المفوضية الاوروبية: الاردن ركيزة استقرار المنطقة
نبأ الأردن- وصف نائب رئيس المفوضية الأوروبية/ الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل الاردن بأنه ركيزة استقرار في منطقة مضطربة. وقال بوريل على هامش مشاركته في اعمال مؤتمر بغداد الثاني الذي استضافه الاردن امس في منطقة البحر الميت، ان علاقاتنا مع الاردن تتجاوز شراكتنا الثنائية الوثيقة وتعاوننا، مشيرا الى أن الأردن بالنسبة للاتحاد الأوروبي شريك مهم وموثوق به وهو الشريك المفضل عند التعامل مع القضايا الإقليمية الأوسع. وبين أن عقد مؤتمر بغداد الثاني في المملكة يؤكد دور الأردن ومشاركته المسؤولة من أجل الاستقرار والأمن الإقليميين. وأضاف، ان الموضوعات التي نوقشت في المؤتمر ليست ذات صلة بالعراق فحسب، بل للمنطقة بأسرها: استقرار البلاد، وتنميتها وازدهارها، وكذلك التعاون الإقليمي، ومكافحة الإرهاب، وزيادة أمن الغذاء والطاقة، وقضية إدارة المياه، مؤكدا أن الاردن يلعب دورًا فعالًا وحاسمًا في كل من هذه الموضوعات. وقال، عقدنا بالاردن في حزيران الماضي الدورة الرابعة عشرة لمجلس الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والأردن ولأول مرة خارج بروكسل، وهي إشارة مهمة لعمق العلاقات والشراكة، وحددنا أولوياتنا الجديدة للشراكة، ما جعل الأردن دولة رئيسة في جوارنا الجنوبي، إضافة الى العمل على شراكة استراتيجية وطموحة جديدة مع الاتحاد الأوروبي. وحول اولويات الشراكة مع الاردن قال، قبل الحرب الروسية الاوكرانية كانت أولوياتنا الرئيسة مع الأردن تعزيز التعاون في مجال الاستقرار والأمن الإقليميين و تعزيز النمو الاقتصادي المستدام، وتقوية الحكم الرشيد واحترام حقوق الإنسان ولا يزال هذا قائما حتى الآن، ونركز أيضًا على العمل من أجل دعم النظام القائم على القواعد والتعامل مع العواقب المدمرة للغاية للحرب بين روسيا واوكرانيا على الغذاء وأمن الطاقة في الأردن والشرق الأوسط والعالم بأسره. واضاف، إلى جانب أولويات الشراكة تبقى المبادئ الديمقراطية والحريات الأساسية وحقوق الإنسان حجر الزاوية لشراكتنا مع الأردن، لافتا الى أن الاتحاد الأوروبي والأردن يعملان بشكل وثيق على التكامل الإقليمي، وتطوير الطاقة المتجددة، بالإضافة إلى مجالات مثل كفاءة الطاقة والإدارة المستدامة لموارد المياه في الأردن وغيرها. واشا ر الى ان الحرب الروسية الاوكرانية تسببت بأخطر حالة انعدام للأمن الغذائي منذ عقود، وفي إطار فريق الاستجابة الأوروبية لانعدام الأمن الغذائي العالمي، يدعم الاتحاد الأوروبي الجهود التي تقودها الأمم المتحدة لمعالجة الوضع الحالي والعمل مع شركائنا لتعزيز الحلول البديلة المستدامة على المدى المتوسط والطويل. واوضح ان الاتحاد الأوروبي يدعم أيضًا البلدان الأكثر ضعفًا في المنطقة بمبلغ 225 مليون يورو في إطار "مرفق الغذاء والقدرة على الصمود" الذي تم تخصيص 25 مليون يورو منه للأردن. ووقع بنك الاستثمار الأوروبي قبل ثلاثة ايام اتفاقية تمويل لقرض 200 مليون يورو لمشروع تحلية ونقل مياه العقبة- عمان، وخط ائتماني بقيمة 60 مليون يورو إلى الأردن، كما ان بنك الكويت يقوي تمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة والشركات المحلية وهذه أمثلة ملموسة لجهودنا المشتركة لدعم جهود الأردن لمواجهة التحديات الحالية والتخفيف من تغير المناخ وتعزيز تنمية القطاع الخاص وخلق فرص العمل. وحول اجندة الاردن الإصلاحية قال بوريل، نتابع عن كثب الجهود الجارية لتنفيذ مجموعة واسعة من الإصلاحات، ويحظى الأردن بدعمنا القوي لعملية الإصلاح، خاصة تحديث النظام السياسي والإصلاحات الاقتصادية، مؤكدا استعداد الاتحاد الأوروبي للمساعدة في المجالات التي يمكن أن تكون مساعدتنا فيها مفيدة ومطلوبة. واكد ان تدشين المنصة الاستثمارية بين الاردن والاتحاد الاوروبي اخيرا يهدف إلى تعزيز الاستثمار في الاردن، مبينا ان المنصة هي آلية مهمة لتعزيز التنسيق بين الحكومة الأردنية والمؤسسات المالية الأوروبية والاتحاد الأوروبي وأصحاب المصلحة المحليين والدوليين لسد الفجوة بين المشاريع الاستثمارية الأردنية ذات الأولوية وتعبئة التمويل اللازم للتنفيذ الفعال، وستكون المنصة قادرة على الاستفادة من استثمارات تصل قيمتها إلى 2.5 مليار يورو ، ما سيكون بمثابة دعم كبير للاقتصاد الأردني. وفي رده على سؤال قال، ندرك تمامًا ونثني على كرم الأردن وتضامنه في استضافة عدد كبير من اللاجئين السوريين والفلسطينيين، كما ندرك التحديات التي يمثلها ذلك على المجتمع والاقتصاد الأردني و لهذا السبب يلتزم الاتحاد الأوروبي بمواصلة دعم الأردن في استضافة اللاجئين. وقال، ان الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه هم أكبر مانح لكل من اللاجئين السوريين والمجتمعات المضيفة في البلدان المجاورة لسوريا بما في ذلك الأردن، وساهمنا على مدار العقد الماضي بمبلغ 25 مليار يورو بشكل إجمالي، وينظم الاتحاد الأوروبي كل عام مؤتمر بروكسل حول مستقبل سوريا من أجل جمع الأموال اللازمة، وجعل المجتمع الدولي لا ينسى محنة الشعب السوري وكرم الدول المضيفة مثل الأردن، لافتا الى أننا نستعد للنسخة السابعة من مؤتمر جمع التبرعات في بروكسل العام المقبل. وفي شأن آخر قال، نعمل مع الحكومة الإسرائيلية الجديدة على التعاون الثنائي والقضايا الإقليمية مع التركيز على دفع عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين إلى الأمام. واكد دعم الاتحاد لاستئناف عملية سلام هادفة نحو حل الدولتين ، على أساس دولتين -إسرائيل وفلسطين- تعيشان جنبًا إلى جنب بسلام وأمن وعلاقات جيدة مع جيرانهما وكي يحدث هذا، يجب استئناف المفاوضات المباشرة. وبين أن التصاعد الكبير والمستمر بأعمال العنف يؤكد الحاجة الملحة لإعادة بدء العملية السياسية الهادفة وإعطاء الناس منظورًا وأملًا حقيقيًا لمستقبل أفضل، لكن هذا شيء يجب أن تدركه الأطراف المعنية وتبدأ به، حيث لا يمكننا إجبارهم. يمكننا فقط تشجيعهم وهذا ما نواصل فعله.