ميسر السردية تكتب: الزلمة الذي قتل الفأرة
يحكى أن امرأة مستورة وفهمانة من نسوان قبل "حمّلت وزمّلت" هدايا من الغالي الخفيف اللطيف، على نية زيارة ابنتها المتزوجة في منطقة بعيدة عنهم.. في ذلك الوقت لا مواصلات مُيسّرة كما الآن، ولا تلفونات أو واتسآبات ولا فيسبوك وتحابيشه ولا غبار البين.. يعني لما شخص يروح يزور حدا، تستمر الزيارة لفترة اسبوع أو شهر بعض الأحيان، خاصة في حالات الأفراح والأتراح.
وصلت العمة"الحماية" بيت نسيبها "صهرها".. وحدروا الهدايا.. ياهلا وسهلا.. وشلون من وراكِ.. عزموا الجارات على العشا مع الضيفة هك الليلة ..لحق العشا تعليلة تسر الخاطر. ..مر أسبوع عالزيارة .. يوم ورا يوم.. انتبهت العمة للنسيب.. الزلمة من طلعتها لغيبتها لا شغل ولا مشغلة .. لا للصدة ولا للردة.. كل ما قعدن نسوان ثنتين هو ثالثهن… متمدد يدهن ويفتّل بشواربه.. لا معه سولافه.. شو بدو يسولف أصلا.. لا غزا ولا كسب. "طُبيني طبتك العافية".
يوم والحماية عند طرف الباب شافت نسيبها وهو مرتكي ع البرندة يشخف بكاسة شاي.. تناول كندرة مرمية جنبه وخبط فاره مرت من عند الكاسات…
العمة يا خطية بدها ترفع معنوياته.. على الله.. تحسسه إنه عمل إنجاز.. بلكن تغير أو تعدل إشي بهالفسل .. مشت.. تبسمت.. طلت عالفاره وكأنها متفاجئة بالحدث .. قالت : عفيه.. مين قتل فرخ البراري.. ومين اللي قدر عليه ؟؟!.. ما حكت كلمة فارة عشان تبين ضخامة الفعلة ومهابة الإجراء.
مد نسيبها رجليه ونفخ صدره ومسك طرف شاربه يفتل وجاوبها : قتلوا جوز بنتك يلّي بيبرم شاربية…. مر ما مر علي العباد …. وعانت البلاد سنوات شداد، حتى اختفت صبغة الشوارب من الأسواق .
زمّلت :شد الحمولة فوق الزمل، والزمل من أسماء الإبل عند البدو..
























