د. احمد ابو غنيمة في الذكرى الاولى لوفاة شقيقه م.ز. محمود: كيف يُرثى الجلال والكبرياء ؟؟!!
أبا زياد..
لست ارثيك..
لا يجوز الرثاء..
كيف يُرثى الجلال والكبرياء …
ها نحن نعيش الذكرى الأولى لرحيل الفارس النبيل ابا زياد، بعد ان ابتلاه الله بمرض عضال لم يمهله كثيراً،، خمسة وسبعون يوماً من بداية مرضه حتى انتقاله للرفيق الاعلى،،، كان صابراً جسوراً، قاوم المرض ما شاء الله له ان يُقاوم،،، يلهج لسانه بذكر الله حتى وهو في أضعف حالاته المرضية،،
قبل وفاته بشهر تقريباً ( ١٤ / ١٢ / ٢٠٢١)، أخبرنا الأطباء - وقد نقلوه مساء ذلك اليوم للعناية المركزة -، انه قد يفارق الحياة قبل صباح اليوم التالي،، خبر كان له وقع الصاعقة على قلوبنا وعقولنا،،
كيف يرحل بهذه السرعة صانع الابتسامة وصانع الفرح في عائلته وبين محبيه واصدقائه،،
كيف لنا جميعا؛ اهله واصدقائه، ان نتحمّل فقدانه وهو في ريعان شبابه وعطائه لأهله ووطنه،،
كيف لقلبي المُنهك والمُتعب آنذاك ان يتحمّل ان يكتب نعي أخيه الكبير، الذي لم يكن مجرد شقيق اكبر لنا، بل كان مُعلّماً وموجهاً واستاذاً وقدوةً لنا جميعاً،، وكان عليّ؛ ونحن ننتظر اتصالاً في تلك الليلة في اي لحظة لينقل لنا خبراً مؤلماً حزيناً، ان اكتب نعياً انهك قلبي وجوارحي وانا اخطّه كلمة كلمة لاوفيه حقه علينا وعلى محبيه ووطنه،،
وشاءت إرادة الله ان يمد بعمر فارسنا النبيل ابا زياد اسابيع اخرى، لم نفارقه فيه نحن عائلته لحظة واحدة كما لم نفارقه منذ بداية مرضه، فكنا نتناوب على رعايته في سريره ونحن نُمنّي النفس ان يمد الله في عمره وان يستجيب جسده المُنهك للعلاج رغم شراسة المرض وسرعة انتشاره وانهاكه لجسده ،، ولكن إرادة الله كانت ماضية؛ بأن يختاره الله إلى جواره في ظهيرة يوم الثلاثاء في تمام الساعة الثانية عشرة وست دقائق في ١١ / ١ / ٢٠٢٢…
رحل ابو زياد جسدا، وبقيت روحه ترفرف في قلوبنا وعقولنا ، فمثل ابا زياد عصيُ على النسيان،، وعلى مثل ابا زياد تُذرف الدموع وتحزن القلوب والافئدة،،،
الفارس النبيل ابا زياد،
يفتقدك الجميع كبارا وصغارا،،
يفتقدك شرفاء واحرار الوطن،،
يفتقدك النقابيون ومجمع النقابات الذي كنت احد فرسانه ورجاله الاوفياء،،
يفتقدك وطننا الحبيب، الذي خسر برحيلك احد قاماته الوطنية الشريفة…
سلام عليك ابا زياد، وسلام على والدنا الحبيب ابا محمود رحمه الله،، كنتم مثالا للجلال والكبرياء، والرجولة، والعطاء بلا حدود، والمواقف الوطنية الصادقة المخلصة،،
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.