فاعليات شعبية: الاعتداء على رجال الأمن أمر ضد جميع الشرائع السماوية
نبأ الأردن-استنكرت فاعليات شعبية وأكاديمية وفقهاء ودعاة شريعة ورجال دين مسيحيون، الجريمة الإرهابية التي استهدفت ثلة عزيزة من رجال الأمن العام.
قال الدكتور خالد البزايعة إن الفكر التكفيري يمثل عداء داخليا وحقيقيا للأمة الإسلامية كافة، ويمثل فكر الخوارج، الذي يبيح إراقة الدماء وانتهاك الأعراض وسرقة الأموال ويتلبس بلباس السنة والسلفية والدعوة إلى الله وإقامة الخلافة.
وأضاف أن هذه الفئة الضالة تهدف إلى تشويه الدين وإعطاء صورة سلبية عن الإسلام، وإلقاء الفرقة والعداوة في جسم أي دولة، ولا خطوط حمراء عند أفرادها، من خلال استهداف جميع منتسبي الأجهزة الأمنية، وكل من يعمل في السلك الرسمي، بالإضافة إلى استهداف مرافق الدولة ومؤسساتها.
وأضاف الدكتور البزايعة، أن ديننا الإسلامي الحنيف، وشرعنا واضح في تحريم قتل النفس البشرية بغير ذنب، مشيرا إلى قول رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله وإن قالوها فإنهم عصموا مني دماءهم"، مبينا أن الفتوى التي تقود هذه الفئة الضالة بالتقرب إلى الله من خلال هذه الأعمال الآثمة، مغلوطة وغير صحيحة.
وقال إن الأردن من أجمل وأرقى الدول التي تدعو إلى الدين سلما وتنمية ورحمة، وأن هذه الفئة الضالة ليست من السلفية أو الجهادية، وإنما تكفيرية، وبلاء للأمة وبؤرة للفساد والإفساد وتشكل خطرا على المجتمع والأمن.
وأوضح الدكتور البزايعة، أنه وبالنظر للأحداث الأخيرة، التي استشهد فيها الدكتور عبدالرزاق الدلابيح رأينا أنهم يتسترون تحت أي مسيرة أو إضراب ويطعنون في الظهر ويقتلون ليلا، ما يتنافى مع أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم ودعوته.
ودعا الدكتور البزايعة إلى نشر الوعي والتنبيه لخطر هذه الفئة، ومراقبة سلوكياتهم، ومعاملتهم معاملة تليق بفكرهم المتطرف، الذي يهدف إلى ترويع الآمنين، حيث ينطبق عليهم قوله تعالى "إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتّلوا"، مؤكدا أن هذه الآية الكريمة أجمع العلماء، على أنها تنطبق على خوارج هذا العصر، الذين هم أعداء الأمة ولكل خير يحيط بها.
من جانبه، قال الدكتور في الفقه المالكي إبراهيم أبو العدس، إن القانون كفل للمواطن الأردني حرية التعبير، وليس للدولة أي موقف ضد التعبير السلمي، غير أن الإشكالية مع من يستغل الظروف الاقتصادية والاعتصامات لغايات التخريب والقتل وافتعال الفتن.
ودعا الدكتور أبو العدس، إلى أهمية التصدي للفكر المتطرف واجتثاثه ومحاربة كل من يدعو له، مستنكرا بشدة الاعتداء الآثم على رجال الأمن العام، الذين يقومون بواجبهم المقدس في حفظ امن المواطنين وممتلكاتهم واستقرار الوطن، وضمان سيادة القانون وإنفاده.
وقال الأب رومانوس سماوي، إنه من الواجب على كل الأردنيين ضبط النفس والتحلي بالحكمة، والتصدي لأي شخص تسول له نفسه العبث بأمن البلاد، معتبرا أن الاعتداء على رجال الأمن العام والآمنين أمر ضد جميع الشرائع السماوية، ولا تقبل به أي ديانة على وجه الأرض، ديانة تقبل متل هذه التصرفات.
وتمنى الأب رومانوس سماوي، أن تبقى الأردن وقيادته بألف خير، مضيفا، أنه وبالرغم من الفرح بالأعياد والمناسبات الوطنية والدينية، تبقى الغصة في القلوب جراء استشهاد ثلة عزيزة من أبناء الوطن اليوم خلال قيامهم بواجبهم الأمني تجاه هذا البلد والحفاظ على أمن واستقرار مواطنيه.
وأشاد سماوي بجهود جلالة الملك في الحفاظ على أمن واستقرار الأردن، في ظل العديد من التحديات والأزمات الاقتصادية التي مرت على الأردن أبرزها جائحة كورونا والربيع العربي، مؤكدا بأن هذه الغيمة ستزول بمشيئة الله.
وقال الأب رفعت بدر، إنه من المؤسف أن نشهد مثل هذه الأحداث في بلدنا الحبيب الأردن الذي هو عنوان للأمن والسلام والاستقرار والطمأنينة والوئام في العالم، معزيًا الأسرة الأردنية بأكملها بشهداء الواجب.
وأضاف "إننا اليوم، نلتف جميعًا بوحدتنا الوطنية حول الراية الهاشمية بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، وان الوحدة الوطنية هي صمام الأمان التي يحافظ عليها الكبير والصغير على حد سواء".
وأكد أن ما حصل اليوم، ليس حرية تعبير وإنما استخدام لحرية التعبير الإنسانية بمسار آخر حين انحرفت البوصلة عن مسارها الصحيح ووصلت إلى حد العنف ورفع السلاح في وجه المواطن ورجل الأمن بفعل، ما هو إلا عبث بأمن واستقرار الوطن.
وبين الأب بدر، "أن ما حدث مؤلم وصادم ونأمل أن لا يكون له أي تكرار لأنه يدل على رغبة عند البعض
لتشويه وهدم كل ما بناه الأردن"، داعيا أن يحفظ الله الوطن من كل سوء وأن يعيد الهدوء والطمأنينة لكل النفوس.
ونعى مجلس محافظة إربد استشهاد نفر من نشامى الأمن العام على ايدي فئة مجرمة ضالة، مؤكدا أن المصاب جلل ومس قلوب جميع الأردنيين فعزاء الأردنيين اليوم واحد وفي كل بيت.
ودعا المجلس في بيان أصدره اليوم على لسان رئيسه خلدون بني هاني، العلي القدير أن يتغمد الشهداء بواسع رحمته ورضوانه، وان يَمنّ على ذويهم وأسرهم بالصبر على هذه الفاجعة الوطنية، وأن يشفي الله المصابين.
بدوره، قال رئيس جامعة جدارا الدكتور محمد طالب عبيدات إنه لا يمكن السماح بأي شكل بالمساس بالوطن مؤسسات وأفراده تحت إي ذريعة أو حجة والتفريق بين الحق في التعبير السلمي الذي كفله الدستور وبين الخروج على القانون والاعتداء والتخريب وتعطيل المصالح .
وطالب عبيدات بممارسة اقصى درجات الحزم في التعامل مع مثل هذه الجرائم البشعة التي هزت وجدان الأردنيين ومشاعرهم.
واستنكرت عشائر الزعبي في محافظة إربد بشدة ما حدث من فعل إجرامي آثم تجاه ضباط وأفراد الأمن العام الذين سقطوا دفاعا عن كرامة الأردن وأمنه واستقراره على يد الغدر والإرهاب.
ودعت في بيان لها اليوم إلى تغليب لغة العقل والحوار على لغة العنف والأجرام من اجل حياة كريمة للمواطن تحفظ كرامة وعزة وطنه وتحمي أرواح أبناءنا المنتمين إلى جهازنا الأمني وجيشنا العربي الباسل.
ودان طارق عبدالمهدي بني هاني، أحد وجهاء عشيرة بني هاني في إربد، الجريمة البشعة التي ذهب ضحيتها ثلة من نشامى الأمن العام على أيدي الغدر والجبن وخفافيش الظلام أصحاب الفكر التكفيري.
ونبه بني هاني إلى ضرورة الوعي من تسلل هذه الفئات واستغلال حالة احتجاجية ومطلبية بطرق غير مشروعة وخارجة على القانون، مؤكدا أن مصلحة الوطن العليا وأمنه واستقراره واستدامة مصالح المواطنين وعدم تعطيلها هي معيار المواطنة الملتزمة بثوابت الأردنيين ونهجهم في التعبير عن مطالبهم منذ عقود خلت.
ودعا إلى الضرب يبد من حديد على مثل هذه الفئات التي تريد الانزلاق بالوطن نحو الانفلات والاستقواء على هيبة الدولة التي هي انعكاس لهيبة مواطنيها، ونعى باسم عشيرة بني هاني شهداء الواجب الذي سقطوا دفاعا عن شرف وكبرياء الوطن.
ونعت عشيرة الخطيب في إربد شهداء الواجب، ودعت في بيان باسم مختار العشيرة نبيل الخطيب إلى تغليب صوت الحكمة والعقل في التعاطي مع الأزمات لان خروج الاحتجاجات عن سياقها السلمي الذي كفله القانون والنظام والتعليمات له أضرار وخيمة وجسيمة على الوطن تتجاوز إي توجه أو قرار يتصل بالشان العام فالعنف والتصعيد وتعطيل المصالح العامة لا يجوز لأي كان وهو يمس بجوهر القيم والثوابت الوطنية في التعبير السلمي والحوار الهادف بعيدا عن الفوضى والتخريب.
ودعت العشيرة إلى التعامل بحزم مع مثل هذه المظاهر التي اعتبرتها بالخارجة عن المألوف وعن طبيعة الأردنيين في التعاطي مع الأزمات وطالبت بمحاسبة المسؤولين عنها.
وشددت على ضرورة التنبه للمتسللين والمستغلين لمثل هذه الأزمات في تنفيذ أجندات خاصة مؤكدة ان دماء الأردنيين لم تكن في يوم من الأيام وسيلة للاحتجاج.
وقال أستاذ الإعلام الإسلامي بكلية الشريعة في جامعة اليرموك الدكتور محمد ربابعة إن رجال الأمن هم صمام الأمان والخط الأحمر في الدفاع امن الوطن ومواطنيه وممتلكاته وتيسير وتسهيل مصالحه وحركته وقتلهم والاعتداء عليهم محرم شرعا، مؤكدا أن رجال الأمن سيبقون كما هم المضحون بدمائهم الزكية دفاع عن الأرواح والممتلكات لا تثنيهم عن أداء الواجب الشدائد والمحن أو الاستشهاد على محراب الوطن والواجب.
وأضاف "اننا نحتسب شهداء الواجب شهداء عند الله وفي عليين مع الصالحين والأبرار وحسن أولئك رفيقا واكد أن الدم الأردني ليس رخيصا ولا يسيل إلا دفاعا عن وطن أو مواجهة مع عدو والاحتجاجات غير السلمية مرفوضة قانونيا وشرعيا وأخلاقيا ومجتمعيا ودعا إلى الابتعاد عن مظاهر الاحتجاج غير السلمي لتقويض الفرصة على اصحاب الفك التكفيري للتسلل إلى تحيق أهدافهم الواهنة الواهية التي لا تستقيم مع شرع الله وسنة نبيه".
وقال كاهن رعية القديس جورج الشهيد في اربد الأب فراس عريضة: "إن سماءنا تبكي حزنا على بكاء أمهات ودعت أبناءها الذين ماتوا بغير حق على يدي من لا يستحقون الحياة في أردننا الحبيب".
وأضاف في بيان صدر عن الكنيسة "نصلي اليوم كما في الأمس من أجل اردننا الحبيب ومن أجل عشائرنا الغالية التي ما زالت وستبقى الحصن الحصين ضد كل فكر وإرهاب: لتبقي ولاءها للوطن ولقائد الوطن،الميلاد نعيشه اليوم كما عاشوه أطفال بيت لحم ومن ماتوا اليوم وامس وقبل ذلك استشهدوا عنا ليحمونا ونعيش في واحة السلام الأردن الحبيب".
واستنكرت عشائر بني تميم في اربد هذه الجريمة النكراء، ودعت في بيان لها على لسان الشيخ عبدالكريم التميمي إلى وقف كافة أشكال ومظاهر الاحتجاج الغوغائي والفوضوي والاعتداء على الممتلكات العامه والخاصة، مؤكدة أن هذه ليست صفات وسجايا الأردنيين التي تتصف بالحرص الشديد على منجزات الوطن ومقدراته والتي هي بالواقع ملك للجميع وخسارتها هي خسارة على الجميع وتفويت الفرصة على أصحاب الأجندات الخاصة واهدفهم التي يسعون من خلالها إلى زعزعة الأمن والاستقرار الذي ينعم به الوطن والمواطن والذي هو بالواقع اعظم واثمن من كل المكاسب مهما كانت.
وأشار البيان إلى أن ما حصل من اعتداءات أثمة وجبانة على نشامى الأمن العام هو دليل واضح على وجود هذه الفئة الضالة المضلة وأصحاب الأيادي الأثمة التي تصطاد بالماء العكر والتي لا تريد بهذا الوطن خيرا، مؤكدا أن عشائر بين تميم كما هي العشائر الأردنية ستبقى ملتفة حول الوطن وقيادته وجيشه وأجهزته الأمنية ومؤسساته كالتفاف السوار بالمعصم.
بدوره، استنكر مركز الشفافية الأردني، شُهداء الوطن والواجب من رجال الأمن العام الذين ارتقوا صباح اليوم الاثنين، خلال تأديتهم الواجب الوطني، في سبيل حماية ثرى الأردن.
وعبرت الرئيس التنفيذي للمركز، هيلدا عجيلات، عن أحر مشاعر العزاء والمواساة لذوي الشهداء، مُتمنية الشفاء العاجل للمُصابين من مرتّبات الأمن العام الذين أصيبوا أثناء أدائهم الواجب.
وأكدت أن الأردن وثراه الطهور سيبقى عصياً بوجه كل معتدٍ، وكل من تسول له نفسه زعزعة أمنه واستقراره، تحت ظل قيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، ويقظة قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية الباسلة.