يوسف شكري يكتب شعراً في ذكرى الكرامة الخالدة

في ذكرى الكرامة الخالدة
………………
الوقتُ يمضي وفي دقّاتِهِ الحذرُ
حَبْوَاً …..كأن ثوانيهِ هي الدَّهرْ
والليلُ يُطبقُ والآكامُ قد وَجَمتْ
والغورُ يصمتُ فيه الماءُ والشجرْ
فجرَ الخميسِ بآذارٍ أتوا زُمراً
ّ أرتالَ ألويةٍ والنهرَ قد عِبروا
غرّتهُمُ دُرعٌ كثرٌ وغطرسةٌ
لم يدروا أنّهمُ للموتِ قد حضروا
مثلَ الصُقورِ عيونُ الرَّصدِ ترقُبُهم
والهاوزراتُ بها الأقدارُ تُصطبرُ
الصفرُ حانتْ فالأعداءُ قد وصلوا
والأُسدُ تقسمُ لن يُبقى لهمْ أثرُ
زأرَ الحسينُ ألا فابْقوهمُ شتتاً
بل مزِّقوهمْ لا تُبقوا ولا تذروا
دُكُّوا الثرى شُهباً واصْلوهمُ لهباً
فالأرضُ ترفضهُمْ والماءُ والبشرُ
لو بالأظافرِ والأسنانِ إن بكُمُ
شحًّ العتادُ وسوف البغيُ يندحرُ
أبطالُنا هبّوا و الكلُّ حالُِهمُ
اللهَ يدعو إما موتُ أو ظفرُ
كلُّ المدافعِ في البلقاِءِ قد سُعرتْ
ناراً أذاقتهم ُ جذواتُها سَقرُ
والعادياتُ جحيماً قد نفثنَ على
جمعِ الطّغاةِ وهم للموتِ يُحتضروا
أما المشاةُ فآساد ٌوقد نفرتْ
نحو الخلودِ وما قد راعهُم قدرُ
سادَ العويلُ صفوفَ الغدرِ وانكفأوا
مسترحمينَ.. لوقفِ النارِ ينتظروا
صارتْ دروعهُمُ في الغورِ مهزلةً
من بعدِ عينٍ ..أشلاءً وتنصهرُ
جرّوا الذيولَ بخيباتٍ بها مُنيوا
وارتدَّ بغيُهُم للغرب واندحروا
يا قائدَ الجيشِ يا عنوانَ هيبتِهِ
يا نسلَ هاشمَ فيه أنتمُ البصرُ
إن كان غدرُهمُ بالأمسِ مبتدأً
فالجيشُ كفؤُ بأنْ يُكتب له الخبرُ
جيشُ الكرامةِ والأمجادُ شاهدةٌ
.. ما زال مفخرةً للعُرب يعتبرُ
صاغَ البطولةَ آسادٌ به كتبوا
معنى الرجولةِ بالإقدامِ فانتصروا
ُما قلتُ فيهِ وفيكُم لا يفي أبدا ً
والشّعرُ منهُ ومنكمْ دومَ يعتذرُ
………
الهاوزرات؛ المدافع الثقيلة
العاديات ؛ الدبابات
………………
يوسف شكري ٢١/آذار ٢٠٢١