العناني: عام 2022 كان "شباط خبّاط"
نبأ الأردن-قال رئيس الديوان الملكي الأسبق، ونائب رئيس الوزراء الأسبق، جواد العناني، إن العام الجاري كان يتميز بأنه "عام شباط خباط".
وأضاف العناني، خلال استضافته على شاشة سكاي نيوز عربية، أن عام 2022 شهدنا فيه أحداث كبيرة ستترك الاثار واضحة على خريطة التحالفات الدولية وستنقلنا من عالم القطبية الواحدة إلى عالم متعدد الأقطاب، "التحالفات في المستقبل ستكون قصيرة وليست طويلة الأجل، وتعتمد على المصالح أكثر من اعتمادها على الصداقة أو ما يسمى بالعوامل المشتركة بين الدول".
ويعتبر العام الجاري سيترك البصمة لفترة طويلة، "الأزمة الأوكرانية الروسية سارعت من هذا التحرك، وجاء بعد الصراع الذي يجري في منطقة شمال أوروبا، والذي انتقل الآن إلى المحيط الهادي، ونرى التشحيم الذي يجري بين الصين وتايوان وتهديدات كوريا الشمالية واستعدادات كوريا الجنوبية للرد عليها".
وبين، أن تلك العوامل تدل على حالة الاستقطاب الدولية وحالة المنافسة بين الدول الكبرى للتأثير على مجريات العالم والتي بدأت تأخذ أشكال جديدة وتحوي على صفة عسكرية بينما كانت في السابق محصورة في الإطار التكنولوجي والاقتصادي.
*وصول نتنياهو
وعن وصول بنامين نتنياهو لرئاسة الوزراء في الاحتلال، أكد انه في المدى المنظور لا يوجد حل الدولتين ولا نعلم إلى ماذا ستؤول الأمور في أراضي السلطة الفلسطينية.
وقال، "من عجائب الزمان أن يصبح نتنياهو على يسار هذه الحكومة، كل الداخلين فيها اشد منه تطرفا واشد منه حقدا على الفلسطينيين والعرب؛ لذا نحن أمام معضلة كبيرة أمام هذه الحكومة ما لم يكن هنالك عمل عربي ذكي".
وأشار إلى أن استمرار هذه الحكومة سيخلق مشكلات ويؤدي إلى اثارة حروب وفتن، "لربما هم يبحثون عنها لتبرير الاستيلاء على المزيد من الأراضي وطرد الفلسطينيين".
الحرب الأوكرانية الروسية
وعن الحرب الأوكرانية الروسية، أوضح العناني أن الحرب طالت أكثر من اللازم بعد مضي 300 يوم، "الحرب لا تبدو أنها ستنتهي في القريب العاجل، والأمريكان استقبلوا الرئيس الأوكراني وتعهدوا بالمزيد من الأسلحة المتقدمة لبلاده، وهكذا نرى كل خطوة يقوم بها أحد الأطراف يقابلها الآخر بخطوة مشابهة، ويقنعه بأنه هو الصابر وعنده النفس الطويل في هذه الحرب".
ويقتعد، "ترغب روسيا وأوكرانيا في السلام لكنها عملية عض على الأصابع، ومن يرمش أولا؛ لذا ستحتاج هذه إلى وساطة قوية في العالم لأنها لن تؤدي إلى تغيير أيّ شيء على الأرض".
ويرى، أن الحرب – ويقصد الأوكرانية الروسية – إذا استمرت فان خطر حرب عالمية نووية سيكون موجودا؛ عازيا ذلك إلى الاعتماد الكبير على تخاطب الروبوتات مع بعضها البعض، "يقولوا أحيانا ان الروبوتات باتت قوية والذكاء الاصطناعي يمكن أن يحيدها عن الأمور البشرية التي تأتيها وتتصرف من عندها، حيث يشير العديد من المتخصصين بالمجال إلى احتمالية الأمر، وهذا مفزع بحد ذاته، أي أن الأطراف حتى لو لن يكن لها نية لتفعل ذلك لربما تقوم هناك تفجيرات نووية يتطلب الرد، فنرى المحظور قد وقع".
وأشار إلى أن الأمر لو ترك للعقل الإنساني فأنها مبالغة وانخراط في اللامعقول وفي السذاجة الكاملة.
وأكد أن روسيا من الدول الغنية ويوجد فيها 3 توقيتات زمنية، حيث تمتد من حدود اليابان إلى القطب المتجمد الشمالي؛ لذلك هي دولة كبيرة ولها إمكانيات عالية لكنها غير قادرة أن تكون دولة عظمى مستقلة، "إذا تورطت روسيا في هذه الحرب ستجد بعد غياب الرئيس بوتين عن الساحة سيأتي رؤساء ويتساءلوا ما الفائدة من هذه الحرب".
وتحدث العناني عن أهمية القوة الاقتصادية الناعمة، "لا يجب أن ننظر فقط على القوة الخشنة، وقديش أنت قادر على حشد جيش في آخر الأمر. الأهم أن تمتلك قنبلة نووية وتفوق فضائي لكن المسألة في الأخير ماهية القوة ع مون الاقتصادية الناعمة، روسيا دولة فيها فن وابداع وحضارة وثقافة ونحن نحتاجها كإنسانية".
ويلفت النظر إلى أن روسيا في إنتاجها الاقتصادي لازالت تعتمد على المواد الخام، حيث أن 80 بالمئة من موازنة روسيا يأتي من بيع النفط والغاز والسلاح، مشيرا إلى حاجة روسيا لتطوير الإنتاج المدني وهذا لم تستطيع فعله.
ويوضح أن معظم دول العالم الثالث لم تعلن موقفها، "الكل في العالم الثالث ودول 77 – كما يقولون – من الأفضل لهم أن عدم ابداء الرأي لأنهم ليس لهم ناقة ولا جمال في هذه الحرب، والأمر الآخر أن أمريكا استطاعت حشد تأييد حلفائها "الناتو"، وروسيا ترى أن الدول التي كانت جزء منها ابان الاتحاد السوفيتي ليسوا معها.. العالم تماما لا يفهم فائدة الحرب".
وقال، "يجد الرئيس بوتين أنه في حال تحقيقه النصر، بان النصر سيجلب معه أعباء كبيرة على روسيا، ولا أعلم إن كانت روسيا مستعدة لها، حيث من أسباب تقلص الاتحاد السوفيتي ادراكه أن توسعه في أوروبا الشرقية ووسط آسيا لم يأتي بالنتائج التي يريدها وتحولت هذه الدول إلى أعباء على روسيا".
*أزمة الطاقة
وبحسب التقارير الاقتصادية والتنبؤات – والحديث للعناني – فان دول الخليج العربي والولايات المتحدة الأمريكية هي الوحيدة التي كسبت من الوضع الحالي.
وقال، "اما دول العالم الآخر والعالم الثالث على العكس تماما، فهي عانت ووجدت أن سلاسل التزويد قد تقطعت وارتفعت أسعار المواد الأساسية، دولة مثل مصر تستورد 12 مليون طن من القمح وتستهلك تقريبا 21 مليون طن سنويا، فارتفعت عليها الفاتورة في فترة من الفترات 150 دولارا على الطن الواحد، وهذا يكلفها كثيرا من الأموال التي كانت تستهدفها على التنمية".
وزاد، "الكثير من دول العالم مع رفع الولايات المتحدة الأمريكية لأسعار الفائدة وجدت نفسها مضطرة لرفع أسعار الفائدة حفاظا على عملتها النقدية كما حصل في الأردن ودول الخليج أو أنها اضطرت لتجاهل هذا الموضوع لذلك سمحت للتضخم بان يزداد على أساس الحفاظ على نوع من النشاط الاقتصادي".
وتابع، "لذلك أصبحت المفاضلة الآن بين أمرين؛ السماح بمزيد من التراجع الاقتصادي وهذا يعني المزيد من البطالة وسوء توزيع الدخل لضرر الطبقات الأفقر أو أن تسمح للغلاء بالاستمرار الذي يأخذ من الفقراء ويمنح الأغنياء".
وتطرق إلى التغير المناخي الذي يسبب بحالات من الجفاف الواسعة أو اعاصير، "تصب التوقعات لعودة أزمة المديونية التي شهدنها في نهاية القرن العشرين".
*المنطقة العربية
ويعتقد، "هنالك نوع من التهدئة والتفاهم والوصول إلى حلول الوسط، أرى البوادر في ليبيا، وأرى هنالك بعض البوادر في استمرار حالة اللاحرب في اليمن، وأرى تحسن الأوضاع في العراق بعد أزمة سنة عدم اختيار رئيسا لها، الآن نتحدث عن استقلالية العراق وإعادة رسم لحدودها والتفاهم مع دول الجوار".
وأوضح، "المشكلة في تونس، أنها مسالة خلافية مع الرئيس.. بين العمال من ناحية ومشروع الموازنة التونسي والذي يطرحه الرئيس التونسي".