حمادة فراعنة يكتب: مواقف أردنية حازمة
يتجدد لقاء البلدان الأربعة: الأردن ومصر وألمانيا وفرنسا، في دورة اجتماعات جديدة تعكس تصميم العواصم الأربعة على كسر الجمود السائد للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، عبر فحص الفرص المتاحة لإعادة وصل ما انقطع على طاولة المفاوضات في رعاية أميركية منفردة، فشلت في تحقيق خطوات عملية، نحو فرض الانسحاب الإسرائيلي واستكمال خطوات إقامة الدولة الفلسطينية.
سياسات المستعمرة متواصلة عبر الزحف التدريجي للاستيطان والتوسع في تآكل الأرض والتضييق على الفلسطينيين وجعل أرضهم طاردة لهم، وفرض التغيير الديمغرافي في منطقتي القدس والضفة الفلسطينية.
البلدان الأربعة العربية والأوروبية يسابقون الزمن من خلال استجابتهم للاجتماع، وتوصيل الرسائل إلى الأطراف الثلاثة:
فلسطينياً في الحث على تجديد شرعية المؤسسة الفلسطينية وتوحيدها، وهم يتجاوبون مع إجراء الانتخابات بإتجاه موعدها التشريعي يوم 22 / 5 / 2021، والرئاسي يوم 31 / 7 / 2021، مقدمة تمهيدية وارضية للبناء عليها، نحو إنهاء الانقسام، وتجديد شرعية المؤسسات وتوحيدها.
إسرائيلياً تشكل هذه الاجتماعات للبلدان الأربعة حالة حرج لحكومة المستعمرة، فالأردن ومصر تربطهما معاهدتي سلام مع تل أبيب، وفرنسا وألمانيا سبق لهما واسهما في قيام المستعمرة على أرض فلسطين ودعمها، وبالتالي لا تستطيع تل أبيب تسجيل ملاحظات ضد البلدان الأربعة، بإستثناء رغبتهم في التوصل إلى تسوية واقعية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
أمريكيا ترتبط بالبلدان الأربعة بعلاقات وطيدة مع واشنطن وهذا يسهل مهمتهم، كونهم أطراف مساندة للجهد الأميركي وليس بديلاً عنه، سواء في طرحهم للقاء اللجنة الرباعية: الأمم المتحدة، أوروبا، روسيا والولايات المتحدة، أو في الدعوة للمؤتمر الدولي وفق الرغبة الفلسطينية.
الجهد الأردني في مواجهة التطرف الإسرائيلي، وجد نفسه في رفض استقبال نتنياهو شخصياً ورفض مكالماته الهاتفية، منذ قراره يوم 2 / 7 / 2018، حينما سمح للمستوطنين المستعمرين لاقتحام ساحات المسجد الأقصى.
نتنياهو وجدها فرصة كي يتصرف بسذاجة وقلة حيلة «عطل» وصول الأمير الحسين بن عبدالله الثاني إلى القدس لتأدية الصلاة في المسجد الأقصى مع جموع المصلين الفلسطينيين بذكرى الإسراء والمعراج.
الرد الأردني لم يتأخر بتوجيه صفعة لنتنياهو برفض السماح لطائرته المرور من الأجواء الأردنية.
صحيح وجود معاهدة السلام بين عمان وتل أبيب، تم فرضها على الأردن من قبل الأميركيين على أثر كارثة حرب الخليج 1991، ورفض الأردن المشاركة في حملة حفر الباطن لتدمير العراق، رغم ان الأردن رفض مغامرة اجتياح الكويت غير القانونية غير الشرعية، وغير المقبولة وطنياً وقومياً، ولكن عمان كانت مع الانسحاب العراقي من الكويت بدون حرب، وهذا ما حاول الراحل الحسين فعله في قمة بغداد الرباعية يوم 4 / 12 / 1990، بحضور الرئيس الراحل ياسر عرفات ونائب الرئيس اليمني علي سالم البيض.
لا يوجد ما نخشاه أو نخجل منه، فلسطين ستبقى فلسطين، والاردنيون كانوا ولا زالوا وسيبقوا في الخندق الداعم لفلسطين من أجل صمود شعبها على أرض وطنه، واستعادة حقوقه الكاملة غير المنقوصة في المساواة والاستقلال والعودة.
الدستور