أزمة أوكرانيا.. استعدادات دولية لحرب طويلة وزيلنسكي يريد «درعاً»
نبأ الأردن- تستعد الأطراف المنخرطة في الصراع الدائر في أوكرانيا لحرب طويلة، والعمل على توفير ما يلزم للصمود في المرحلة المقبلة، سواء من النواحي العسكرية أو المالية أو توفير بدائل للأزمات الجانبية الناجمة عن الحرب، وعلى رأسها الطاقة.
وفي بيان مشترك اليوم الثلاثاء، قالت مجموعة الدول السبع، إنها ملتزمة بتقديم المساعدة لأوكرانيا ما دامت تحتاج إليها، وجاء في البيان المشترك «سنواصل تقديم الدعم المالي والإنساني والعسكري والدبلوماسي والقانوني لأوكرانيا، وسنقف بقوة معها مهما استغرق ذلك من الوقت». ويشير مضمون البيان إلى أن الدعم الغربي لأوكرانيا لن يتأثر بعامل الوقت والتأثيرات الجانبية للحرب، وكان لافتاً استخدام البيان جملة «مهما استغرق ذلك من الوقت».
زيلنسكي يريد درعاً
في هذا السياق، طلب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي من قادة دول مجموعة السبع إنشاء درع جوية لصد الضربات الروسية، التي تنهال على أوكرانيا، وتكثفت في اليومين الأخيرين، ويبدو أن لزيلنسكي آمالاً كبيرة في أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «في المرحلة الأخيرة من حكمه» على حد تعبيره، لكنه نبه إلى أنه قادر على التصعيد.
موسكو: المواجهة مفتوحة
على الجانب الآخر، يتوقع الكرملين المزيد من «المواجهة» مع الغرب، وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين لصحافيين «المزاج قبل قمة السبع مفهوم جيداً، ويمكن التنبؤ به بسهولة. المواجهة ستستمر»، مضيفاً: إن روسيا «ستحقق أهدافها المحددة» في أوكرانيا.
وانتقد تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي وعد فيها نظيره الأوكراني بتقديم «أنظمة دفاع جوية متطورة»، وعلق عليها قائلاً «بحكم الأمر الواقع، غرقت الولايات المتحدة في هذا النزاع»، معتبراً أن إرسال مثل هذه الأنظمة «ستطيل النزاع وستجعله أكثر إيلاماً للجانب الأوكراني»، وأضاف: «لكن ذلك لن يغير أهدافنا ولا حتى النتيجة النهائية».
أوروبا.. أزمة الطاقة
أما على صعيد التأثيرات الجانبية التي تبدو أكثر قسوة على أوروبا من الحرب نفسها، قالت ناديا كالفينو وزيرة الاقتصاد الإسبانية: إن ألمانيا مطالبة بخطوات واعية لتجعل أوروبا أقوى في مواجهة أزمة الطاقة، في حين ما زال ملف إصدار سندات مشتركة لدول الاتحاد الأوروبي مفتوحاً.
ويعتزم المستشار الألماني أولاف شولتس تغيير موقف ألمانيا الصارم الرافض لفكرة إصدار سندات مشتركة لدول الاتحاد الأوروبي، بسبب أزمة الطاقة الحادة، التي تضرب الاتحاد، حيث تدرس الحكومة الألمانية تأييد طرح هذه السندات المشتركة، وتوزيع الحصيلة على الدول الأعضاء في الاتحاد في صورة قروض وليس في صورة منح.
وأضافت المصادر: إن شولتس أشار لانفتاحه على استخدام آلية الاقتراض المشترك على هامش قمة أوروبية، استضافتها العاصمة التشيكية براغ في الأسبوع الماضي، وإن تغير موقف شولتس جاء في أعقاب انتقاد عدد من قادة الاتحاد الأوروبي لخطة ألمانيا لمساعدة قطاع الغاز الطبيعي لديها، بقيمة 200 مليار يورو (194 مليار دولار)، حيث قالوا إن هذه الخطة ستؤدي إلى زيادة الاختلالات الاقتصادية بين دول الاتحاد.
وسيمثل الإصدار المشترك للسندات الأوروبية تحولاً جذرياً في موقف الحكومة الألمانية، التي كانت إلى جانب هولندا من المعارضين بشدة لمثل هذه الآلية، التي تتيح للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ذات القدرات المالية المنخفضة الحصول على قروض وتمويلات بتكلفة منخفضة نسبياً، لكن الدعوة إلى طرح هذه السندات تزايدت خلال الفترة الأخيرة في ظل تضخم الأعباء المالية على ميزانية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، لمواجهة تداعيات ارتفاع أسعار الطاقة.