المهندس سليمان عبيدات يكتب : الازمات لا تُحل بالفزعات والصُراخ .!!!
نترحم على ضحايا الوطن في مستشفى السلط الذين قضو نحبهم نتيجة غياب الضمير والاستهتار بأرواح البشر، ولا نتمنى ان تمر كما مر سابقاتها من جرائم، ففاجعة مستشفى السلط لم تكشف فقط الترهل والتسيب وفقدان الواعز الداخلي للعمل، وإنما كشفت حجم الفشل ادارة كل مؤسسات القطاع العام في الدولة، وما حدث في مستشفى السلط يحدث في كل المؤسسات العامة، منها ما يظهر على السطح ومنها ما لا نراه، طبعاً لأننا نضع رؤسنا كنعامة في التراب .
لم ننسى بعد فاجعة البحر الميت التي كشفت حجم الخلل والفوضى والامبالآة في الكثير من الوزارات والمؤسسات، فماذا حصل ؟، استقال وزراء لا ذنب لهم، أين البناء المؤسسي السليم الذي يُوضح لنا هل التقصير قلة حيلة لعدم توفر المُخصصات أم هو اهمال، والمُهمل مجرم بحق الوطن .
اقلنا الوزراء فماذا حصل من بعدهم، هل سأل أحد بعد ذلك ما تم لمعالجة المشاكل والاسباب الحقيقية وراء الكارثة .
مارسنا ردة فعل عاطفية، فزعنا ورفعنا اصواتنا ومارسنا الشعبوية التي تُطفئ الحقيقة لمدة اسبوع، والنتيجة لم يُعالج أي شيئ !!!، وهكذا حصل مع فاجعة مستشفى السلط وسيحصل في المستقبل لا سمح الله اذا لم يتغير نهج ادارة مؤسسات الدولة بشكل عام، ونتكلم بحقائق الأمور ووضع الأولويات، ونعرف قدرتنا على التغيير الحقيقي .
الم يُقدم مدير مستشفايات البشير استقالته عندما طلب من وزير الصحة في الحكومة السابقة تعيين اطباء وكوادر طبية بأمس الحاجة لها المستشفيات في البشير ومستشفيات المملكة، الا ان وزير الصحة السابق قال له دبر حالك لعدم توفر مُخصصات؟
انظروا الى ردة فعل النواب والاعيان وهم يتحدثوا بصوت عال عن توصيات تم تقديمها للحكومة من اجل رفع كفاءة القطاع الصحي وتغطية النواقص .
هل سألوا انفسهم قبل التحدث أمام الميكروفونات؟. هل خصصوا في الموازنة ما يتطلب من اموال لتنفيذ هذه التوصيات؟، وتم حساب الكُلف واضافتها الى موازنة وزارة الصحة لتتمكن من تنفذ هذه التوصيات التي نتباكى عليها، مع العلم ان هناك توصيات تشمل كل القطاعات الخدمية ولكن دون تخصيص أي اموال في الموازنة لتنفيذها، ونحن نعرف البئر وغطاه عن حجم المديونية وعجز الموازنة الذي يتنامى كل عام.
من هنا يبدأ الخطأ وتظهر عدم الجدية لترجمة التوصيات الى واقع.
في هذا الواقع الأليم برأيكم من نحاسب ؟
حمى الله الوطن وقائد الوطن وشعبا الطيب من كل شر