مثقفون يدعون إلى عدم الانجرار خلف من يحاولون العبث بأمن الوطن
نبأ الأردن- دعا مثقفون أبناء الشعب الأردني إلى عدم الانجرار خلف من يحاولون العبث بأمن الوطن والاعتداء على ممتلكاته ومنجزاته وحماته من رجال الأمن العام.
وقال وزير الثقافة الأسبق الأديب الدكتور صلاح جرار لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، "كان الأردن وما زال قلعة من قلاع الصمود والتحدي والصبر، وذلك بفضل ما جبل عليه أهله من الحكمة والوعي والتعاون والتلاحم والمحبة والانتماء، وبفضل حكمة قيادته الهاشمية، ولذلك لم ينزلق الأردن في ما انزلق إليه معظم الأقطار العربية من فوضى وفتن ونزاعات بمسميات مختلفة أدت إلى معاناة متنوعة الأشكال لشعوبها".
وأضاف الدكتور جرار "لقد استوعب الأردن الدروس جيدا مما جنبه الويلات التي يعاني منها غيره، على الرغم من التحديات التي تواجهه بسبب مواقفه القومية المشرفة، ولا سيما قضية القدس الشريف والاحتلال الصهيوني للأراضي الفلسطينية"، منوها بقدرة الشعب الأردني على استشراف المستقبل وقراءة مساراته فكان ذلك سببا من أسباب ما يتمتع به الأردنيون من نعمة الأمن والاستقرار وبذل الجهود في البناء والتقدم وحماية الوطن ومنجزاته ومكتسباته.
ولفت إلى أن التجارب والأيام أثبتت سرعة تلاحم الأردنيين في المحن والأزمات، كما أثبتت أنهم شعب محبون لبعضهم ومحبون للخير وأنهم سرعان ما ينسون أي خلافات بينهم عندما يتصل الأمر بالوطن وأمنه وسلامته.
وقال إن "الأردنيين من كل أطيافهم يستحقون أن يعيشوا بأمن وسلام وكرامة ولذلك فإن مسؤولية الحفاظ على مقدراتهم ومنجزاتهم ومكتسباتهم وحقوقهم هي مسؤولية مشتركة بين الجميع لأن فيها مصلحة للجميع، ولذلك لا بد من المحافظة على الحوار وسيلة وحيدة لتجاوز الخلافات، وليس من مصلحة أي أردني المساس بالممتلكات العامة ولا المساس برجال الأمن ولا بد من التحلي بالحكمة والتعقل والاستمرار في الالتزام بقيمنا الكريمة التي جعلت الأردن والأردنيين محل احترام وتقدير من شعوب العالم كافة، وجعلت من تجربتنا تجربة نموذجية ينظر إليها العالم بالتقدير".
وقال نقيب الفنانين الأردنيين المخرج محمد يوسف العبادي لـ(بترا) "هـا هـي يد الغدر والغيلة، يد الحقد والفرقة، يد أدعياء الوصاية على الأديان، تطلق رصاصهـا الجبان على مجموعة من رجال الأمن العام من حماة الوطن فينالون الشهـادة وتنال الخزي واللعنة".
وأضاف المخرج العبادي أنه "رغم أننا نؤمن إيماناً مطلقاً بحرية الرأي والتعبير بكافة الوسائل السلمية وكما كفلهـا الدستور والقوانين الناظمة للحياة السياسية، إلا أننا نؤكد على إنفاذ القانون ضد كل من تسول له نفسه العبث بأمن الوطن والمواطن والاعتداء على مقدرات الوطن التي بنيت بيد أبنائه المخلصين".
كما أكد نقيب الفنانين أن "أمن الوطن واستقراره مسؤوليتنا جميعا كل من خلال منبره بالقلم كما هـو بالبندقية، وهـنا يتأتى دور القوى الناعمة من مثقفين وفنانين في التنوير والتوجيه وحمل ملفات الدولة العميقة وترجمة خطابهـا الوطني ومشاريعهـا التنموية المستدامة؛ فالمثقف والفنان هـو رأس الحربة في قيادة معارك الأمم كافة".
وقال المخرج العبادي باسمه وباسم نقابة الفنانين الأردنيين "نترحم على الشهـداء ممن قضوا في سبيل الواجب نبارك دماءهـم الزكية ونعزي ذويهـم وأنفسنا والوطن ونحتسبهم عند الله شهـداء لا خوف عليهـم ولا هـم يحزنون وأعظم الله أجر الأمة وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون".
بدوره، دعا رئيس رابطة الكتاب الأردنيين الشاعر أكرم الزعبي أبناء الشعب الأردني إلى "الابتعاد عن تلك الفئة التي تحاول جر الوطن إلى هاوية العبث والفتنة عبر الاعتداء على الممتلكات العامة وإغلاق الطرق وإشعال الحرائق والتعدي على أبنائنا من منتسبي الأجهزة الأمنية، فهم سياج الوطن وحماته الذين يحافظون على السلم والأمن المجتمعي ويحاربون التطرف والإرهاب ونحن إلى صفهم، فما عهدنا بالأردني إلا أنه على قدر المسؤولية يذود عن أمن الوطن ويفديه بروحه عند الملمات".
وترحم الشاعر الزعبي باسمه وباسم الهيئة العامة للرابطة على شهداء الوطن من نشامي الأمن العام الذين تلقوا رصاصات الغدر مقبلين غير مدبرين ذودا عن أمن الوطن وشعبه.
كما دعا رئيس رابطة الكتاب إلى التعبير الحضاري والسلمي عن المطالب "لأنّ الدم الأردني على الأردني حرام، ولا يرخص إلا دفاعًا في سبيل الله والوطن، والتحلي بعين الصبر والحكمة والهدوء في آليات التعامل مع الأزمة التي يمر فيها وطننا الذي نريد له كشعب أردني أن نكون جزءا من الحل، لا سببا في التأزيم وجر البلاد إلى منزلقات خطيرة تودي به إلى الوقوع في ما وقعت فيه بلاد شقيقة، فنندم حين لا يصبح الندم إلا حسرة وعويلا".
وقال رئيس رابطة الفنانين التشكيليين الأردنيين الدكتور إبراهيم الخطيب إنه "في ظل الظروف التي نعيشها كأردنيين، لا بد لنا من الانتباه لكل ما يدور حولنا وبيننا، نحن لا ننكر أن الأردن يمر في ظرف اقتصادي صعب، مما أثار البعض للوقوف والاعتصام ورفض بعض القرارات، وأن الاعتصام والاحتجاج هو حق دستوري لجميع المواطنين، لكن ما أود الإشارة إليه أنه يتوجب علينا كمثقفين أن نلفت الانتباه لضرورة المحافظة على استقرار البلاد والعباد".
وأكد الدكتور الخطيب أن الجندي الذي يقف على ثغر من ثغور الوطن يقوم بواجبه لحماية أمن الوطن وشعبه ومنجزاته، ويجب احترامه وحمايته واحترام سيادة القانون الذي يطبق على الجميع.
وقال "لا يسعنا في هذا الموقف الصعب إلا أن نقول: رحم الله شهداء الوطن والواجب وحمى الله الأردن والأردنيين من كل الفتن ومثيريها ومن أي مؤامرة أو محاولة تعكير وحدة وأمن الوطن وشعبه، داعيا إلى "الابتعاد عن التفكير السلبي أو إثارة أي شائعات تمس بنا وبمجتمعنا".