مروان العمد يكتب: فضفضة

{title}
نبأ الأردن -

الحلقة الخامسة عشر





في ختام جولة الرئيس الامريكي الشرق اوسطية ، اكد التزام بلادة بالدور الذي تلعبه في المنطقة ، وانها لن تغادرها وتترك فراغاً يملؤه الصين او روسيا او ايران ، وان بلاده ملتزمة بضمان عدم حصول ايران على سلاح نووي ، وانه اجرى مباحثات جيدة تناولت قضايا مختلفة وعلى رأسها الطاقة والامن ومقتل خاشقجي وحرب اليمن ومستقبل جزيرة تيران .





وفي حين اعلن بايدن بان زيارته للمنطقة قد حققت اهدافها ، يرى الكثيرون انها لم تحقق اهم اهدافها ، وخاصة في تشكيل تحالفات أمنية وعسكرية لمواجهة التهديد الايراني تحت اسم الناتو العربي ، ولا في زيادة انخراط إسرائيل في تحالفات المنطقة تحت اسم الناتو الشرق اوسطي ، ولا في اعطاء إسرائيل دور القيادة لهذا الحلف .





ولا في الحصول على اتفاق او تعهد من دول الخليج بزيادة انتاجها النفطي لتغطية النقص العالمي منه نتيجة حرب اوكرانيا .





ويبدو ان المباحثات الامريكية الإيرانية بخصوص الملف النووي الايراني ، والتي كانت تجري قبل وخلال انعقاد قمة جدة ، والحديث الذي كان يدور عن قرب توصل الطرفين الى اتفاق حول هذا الملف ، قد جعل الدول المشاركة في القمة يتمهلون ويميلون للتهدئة مع ايران .





وخاصة انه كان هدفهم بان تتولى الولايات المتحدة حمايتهم من ايران ، وعدم تجديدها الاتفاق النووي معها ، وحتى الدول التي عقدت معاهدات مع إسرائيل ، فقد كان من اسباب عقدها هذه المعاهدات ان تساهم إسرائيل في حمايتهم من ايران .





لا ان يقوموا هم بالتصدي لها بالوكالة عنهما ، وان تكون دولهم ميدان صراعهما معها .





وان التحالفات العسكرية التي من الممكن ان تشكل فهي لحماية دولهم من اخطار الارهاب وتهريب المخدرات والسلاح اليها .





ومن ادلة عدم تحقيق الزيارة لاهدافها ما اعلنه ولي العهد السعودي بأن بلاده سترفع مقدرتها الانتاجية من النفط الى ثلاثة عشر مليون برميل يومياً فقط ، وبموجب قرار قمة اوبك بلس ، وبشكل تدريجي يمتد لعام 2027 .





وقوله انه لن يكون بامكان بلاده ان تزيد الانتاج اكثر من ذلك ، وعلامات الصدمة والدهشة التي ظهرت على وجه الرئيس الامريكي نتيجة ذلك ، وخاصة انه كان يتوقع ان تقوم السعودية بزيادة انتاجها من النفط خلال الاسابيع القادمة .





ومن ادلة ذلك تصريح وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان بتاريخ 16 / 7 / 2022 وقوله اننا نحرص على الوصول الى علاقات طبيعية مع ايران .





وان هذا مرتبط بإيجاد حلول لمصادر قلقنا ، وان المباحثات معها مستمرة لتحقيق ذلك .





واعلانه رفض وجود تحالف امني شرق اوسطي لمواجهة ايران ، وتأكيده ان قمة جدة كانت لدعم الشراكة والتعاون مع الولايات المتحدة ، وانه لم يكن هناك حديث عن تحالف خليجي مع إسرائيل .





وان السعودية كانت قد طرحت منذ خمس سنوات منظومة دفاع مشترك بين دول المنطقة .





و اعلن وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين عن قرب عقد لقاء في بغداد بين وزيري الخارجية السعودي والايراني على ضوء المباحثات التي جرت بينهما على مستوى مخابراتي .





وفي 15 / 7 / 2022 اعلن مستشار الرئيس الإماراتي للشؤون الدبلوماسية انور قرقاش عزم الامارات اعادة سفيرها الى طهران ، تنفيذاً لقرارها السابق برفع مستوى التمثيل الدبلوماسي بينهما الى درجة سفير .





وان سفير الإمارات سيصل الى طهران خلال ايام ، مضيفاً ان النهج التصادمي مع ايران ليس شيئاً تدعمه ابو ظبي ، ولن تكون جزء من اي محور ضدها ، ولم يستبعد ان تكون عضواً في تحالف عسكري مع دول الجوار دون الاضرار بدول اخرى .





وفي اتصال هاتفي بين وزيري خارجية الإمارات وايران ، قال الوزير الإماراتي لا نشك ابداً في قدرتنا على اعادة الدفئ للعلاقات بين البلدين وفتح آفاق جديدة للسلام والاستقرار .





ورد عليه الوزير الإيراني بأن الامارات بلد جار وشقيق ومهم جداً بالنسبة لنا .





وفي اتصال هاتفي بين وزيري خارجية ايران والكويت ، قال وزير الخارجية الكويتي ان القادة المشاركون في قمة جدة، أكدوا ضرورة إيجاد علاقات جيدة مع ايران والحفاظ عليها .





فيما قال وزير الخارجية الإيراني ان طهران راضية حيال الكياسة التي اظهرتها دول المنطقة في عدم اعطاء قمة جدة طابع معادي لإيران .





اما بالنسبة للموقف الاردني فقد اوضحه جلالة الملك سواء في حديثه مع شبكة سي إن بي سي عربي ، او امام قمة جدة ، او في حواره مع جريدة الرأي الاردنية ، والمتمثل باننا في الاردن لا نعادي ايران .





بل نسعى الى علاقات معها قائمة على الاحترام والتعاون ، وعدم التدخل بالشؤون الداخلية ، وان الذي بيننا هو تخوفاتنا من اقتراب المجموعات المسلحة التابعة لها من حدودنا الشمالية وما يمثله ذلك من اخطار على الاردن في ظل الظروف الحالية ، بالاضافة لما نعانية من عمليات تهريب المخدرات والمتورطة بها بعض المجموعات الموالية لها .





ولقد كانت اقوال جلالة الملك هي اول اشارة الى موضوع الناتو العربي ، والذي اعلن خلالها عدم معارضته له اذا كان قائماً على اسس واضحة ومتفق عليها ، ودوره محدوداً جداً جداً ، وبين دول لديها نفس التفكير .





وان يشمل التعاون الاقتصادي اشقائنا في السلطة الوطنية الفلسطينية واعتبارها جزءا من هذا التحالف .





وانه لا امن ولا استقرار ولا ازدهار دون حل يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية .





وهذا يعني رفض جلالته لاي تحالف خارج هذا النطاق .





الامر الذي نسف فكرة ان تكون إسرائيل جزءاً من هذا التحالف اذا تم ، ووضع دول المنطقة المشاركة في قمة جدة تحت مجهر شعوبها ، والتي من المؤكد انها سوف ترفض ذلك . .





وقد اثارت اقوال جلالته استياء السلطات الصهيونية ، الامر الذي عبر عنه الصهيوني ايدي كوهين عبر اطلاق جملة من التعليقات والتغريدات ضد الاردن ، قال فيها ، ( لا يمكن الحديث عن ناتو بدون إسرائيل ، ولكن يمكن الحديث عن ناتو بدون الاردن .





وان الاردن تراجع عن مواقفه السابقة ضد ايران بسبب علاقات ومصالح واموال بين الطرفين .





وان هناك انحياز اردني للمعسكر الإيراني .





وان هناك خطوات وتصريحات اردنية متصاعدة منذ اشهر تشير الى مغازلة الاردن لإيران ، وعن تدفق لاموال ايرانية للداخل الاردني من اجل فتح السياحة الدينية امام الإيرانيين على حد زعمه ) .





كما قال كوهين ( ان فكرة الناتو لم تغسل بعد ولكن الاجواء الحالية ليست مناسبة لتنفيذ ذلك ) هذا وتكمن اهمية هذه التصريحات انها صدرت خلال وبعد انعقاد القمة ، ولكن هل هذا يعني الغاء فكرة ناتو شرق اوسطي بمشاركة وزعامة إسرائيل ، ام اعتبار نتائجها ليس اكثر من هدنة مؤقتة في ظل ضجيج المعارك في اوكرانيا ؟ هذا ما سوف تظهره الايام القادمة .





لقد قال هنري كيسنجر ( الحرب العالمية الثالثة على الابواب ، واكثر من سيموت فيها هم من العرب .





وان إسرائيل سوف تحتل نصف الشرق الاوسط ، وان الروس سوف يتعاونون مع ايران ، وسوف تضرب عواصم عربية بالنووي ) هل نقول كذب المنجمون ولو صدقوا ؟ وهل هنري كيسنجر ثعلب السياسة الخارجية الامريكية هو مجرد منجم ؟ ولا يزال لدي الكثير مما اقوله وافضفض فيه عما في داخلي عن الاحداث التي حصلت وسوف تحصل في المنطقة ، والعالم اجمع .





مروان العمد


تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير