الادعاء الألماني يكشف خطط (المجموعة الإرهابية)
نبأ الأردن-أعلن المدعي العام الألماني، بيتر فرانك، الأربعاء، أنه تم تنفيذ 140 عملية تفتيش في 11 ولاية ألمانية فيما يتعلق بأعضاء الجماعية اليمينة المتطرفة التي خططت للإطاحة بالحكومة والتي يرفض أعضاؤها المؤسسات العامة ويؤمنون بنظريات المؤامرة.
وقال المدعي العام إن المجموعة الانقلابية، التي تعرضت لمداهمات في ساعة مبكرة من صباح الأربعاء، تم إنشاؤها في 2021 وكانت تريد تعيين حكومة وبناء جيش ألماني جديد.
وأعلنت ألمانيا، الأربعاء، تنفيذ عمليات دهم في أنحاء البلاد واعتقال 25 شخصا من أفراد "مجموعة إرهابية" من اليمين المتطرف يشتبه بتخطيطها لشن هجوم على المؤسسات الدستورية في البلاد، وخصوصا البرلمان.
ومن جهته، قال وزير العدل، ماركو بوشمان: "نشك في أنه تم التخطيط لهجوم مسلح على الهيئات الدستورية"، مشيرا إلى "عملية كبيرة لمكافحة الإرهاب".
وصنفت السلطات الألمانية في السنوات الأخيرة عنف اليمين المتطرف باعتباره أخطر التهديدات للنظام العام، ويأتي قبل خطر الإسلاميين المتشددين.
وشارك أكثر من ثلاثة آلاف عنصر بينهم وحدات النخبة لمكافحة الإرهاب في العمليات التي نفذت في ساعة مبكرة صباح الأربعاء قاموا خلالها بتفتيش أكثر من 130 عقارا، في ما وصفته وسائل إعلام ألمانية بأنها واحدة من أكبر عمليات الشرطة التي شهدتها البلاد.
إلى جانب الاعتقالات، استهدف التحقيق 27 شخصا آخر يشتبه في انتمائهم لخلية إجرامية، وفقا للنيابة.
وأوقف اثنان من المعتقلين الـ25 في النمسا وإيطاليا.
"مواطنو الرايخ"
ويتهم المعتقلون بتشكيل "مجموعة إرهابية بنهاية نوفمبر 2021 على أبعد تقدير، كانت قد حددت لنفسها هدف التغلب على نظام الدولة القائم في ألمانيا"، وهو مخطط لا يمكن تحقيقه "إلا عبر استخدام الوسائل العسكرية والعنف ضد ممثلي الدولة"، وفقا للبيان الصادر عن النيابة في كارلسروه المكلفة القضايا المتعلقة بأمن الدولة.
وقال المدعون إن "المتهمين يجمعهم رفض عميق لمؤسسات الدولة والنظام الأساسي الحر والديمقراطي لجمهورية ألمانيا الفدرالية، والذي غذى لديهم مع مرور الوقت قرارا في القضاء عليها (مؤسسات الدولة) عبر العنف والشروع في أعمال تحضيرية ملموسة لهذا الغرض".
وفي الربيع، فككت السلطات مجموعة يمينية متطرفة أخرى يشتبه في أنها خططت لهجمات في البلاد ولخطف وزير الصحة، ربطا بإجراءات مكافحة كورونا.
وتم استهداف حركة ألمانية معروفة باسم "رايخسبرغر" (مواطنو الرايخ)، يشترك أعضاؤها في رفض نظام الدولة، ولا يعترفون بمؤسساتها ولا يطيعون الشرطة، كما أنهم لا يدفعون الضرائب.
ومن بين حوالى ألفي ناشط مؤيد لهذه الأيديولوجيا في ألمانيا، تطرفت إحدى المجموعات التي تضم خصوصا من ينكرون حصول المحرقة وكانت تعتزم استخدام العمل العنيف.
وأشارت النيابة إلى أنه في ما يتعلق بالمجموعة التي جرى تفكيكها، فإنّ اعضاءها يستندون أيضاً إلى نظريات "كيو آنون" (QAnon) وهي مجموعة يمينية متطرّفة في الولايات المتحدة.
اتصالات مع روسيا
وأشارت التحقيقات الألمانية إلى أن أحد قادة الخلية أجرى اتصالات بـ"ممثلي روسيا الاتحادية في ألمانيا".
ومع ذلك، أشارت التحقيقات التي أجريت حتى الآن، إلى أنه ليس ما يشير إلى أن هؤلاء المحاوِرين استجابوا لطلب مسؤول الخلية.
وأشار المدعون إلى أنهم حددوا تنظيما منظما وهرميا للغاية يتألف من "هيئة مركزية" و"ذراع عسكرية" مسؤولة عن شراء معدات لتدريب المجندين على الأسلحة، وأيضا من لجان "عدل" و"شؤون خارجية" و"صحة".
كما أن هناك جنودا سابقين بين مناصري هذا التنظيم.
وقال مدعون فيدراليون إن نحو ثلاثة آلاف شرطي نفذوا عمليات تفتيش في 130 موقعا داخل 11 من أصل 16 ولاية ألمانية بحق أعضاء ما يسمى حركة مواطني الرايخ" الرافضين لدستور ألمانيا ما بعد الحرب ويدعون للإطاحة بالحكومة.
وقال ممثلو الادعاء إن 22 مواطنا ألمانيا اعتقلوا للاشتباه في أنهم أعضاء في "منظمة إرهابية".
وأضافوا أن ثلاثة آخرين، بينهم روسي، يشتبه في دعمهم للمنظمة.
وذكرت مجلة "دير شبيغل" الأسبوعية أن المواقع التي تم تفتيشها تشمل ثكنات وحدة القوات الخاصة الألمانية (كيه اس كيه) في بلدة كالو جنوب غرب البلاد.
وكانت الوحدة خضعت في السابق لتدقيق بشأن مزاعم انتماء بعض الجنود لليمين المتطرف.
إلى جانب الاعتقالات في ألمانيا، قال ممثلو ادعاء إن شخصا اعتقل في بلدة كيتسبول النمساوية، وآخر في مدينة بيروجيا الإيطالية.
وحدد المدعون زعيمي المنظمة الإرهابية المشتبه بهما، وهما: هاينريش بي.آر.، وروديغير في.بي.
وحجبوا هويتهم الكاملة بما يتماشى مع قواعد الخصوصية الألمانية.
وذكرت دير شبيغل أن هاينريش يبلغ من العمر 71 عاما، وهو من أفراد عائلة نبيلة ألمانية صغيرة، في حين كان روديغير ضابطا سابقا بقوات المظلات ويبلغ من العمر 69 عاما.
وقال ممثلو الادعاء إن هاينريش بي.آر، والذي خططت المنظمة لتنصيبه زعيما جديدا لألمانيا، اتصل بمسؤولين روس بهدف التفاوض على نظام جديد في البلاد بمجرد الإطاحة بالحكومة الألمانية.
ويزعم أن امرأة روسية ساعدته في هذا التواصل، وتدعى فيتاليا بي.
وكشف الادعاء هوية سيدة اعتقلتها الشرطة، الأربعاء، وتدعى بيرغيت إم-دابليو.
ذكرت دير شبيغل أنها قاضية ونائبة سابقة عن حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف.
ويخضع الحزب لمزيد من التدقيق من جانب أجهزة الأمن الألمانية بسبب علاقاته بمتطرفين.
نفي روسي
من جهتها، نفت السفارة الروسية في برلين الأربعاء أي علاقة مع مجموعات "إرهابية" من اليمين المتطرف في ألمانيا بعد أن اعتقلت الشرطة الألمانية عددا من الأشخاص للاشتباه في أنهم خططوا لإطاحة الحكومة.
وقالت السفارة في بيان نقلته وكالات أنباء روسية "تلفت السفارة الروسية في ألمانيا الانتباه إلى حقيقة أن المكاتب الدبلوماسية والقنصلية الروسية في ألمانيا لا تقيم اتصالات مع ممثلي جماعات إرهابية أو كيانات غير شرعية أخرى"، بحسب فرانس برس.

























