أسعد العزّوني يكتب : يوم أردني مؤابي أغرّ
لن أتوقف عند "مقالب "البعض في وزارة د.بشر الخصاونة التي وصلت إلى حد تقمص شخصية الحجاج بن يوسف الثقفي ،والتهديد والوعيد بدحرجة الرؤوس التي تسرب الوثائق الحكومية،ولن ألتفت لمرتبة الصحافة الجديدة وهي السلطة الخامسة ،مع إنها هي السلطة الأولى ،ولذلك وصفوها ب"صاحبة الجلالة"،ولن أتطرق لتعهد الوزير إياه بإيصال القطايف لنا في رمضان عن طريق "طلبات"،وسأتجاوز عن كل ذلك إكراما لحلول يوم جديد حمل في طياته بشرى وأمل لنا في هذا البلد الطيب.
هذا اليوم يجب أن يؤرخ في التاريخ الأردني بأنه يوم أردني مؤابي هاشمي بإمتياز ،تجلى بتسجيل القيادة موقفا عروبيا عزّ مثيله،وهو منع طائرة "كيس النجاسة" حسب التعبير الحريديمي النتن ياهو،من عبور الأجواء الأردنية في طريقه إلى الخليج لجلب الخراج والخاوة ،ولكي تتمتع زوجته ساره بالهدايا والنقوط ،أسوة بالمتهودة إيفانكا زوج الجندي السابق في جيش الإحتلال الإسرائيلي جاريد كوشنير ،الذي حكم أمريكا طيلة سنوات صهره المقاول ترمب،وتسبب القرار الأردني ب"طق"مرارتها لأنه حرمها من تسلم الهدايا والهبات والنقوط لها ولقريباتها بطبيعة الحال.
جاء هذا القرار العتيد ردا على منع سلطات الإحتلال سمو ولي العهد الحسين بن عبد الله من زيارة المسجد الأقصى،تعبيرا عن موقف يبدو أنه إكتمل بإعلان الديانة الإبراهيمية الجديدة ،وبان التحالف القذر بين المنتسبين زورا لأبينا إبراهيم عليه السلام وللصهاينة الأنجاس قتلة الأنبياء والرسول،ظنا منهم أن الأردن إنتهى دوره ،ولذلك حان وقت التغيير من خلال تغيير قواعد اللعبة ،وهي أن البترودولار العربي سيكون في الحساب الإسرائيلي ،بسبب نضوب الدعم الأمريكي للكيان الصهيوني.
لا يظنن أحد أنني أرى أن مثل هذا القرار الأردني سيقضى على مستدمرة الخزر،لكنه وضمن قاعدة التراكمية سيفضي إلى شيء ما لاحقا ،وسيؤدب أي حكومة إسرائيلية أو من تحالف معها أن يعدوا للعشرة قبل التآمر على الأردن،وحقيقة الأمر أن هذا القرار أثلج صدور الأردنيين جميعا وأعاد لهم افعتبار ،خاصة وأنا نعيش أجواء النصر المؤزر في معركة الكرامة والعز التي إنتصرنا فيها أردنيين وفلسطينيين بتلاحمنا في 21 آذار عام 1968.
ولأن الشيء بالشيء يذكر فإن الأردن إمتاز بالمواقف الحاسمة في العديد من الفترات ،وعلى سبيل المثال وليس الحصر ما قام به الملك العروبي المؤابي ميشع ،الذي سجل نصرا مؤزرا على العبرانيين الذين حاولوا العبث بأمن مملكته،وتأكد من نتيجة الحرب عندما نفذ الشعب في كافة مناحي مملكته الواسعة قراره بطبخ اللحم باللبن مخالفة للعبرانيين الذين تحرم عليهم التوراة المزيفة ذلك.
أختم بالقول أن أول أسس النصر هو تحالف القيادة مع الشعب،لأن الشعب الذي يلتف حول قيادته يشكل سورا منيعا حولها ،يصعب على أي جهة مهما كانت هويتها أن تنال من القيادة،لأن أحداث التاريخ أثبتت لنا أن ثغرة الداخل مهما كانت صغيرة ،هي التي تدخل العدو إلى الداخل ،ولنا في سور الصين العظيم خير مثال،لأن الغزاة الذين دخلوا الصين ،قاموا برشوة الحراس أولا ….
مطلوب من صانع القرار في الأردن مواصلة تراكم النقاط وتكثيف الضربات ،ليثبت للأعداء بعيدين كانوا أم قريبين أن النيل من الأردن ليس متاحا لهم ،وعليهم مراجعة أنفسهم قبل أي حماقة يرتكبونها ضد الأردن.