وزير أسبق: الرواتب التهمت معظم الموازنات

{title}
نبأ الأردن -

خلال ندوة نظمتها أبناء عمان الثقافية وزير الصحة الأسبق وليد المعاني :





القطاع الصحي ما زال قادراً على تقديم الخدمة الجيدة للمواطنين بالرغم من الضغوطات





سمارة : الأردن من أكثر الدول إنفاقاً على الصحة قياساً بعدد السكان والموارد





نبأ الأردن-نظمت جمعية أبناء عمان الثقافية ندوة يوم السبت تاريخ 07/01/2023 في قاعة المحفظة الوطنية في الشميساني لمناقشة واقع الخدمات الصحية في الأردن والتحديات التي تواجه الدولة من حيث تلبية الإحتياجات الصحية للمواطنين في ظل التزايد السكاني الطبيعي وغير الطبيعي الذي تشهده البلاد والذي يشكل مع ندرة الموارد وكثرة الأزمات ضغطاً كبيراً على المستشفيات والمراكز الطبية التابعة للحكومة المدنية والعسكرية .





وللحديث عن الواقع والمأمول استضافت الجمعية معالي ا.د وليد المعاني وزير الصحة السابق ورئيس الجامعة الأردنية السابق وأحد رموز القطاع الطبي البارزين في الأردن وكذلك د.فادية سمارة المؤسسة والرئيسة التنفيذية لمبادرة "همتنا" .
وفي بداية الندوة تحدثت السيدة قمرالصفدي رئيسة اللجنة الثقافية والإجتماعية بالجمعية فأشارت إلى أهمية موضوع الندوة مما دعا الجمعية إلى المبادرة في تسليط الضوء عليه كونه يهم كل الأردنيين .
ثم تحدث رئيس الهيئة الإدارية للجمعية السيد محمد القطان حيث رحّب بالوزير المعاني والسيدة سمارة شاكراً لهما تلبية دعوة الجمعية للحديث في الندوة وكذلك قدّم السيد القطان الشكر للمحفظة الوطنية لاستضافتها الندوة في قاعتها.
ثم تلت السيدة ليلى عميش عضو اللجنة الثقافية والإجتماعية والهيئة الإدارية في الجمعية والتي قامت بالدراسة والبحث في موضوع الندوة لتلقي الضوء على الجوانب المتعددة التي تسبب معاناةً للمواطنين والتي من بينها الإكتظاظ في المستشفيات وعدم توفر بعض أنواع الدواء والترهل الإداري وغيرها مما يجعل الحصول على الخدمة الصحية أمراً بعيد المنال أوصعباً ومرهقاً في أحسن الأحوال .كما عرضت السيدة عميش معيقات التأمين الصحي بالنسبة للغالبية العظمى من المواطنين .





ثم تحدث الوزيرالمعاني وعرض بالأرقام والإحصائيات الواقع الطبي في الأردن ماضياً وحاضراً حيث قال:
إن القطاع الصحي ما زال قادراً على تقديم الخدمة الجيدة للمواطنين بالرغم من الضغوطات التي تعرض لها مؤخراً وفي مقدمتها الزيادة غير الطبيعية للسكان نتيجة الهجرات والظروف السياسية المحيطة ومحدودية الموازنات حيث لم تتطور الموازنات في الثلاث سنوات الأخيرة وقد التهمت الرواتب معظم الموازنات في كل سنة من هذه السنوات بالإضافة إلى النفقات التشغيلية الأخرى حيث لوحظ أن ما تبقى للنفقات الرأسمالية والتي تعنى بالتطوير والتحديث لم يزد على 44 مليون دينارفيما يؤمل أن تطرأ زيادة ملحوظة على مخصصات وزارة الصحة في موازنة هذا العام بحسب الأرقام المعروضة والتي تشيرلتخصيص 700 مليون دينار للوزارة
وأضاف د.المعاني أن من الأخطاء التي ترتكب في طلب العلاج أن المرضى يتجهون إلى المستشفيات وإلى أطباء الإختصاص دون المرورعلى الأطباء العامين في المراكز الصحية المنتشرة في أنحاء المملكة،مما يزيد الضغط والإرهاق عليهم وعلى المستشفيات ويحرم مستحقي العلاج المحتاجين للمعالجة المتخصصة نتيجة لهذه المزاحمة.في الوقت الذي يستطيع فيه الطبيب العام أن يعالج نسبة عالية من الذين يتجهون إلى المستشفيات .
وأضاف د. المعاني أيضاً أن الدولة لا تستطيع أن تنشئ نظام تأمين صحي شامل لأنه مكلف جداً وهي أيضاً لم تتخلى عن علاج المواطنين غيرالقادرين حيث أن نظام التأمين الصحي المعمول به في القطاعين المدني والعسكري وكبار السن والمشمولين بالدعم الحكومي يغطي نسبة عالية من المواطنين بالإضافة إلى التأمينات الطبية الخاصة في الشركات والمؤسسات غير الحكومية وبذا تكون معظم شرائح الشعب الأردني تتمتع بحماية طبية كافية .
وفيما يتعلق بالحد من الهدر في إستهلاك الأدوية قال د. المعاني ان المراجعين يذهبون لأكثر من جهة ويحصلون على أدوية متشابهة لنفس المرض مما يؤدي إلى عدم إستعماله لكامل الكمية من هذا الدواء ويهدر الباقي وهذا سببه عدم وجود ملفات معممة على كافة القطاعات الصحية الحكومية تبين حالة المريض ولو وجدت لن يتم صرف أدوية متشابهة بفترات زمنية قصيرة .
وأشار د. المعاني إلى الدور الهام جداً الذي تقوم به وزارة الصحة في تقديم الخدمات الصحية في المدارس لطلاب الأول الإبتدائي حيث تعالجهم من أمراض كالتقوس في العامود الفقري والحول واضطراب السمع وغيرها من الأمراض الخطيرة .وهذا غير ما يعتقد الكثيرون بأن الصحية المدرسية تقتصرعلى التطعيم والنظافة وبعض الأمراض الجلدية البسيطة .
بدورها قالت الدكتورة فادية سمارة: ان الأردن من أكثر الدول إنفاقاً على الصحة قياساً بعدد السكان والموارد،حيث يصل مبلغ الإنفاق على موضوع الرعاية أكثر من مليارين وستة أعشار المليار دينار، ومع ذلك فإن نسبة الرضى العام عن الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين متدنية جداً في القطاعين العام والخاص بمعنى أن الذي يدفع مقابل الخدمة غير راضٍ والذي لا يدفع غير راضٍ .
وقالت إن مشاركة المجتمع ومنظمات المجتمع المدني والعمل التطوعي مهمة جداً في تقديم الدعم والإسناد للمرضى لأنهم بحاجة لمثل هذا الدعم نظراً لأن المريض يكون بحالة إنكسار نفسي بسبب وطأة المرض .
وأضافت أن الأردن حقق سمعة جيدة جداً في مستوى الخدمات الصحية التي يقدمها للمرضى خلال السنوات الماضية لكن للأسف شهدنا تراجعاً واضحاً في هذا المستوى لعدة أسباب أهمها الإهمال والإكتظاظ وسوء الإدارة وأحياناً عدم العدل في توزيع المقدرات والخدمات.





ثم عرضت د.سمارة أهداف ومنجزات مبادرة"همتنا"التي أسستها بمشاركة عدد من المتطوعين والمتطوعات حيث نفّذت هذه المبادرة بالشراكة مع القطاع الخاص وعدد من المتبرعين وأجرت تحديثات كبيرة على عدد من الأقسام والمرافق الصحية في المستشفيات الحكومية مثل قسم رعاية مرضى السرطان في مستشفى البشير ومركز صحي الأميرة بسمة في رأس العين وعرضت د. سمارة صوراً لما كانت عليه هذه المرافق سابقاً وكيف أصبحت بعد التحديث ، وهذا ما يخدم المريض ومقدّم الخدمة على حدٍ سواء خاصة من الناحية النفسية.
وقالت إن من أولويات مبادرة همتنا التركيز على الإهتمام بكرامة المريض والعدالة في التعامل مع المرضى بغض النظرعن مستوياتهم الإجتماعية والمادية وفي أنسنت أسلوب التعامل بين مقدمي الخدمة والمتلقين .
وفي نهاية الندوة أجاب المحاضران على أسئلة الحضور حيث أجمع المحاضران على أن الأردن يعاني من سوء الإدارة في كافة القطاعات مما أدى إلى تراجع واضح في الأداء العام لمؤسسات الدولة كافة وإهدارللمال العام مما أدى لإتساع الهوة بين المواطن وهذه المؤسسات وتعمق حالة عدم الرضى بأدائها .
وقد قام رئيس جمعية أبناء عمان الثقافية السيد محمد القطان بتقديم الدروع تكريماً لمعالي الدكتور وليد المعاني والسيدة الدكتورة فاديه سماره تقديراً لاستجابتهما لدعوة الجمعية للحديث في هذه الندوة وعلى المعلومات القيمة التي قدماها من خلالها .











تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير