ميسر السردية تكتب :رومانسية خنفوسة وحريثين
وقعت الخنفسة والتي اسمتها أمها حين ولادتها لشدة جمالها"الخد الزين".. في حب حرثون أرمل، شُهد له بالكرم والفروسية يدعى "حريثين ابن مريثين"، وعلى حظ السالفة تكلل حبهما الكبير بالزواج بعد مدة بسيطة، فأقيمت الأفراح والليالي الملاح، إذ كانت الدعوة عامة لامة من كافة الأعشاش والجحور المترامية في منطقتهم.
في إحدى صباحيات شهر عسلهم ذهب حريثين لبعض مشاغله، في حين حملت خنفوسة ثيابهم وتوجهت صوب عين الماء لغسلها وتنظيفها، عروس مزهوة وتريد التمختر والإستعراض أمام النسوة ومن وفدوا إلى العين لسقاية مواشيهم… وليش لأ.. هذه الخد الزين الموصوفة بالرقة والجمال والرومانسية و التي رفضت كل الفوارس رغبة بفارسها.. جميلة وعلى رأي المثل :خنفسة شافت بنتها عالحيط قالت تقبري أمك مثل الوليه بالخيط.. الحاصل وهي تدعك الثياب وتدندن فجأة شالها أبو الشيال وزحلقت بلوح الصابون.. طب.. وقعت بقلب عين الماء.. فزع من حضر ينادوا عليها.. لسه عايشة.. حاولوا رموا لها حبال.. دلاء الماء.. ما استطاعوا من وسائل.. لكن بدون فائدة.. لقد فشلت كل عمليات الإنقاذ..
عندما ارتفعت الشمس وزاد وهجها وقُطع الأمل، غادر الجميع المكان وظلت وحيدة تصارع ما آلت إليه.. عين َصابتها… في تلك الأثناء وهي تفكر بحظها سمعت صوت في أجراس فرس في الخارج.. يتضح أن فارسا مر من هناك.. نادت عليه "يامشرشب فرسك.. قل لحريثين ابن مريثين الخد الزين وقع بالعين".. استجاب الفارس ولوى الرسن يلكز بقدميه باحثا عن زوجها ليبلغه الرسالة عله يلحق وينقذها..
محاري العصر وصل حريثين ابن مريثين.. وبدون عناء وبكل بساطة مد ذنبه في العين فما كان من الخد الزين إلا أن تشعلقت به وخرجت من الجرف الذي توهرفت به.. وأكملوا حياتهم بثبات ونبات وخلفوا صبيان وبنات فملأت ذريتهم الجحور والحيطان،و يقال أنهم الأكثر فروسية ورومانسية بين كل الدوابي حتى اليوم… إذا "الدوابي" بقصصنا الشعبي رومنسية فعادي جدا لما نفوز بجوائز السفر العالمية في وجهة شهر العسل والأكثر رومانسية في الشرق الأوسط.
*الدوابي هي مايدب من كائنات لطيفة فوق سطح الأرض.
























