د.ذوقان عبيدات يكتب: بلاغة نضالية وبلاغة لغوية!

{title}
نبأ الأردن -

في خيمة نضالية، نظمها أحمد سلامة، تكريمًا للمناضلة المحرّرة شذى عودة سلامة، تحدثت المناضلة العربية الفلسطينية - مواليد اربد- عن اعتقالها والتحقيق معها وسجنها بلغة نضالية شفّافة، فليس لدى المناضلين ما يخفونه! تحدثت ببلاغة نضالية عالية الدقة والعمق، -وربما أكثر دقةً من صواريخ هيمارس والصواريخ الروسية-وبكلمات بسيطة: قدمت شذى عودة دروسًابلغة نضالية، شرحت كيف تماسكت أمام أبنائها لحظة الاعتقال، وقدمت الدرس الأول في النضال وكيف أسندت ظهرها على سيقان الجنود طلبًا للراحة!وكيف نامت في عربة الاعتقال، وكيف أيقظها الجندي الإسرائيلي قائلا انهضي ! هدا ليس فندقًاتذكرت ما قالوه عن عمر بن الخطاب: عدلت فأمنت فنمت، وكأني بشذى تقول: ناضلتُ واعتقلتُ ونمتُ بانتظار القادم،فليس بعد الاعتقال عقوبة!! كانت كلمات شذى كفعلها ، كلمات نضالية خالية من أي مُحِسِّنات لفظية، حوّلت الكلام نضالًا ولو أطالت الكلام لزاد فرحنا.أسند أحمد سلامة مهمة الكلام إلى متحدثين برعوا في اختيار الكلمات والجمل، وناضلوا بالكلمات بخلاف شذى التى ترجمت نضالها ببعض كلمات! وشتان بين بلاغة نضالية وبلاغة لغوية، طبعًا مع بعض استثناءات! وعبر تلك الجلسة الراقية والنضالية، خطر ببالي ما يأتي: هل ناضلت شذى باسم عائلتها أم باسم عروبة فلسطين ؟ إذًا: لماذا لا نحتفل بها جميعًا ؟ كم هو محزن حين نرى عائلات الأسرى يرفعون -وحدهم- لافتات : أطلقوا أسرانا! وكأنهم ليسوا مناضلين باسم كل فلسطين!طبعًا هذا يحدث في الأردن وسائر أقطار العرب. وخطر ببالي لو تحدث أحد وقال: أغنية أنا دمي فلسطيني هي شكل نضالي عميق، وأنّ قصيدة سليمان العيسى:فلسطين داري ودرب انتصاريهي فعل نضالي أعمق من معركة، أنّ كل من كتب كلمة بهدف تحرير المجتمع من مختطفيه و"مُسَكِّنيه" هو مناضل ،وأن إطلاق اسم الأردني الفلسطيني يعقوب زيادين على شارع في عمان هو رمز مقاومةأيضًا، قديفوق ما تحدث به أمين عام الحزب الشيوعي، وأن كل من حضر خيمة أحمد سلامة هو مقاوم! وأن خيمة أحمد سلامة بذاتها مظلّة مقاومة!وأخيرًا: شتان بين من يناضل ببلاغة المقاومة وبين من يناضل ببلاغة اللغة! وشتان بين حديث مناضل والحديث عن مناضل!وبين مشاعر مناضل ومشاعرنا حين نتحدث عن مناضل!!


تابعوا نبأ الأردن على