الحضاري،ناهيك عن ممارسات بعض موظفيها في السوق وعدم قيامهم بالدور المطلوب منهم.
ما أثار حفيظتنا ونثر حزم الأسئلة هنا وهناك ،هو أن أمانة عمّان ،خلقت لنفسها عملا بعيدا عن إختصاها ،ولا نجد له تفسيرا منطقيا سوى أنه تصرف مرفوض،ويتمثل ذلك بتركيب علم ضخم ،تدخل فيه مسابقة كتاب غينيتس للأرقام القياسية؟؟؟!!!!ولا ندري من هو صاحب هذه الفكرة ،وهل تترك الدوائر الرسمية تتصرف وفق مزاج مسؤوليها؟
نتساءل بحرقة :أين الرقابة والتفتيش على أداء مؤسسات الدولة ؟وأين الجودة والمحاسبة؟ وأين الجهات المعنية بضبط هذه السلوكيات؟ولماذا لم نسمع مجلس النواب يتحرك ،لكبح الفكرة التي تندرج خارج نطاق وإختصاص أمانة عمّان؟
نحب علمنا ونلتف حوله ،ونقبّله صبح مساء،ونفتخر به وبألوانه الأربعة الدالّة على طبيعتنا.
نظافة العاصمة وإصلاح طرقاتها وشوارعها أهم وأبدى من موضوع العلم وغينتس،لأن للعلم جهات مختصة أخرى..وبالمناسبة كنا سابقا عندما نسافر إلى الخارج نفتخر ونعتز بدور امانة عمّان ،ونقول أننا جئنا من أنظف مدينة في العالم،أما اليوم فالوضع مختلف!!!!