هل ستعيد الحكومة النظر بـ "الحظر" نهاية آذار .. وماذا بخصوص رمضان والمساجد؟
نبأ الأردن - كتب نشأت الحلبي - في عصف ذهني مع مسؤول في وزارة الصحة، حاولت وكالة نبأ الأردن الإخبارية أن تستشف بعضاً مما يدور في "ذهن الحكومة" حول الاجراءات المتوقعة مع اقتراب نهاية الشهر الحالي الذي أعلنت الحكومة بأن "نهايته" ستشهد مراجعة للاجراءات الأخيرة التي ما زلنا نعيش في تفاصيلها من إغلاق لبعض القطاعات التي سبق وتم فتحها، مرورا بتمديد ساعات الحظر الجزئي اليومي ليكون إغلاق المنشآت في الساعة السادسة من مساء كل يوم، ومنع التجول للأفراد مع بداية الساعة السابعة يومياً، وانتهاء بالحظر الشامل ليوم الجمعة مع تعليق الصلوات في المساجد والكنائس.
المسؤول تطرق أولا الى ما يجري داخل وزارة الصحة خصوصاً بعد استقالة وزيرها "الأصيل" على خلفية فاجعة مستشفى السلط الحكومي، وكذلك غياب شخصيات مهمة عن المشهد مثل الدكتور وائل الهياجنة الذي من المفترض أن يغادر منصبه أيضا خلال أيام ليعود الى عمله في أميركا، وهو الذي كان يمسك بالملف الأهم وهو ملف كورونا، فالوزارة تعيد ترتيب أمورها وترتيب بعض المناصب الهامة لأنها القيادي الحقيقي للأزمة بالشراكة خصوصا مع خلية أزمة كورونا، وما جرى مؤخرا في الوزارة مع تعيين الدكتور محمود زريقات أميناً عاماً للشؤون الفنية، وهو الذي خاض لسنوات قيادة مستشفيات البشير التي كانت تتطلب كثيراً من ميزات "القيادي" قبل الطبيب في بعض الأحيان، يشير الى أن النوايا تتجه الى "شدشدة" المشهد في المرافق الصحية بشكل عام مع التوسع في إنشاء المستشفيات الميدانية للسيطرة على الوضع الوبائي.
هذا ينسحب على لجنة الأوبئة "مصدر التوصيات" التي تصل الى طاولة الحكومة لاتخاذ القرار النهائي، فالأخبار التي قالت بأن اللجنة لم تجتمع لعدة أيام وصلت الى أكثر من 10، سلط الضوء على هذه اللجنة الأهم خصوصا مع خروج وزير الصحة السابق الدكتور نذير عبيدات، والدكتور وائل الهياجنة من المشهد، وهنا تجري كذلك ذات حال "الشدشدة".
مع هذه الحال، فإن السؤال المطروح هو عن مصير الاجراءات المتوقعة، وكيف يمكن أن "تُطبخ"؟!
المسؤول الصحي يقول إن وجود الشخصية العسكرية التي كانت شريكاً أساسياً في إدارة ملف كورونا، وزير الداخلية الحالي مازن الفراية، على رأس وزارة الصحة كوزير مكلف بإدارتها، أعطى زخماً كبيراً للناحية "الإدارية" من خلال المتابعة الحثيثة لوضع المنشآت الصحية خصوصا المستشفيات، بل وكانت القرارات سريعة جدا في اتخاذها لجهة توفير المطلوب من "اللوجستيات"، وهذا كان واضحاً على سبيل المثال لا الحصر في مستشفى الكرك الذي تم توفير مطالب إدارته دون تردد، وهنا، يقول المسؤول الصحي، إن الانسجام الكبيير بين الوزير المكلف والأمين العام الجديد الدكتور محمود زريقات، انعكس إيجاباً بشكل كبير على النواحي الإدارية، وهو ما بات ينعكس بشكل ايجابي أيضاً على التعاطي مع المشهد الوبائي.
وعلى صدى ذلك، يشير المسؤول الصحي حديثه مع نبأ الأردن، الى أنه، وتبعاً للحالة الوبائية الحالية، ومع الحديث عن الوصول الى حالة "الذروة"، على ما يبدو، فإن الاحتمالات تصب في عدم التراجع عن الاجراءات خلال الفترة القادمة والتي يقترب معها أيضأ دخول شهر رمضان المبارك، بمعنى أن الاجراءات ستبقى على ما هي عليه دون "مغامرات" قد تؤدي الى انتاكسة أكبر في المشهد الوبائي، وهذا يعني بقاء الحظر الشامل ليوم الجمعة، وعدم تقليص ساعات الحظر الجزئي، مع استمرار تعليق الصلوات في المساجد.
بكل الأحوال، وحسب المسؤول الصحي، فإن كل ذلك أيضاً مرهون بالوضع الوبائي مع احتمالات ضعيفة بتحسنه بشكل كبير خلال أيام قليلة جدا هي التي باتت تفصلنا عن نهاية الشهر، وعن دخول الشهر رمضان المبارك.