ميسر السردية تكتب : عليوة و فلفل

{title}
نبأ الأردن -

يومها كنت مجازة، موقفة نشاطاتي خارج الحوش، مركزة في تجربة ممتعة تعلمتها وهي صناعة مكتات" منافض سجائر"، حيث كنت أجتمع بمعية الرفاق في خشة الخبز ، أذيب قطع بلاستيكية في تنكة سمنة ، ثم اسكبها في قالب مكتة ستانلس، فأحصل بذلك على مكتات وأشكال بقوالب مختلفة..
أثناء إنغماسي بتجاربي تلك، ماشفت إلا عليوة العضو الأصغر في مجموعتنا باكيا شاكيا، متخالطة دموعه مع ما رشح من أنفه المزكوم جراء طقس الشراقي….علامك، من عليك، ليه تبكي؟ فقال :فلفل سرق "جلولي وصفيرتي" و بعدين لوّن وجهي بالحبوب الزهرية و صاروا هو والعيال يعيروني "أبو خنانة طنانة، تشبع كل الطحانة"…..
.. حكينالك مية مرة لا تروح لحالك عند فلفل الغدار ، يعني ما أعطاك ألوان، أمس لأنه خويفه أعطى فراس كمشة حبوب زهريات، بسيطة.
تناولت مقلاعي وأعلنت النفير.. .. هجوم بمن حضر.. عليهم غير نكسر رجليهم.. النشامى حب قضامة.. جواهر، غدير، عقاب، وعليوه ..
َبدأت الملاسنات.. حرامية مش حرامية. ليش دغيتوا على عليوه..؟ ما مادغينا عليه…. ليش تعيروه " أبو خنانة".مهو مرشح. . . "فلفل ياهبيلة.. عصابتنا مش قليلة" وبلّش التراشق وصفق المقاليع.. مرة نكسرهم ومرة يكسرونا.. وصلنا بين كر وفر رسوم النورية.. استرحنا قطيمة.. جماعتي مو كلش.. خّرطي… شديت حيلي.. صار زنّ الحجار من فوقهم مثل يوم سمخ..مالت الكفة لصالحنا..
استمر النزال حتى فصلت بيننا المزبلة المركزية، من حظنا كان الدخان مازال منبعثا منها مما سهل فصل القوات م حليا..هدأت النيران بعد إصابة المسكين عليوة بخدش في ساقه .. خفنا جميعا، إذا عرفوا أهلنا بيشلعوا آذاننا.
تقاربنا ورحنا نتحدث ونتلاوم، أقرّ فلفل بفعلته، اتفقنا في طريق عودتنا على أن يعطينا فلفل حبوب زهرية عندما تذهب جدته غدا لمراجعة العيادة،جدته شبه مداومة في العيادة،و كأنه تجميع الأدوية من هواياتها، كنا نستخدم تلك الحبوب لصبغ وجوهنا، ونضع في عصبة رؤوسنا ريشة دجاجة عندما نلعب" هنود حمر وكاوبوي" زي اللي بالتلفزيون …وعدت فلفل أعطيه ريشة من ريش ديكنا الأبرش الذي لا مثيل له بين دجاج القرية.. صافي يا لبن.. حليب ياقشطة… ترّجع الصفيرة كمان.
*يوم سمخ : كناية عن هوشة حامية وقعت في زمن ما.
حبوب زهرية، بروفين، العلاج الشائع لكل الأمراض قديما
دغيتوا:غشيتوا، نصبتوا.










تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير