سمير عبدالصمد يكتب: مولد الهادي
أيُّ سرٍّ شدَّ في الكونِ يقينَه
ملأ الدنيا سلامًا وسكينهْ
حين ضجّت تشتكي أبناءها
أتخموها حسراتٍ وضغينةْ
سلبوا البائسَ معنى عيشِه
والفقيرَ العبدَ قد زادوا شُجونَهْ
تلكم الصحراءُ هزُّوا طُهرَها
فغدت تنفثُ أنفاسًا حزينةْ
دفنوا طغيانَهم في رملِـها
وسقوا الروضةَ أحقادًا دفينةْ
أُمـةُ البيـدِ بها أُميَّةٌ
تَعبدُ الأوثانَ من صخرٍ وطينةْ
أيُّ سرٍّ أشـرقت منه الدُّنا
أيُّ نورٍ، كلُّ نورٍ صار دونهْ
إنه سرُّ الحبيبِ المُجتبى
رحمةُ البارئِ كي يبعثَ دينَهْ
مولدُ الهادي سرى في مشرقٍ
فتجلّت فيه آياتٌ مُبينةْ
أصبح الإسلامُ ركنًا خالدًا
للعقولِ النيّراتِ المُستبينةْ
نشرَ الوعي وأحيا قِيَمًا
صار للتقوى أساساتٌ متينةْ
وتساوى الناسُ في تشريعِه
وتحلوا بالمواثيقِ الرصينةْ
وحَّدَ العالمَ في دستورِهِ
فحُقوقُ الكلِّ بالعدلِ مَصونةْ
وسرى أحمدُ، يا نِعمَ السُرى
رحلةٌ تكشفُ أسرارًا ثمينةْ
قَـبَـسُ النورٍ تَـجلًى باهرًا
سيظلُّ الحقُّ في أيدٍ أمينةْ
ها هي القدسُ دروبٌ للسما
ها هي الأنجمُ للمعراجِ زينةْ
ها هو الأقصى مناراتُ هدى
مثلما مكة تزهو والمدينةْ
نحن سـيّجناهُ عزمًا وتُـقى
وقلوبًٍا نبضُها يَفدي عرينَهْ
أينما سرنا وقادتنا الخُطى
دينُنا الساطعُ يكفينا المؤونةْ

























