العلوم والثقافة تنظم حوارية لمجموعة السلام العربي
نبأ الأردن - نظمت جمعية العلوم والثقافة الأردنية، اليوم السبت، جلسة حوارية تحدث خلالها رئيس وأعضاء مجموعة السلام العربي، حول آلية وضع خطة العمل للمرحلة المقبلة وكيفية تحقيق الرؤية والأهداف التي تكمن في تحقيق السلم وإنهاء إراقة الدماء العربية.
وقال رئيس مجموعة السلام العربي، رئيس جمهورية اليمن الأسبق علي ناصر محمد، إن المجموعة التي تضم 50 شخصية عربية أنشأت لغايات تفعيل دور المجتمع المدني وإشراكه في حل الدمار الحاصل في العديد من الدول العربية وإجراء التصالح العربي العربي ونبذ الطائفية وإرساء ثقافة الحوار وتقبل الاختلاف.
وأضاف إن الدول العربية تمر بموجة غير مسبوقة من النزاعات الداخلية كما هو الوضع في سوريا واليمن وليبيا والعراق والسودان، مؤكدا أن هذه الصراعات تستنزف مقدرات الأمة العربية البشرية والمادية والعسكرية وتخلف الفقر والجهل وتجعلها تنشغل بنفسها عن التطور والتنمية وعن العدو الحقيقي وفلسطين وقضيتها.
ووجه رئيس المجموعة الشكر إلى الحكومة الأردنية لمبادرتها في تسجيل مجموعة السلام العربي، ومنحها التراخيص اللازمة مؤكدا إن الدولة الأردنية تحظى باحترام وتقدير من جميع الشخصيات العربية في المجموعة.
من جانبه، قال رئيس مكتب المجموعة في الأردن رئيس الوزراء الأسبق الدكتور عدنان بدران إن الشعوب العربية لا ترغب بالحروب وهي تدرك أنها تستهلك مستقبل الأجيال ولا تخلف سوى الجوع والألم والتفرقة واستنزاف المقدرات.
وأشار إلى أن الشباب العربي يرنو إلى السلام والعيش برخاء ووئام ويجب على أصحاب القرار وجميع القوى أن تقف عند هذه الحاجات والرغبات والمطالب، لاسيما في الدول التي تشهد النزاعات والحروب والتي غالبا ما تكون أسبابها الجهل، والرجوع إلى القبلية والطائفية والمذهبية المقيتة.
وبين رئيس جمعية العلوم والثقافة وأمين عام مجموعة السلام المهندس سمير الحباشنة إن الحديث عن السلام يقتصر فقط على السلام العربي العربي، وليس السلام مع الاحتلال الإسرائيلي حيث تسعى مجموعة السلام على أحداث التصالح بين الأشفاء العرب على مستوى الحكومات والشعوب وطرح المبادرات وإرفاقها بحلول ترضي جميع أطراف النزاع بما يحقق وحدة العرب.
وأضاف إن هذا اللقاء يهدف إلى التفاعل والاستماع إلى الآراء من أصخاب الخبرة والشأن، لاسيما وان مجموعة السلام طور التكوين بعد اجتماع هيئتها العمومية في القاهرة العام الماضي، وانتخاب مجلسها التنفيذي ومجموعتها الاستشارية وتسجيلها رسميا لدى الحكومة الأردنية التي رحبت بفكرتها ورسالتها.
وقال عضو المكتب التنفيذي للمجموعة الدكتور عبد المحسن شعبان أن الحديث عن إحلال السلام في الأوطان العربية لا يتأتى بالحديث فقط، وأنما يحتاج إلى أدوات ومساع جادة تحققه فعليا وتنهي جميع المعيقات التي تقف في طريقه، مشيرا إلى أن المجموعة التقت منذ بدايتها على مبدأ تحكيم العقول في الصراع الدائر على مستوى الأقطار العربية.
وأكد شعبان على إن الوصول إلى التنمية والاستفادة من الموارد العربية الهائلة لا يمكن أن تتحقق بدون السلام والتلاقي على نبذ كافة أشكال التطرف والعنف وتحييد أصحاب المصالح وإقناع الشعوب أن الحروب لا تخلف سوى المزيد من الدمار والغرق في دوامة الجهل والتشتيت.
وأكدت عضو المكتب التنفيذي الدكتورة مكفولة بنت آكاط على ضرورة الاستفادة من العوامل المشتركة بين الدول العربية التي تجمعها وحدة المصير واللغة والعادات والتقاليد وان هنالك حلما عربيا واحدا يتمثل بوجود سلام وتصالح بين شعوبها وحكوماتها والعيش بكرامة وأمان وإنهاء مشهد الدماء العربية التي تراق على ارضها دون سبب.
وفي ختام الجلسة دار حوار موسع بين المشاركين من وزراء ونواب واعيان سابقين وأكاديميين وممثلين عن مؤسسات مجتمع مدني والمتحدثين من أعضاء المجموعة، حيث قدمت اقتراحات حول المضي قدما بفكرة إحلال السلام والمصالحات العربية وكسب التأييد من منظمات المجتمع المدني والأحزاب والحكومات وكل القوى المؤثرة في الأوطان العربية، وان تقدم مجموعة السلام العربي نفسها كمشروع قومي عربي يمثل المجتمع المدني.
وأضاف الحضور انه يجب تفعيل الدور الإعلامي العربي وتوجيهه نحو إرساء السلام ومخاطر الحروب على الشعوب وإبراز المطالب الشعبية نحو المصالحة ووقف دوامة العنف ودعم المبادرات التي تخرج عن المجموعة بهدف مداواة الجرح العربي النازف.