حمادة فراعنة يكتب: مع إيران وضدها

{title}
نبأ الأردن -



شرطة الأخلاق في إيران، بلا أخلاق لسببين أولهما لأن تسميتها توحي أن من تتعرض له من المواطنين الإيرانيين بلا أخلاق، وهي تتهم سلفاً من تتعرض له أنه عديم الأخلاق، وإلا لما تعرضوا له، كما حصل للصبية مهسا أميني، حين أوحى اعتقالها انها ارتكبت الفاحشة وهي لم تكن كذلك، بل كانت صبية طاهرة معارضة متمردة، وثانيهما أن الصبية مهسا قُتلت أو ماتت اثناء الاعتقال لدى شرطة عديمة الاخلاق، وسواء قُتلت نتيجة التعذيب، أو تعرضتْ لنوبة قلبية في مكان اعتقالها، كان يستوجب توفير الحماية الطبية لها، وتوفير سرعة العلاج المناسب للمعتقلة.
وعلى كل يمكن الاعتماد على منطق رئيس مجلس الشورى محمد باقر قاليباف، حينما تعهد للعمل على "تعديل هياكل شرطة الأخلاق وأساليبها"، مما يدلل على عدم توفر المعايير الأخلاقية والعوامل المهنية لديها، وما قاله محمد باقر بختيار أحد قادة الحرس الثوري السابقين، حول سبب رحيل الصبية الشابة بقوله: "إن هذه المعلومات سربها أصحاب الضمير الحي من داخل النظام" مما يؤكد خطايا "شرطة الأخلاق"، غير الأخلاقية.
رئيس مجلس الشورى محمد باقر قاليباف يتهم جماعات المعارضة في الخارج بالتحريض على الاحتجاجات المستمرة منذ 17 أيلول سبتمبر 2022 على أثر مقتل الصبية أميني، بينما يتهم المرشد علي خامنئي أميركا والمستعمرة أنهما خلف هذه المظاهرات الاحتجاجية، فماذا يدل ذلك؟؟.
هناك احتمالان يمكن وضعهما على خلفية اتهامات المرشد ورئيس البرلمان وهما:
الاحتمال الأول أن نفوذ أميركا والمستعمرة قوياً داخل مسامات الشعب الإيراني، فهل هذا ممكن؟؟.
الاحتمال الثاني أن لدى أميركا والمستعمرة أدوات إيرانية منظمة يمكنهما تحريكها وقت يشاءوا، فأين هي أجهزة النظام الإيراني الامنية من هذه الاختراقات الأميركية الإسرائيلية؟؟.
قادة النظام الإيراني، مثل كل الأنظمة غير الديمقراطية في العالم، أنظمة اللون الواحد، والقائد الفذ، لا يملكون شجاعة الأقرار أن قيادتهم عاجزة فاشلة متسلطة أيديولوجية، ضيقة الأفق، سواء كانت اشتراكية كما كان لدى المعسكر الاشتراكي السابق المهزوم، أو قومية مزيفة تدعي بما ليس لديها، أو أنظمة الإسلام السياسي، كما لدى طالبان، والقاعدة، وداعش، والإخوان المسلمين، وغيرهم وأمثالهم، الذين حكموا وتسلطوا وتولوا السلطة في بعض المناطق، وجميعهم لم يُسلموا أن شعوبهم لديها التعددية الدينية والقومية والمذهبية والفكرية والطبقية، ولم يتعاملوا مع شعوبهم على هذا الأساس التعددي، وأقاموا أنظمة غير ديمقراطية، لاتحتكم إلى إرادة صناديق الاقتراع، ونتائجها في إبراز حق الآخر في التعبير والمشاركة في إدارة مؤسسات الدولة.
إيران لديها الفرس والعرب والكرد والبلوش والتركمان وغيرهم من القوميات والاثنيات، ومن السنة والشيعة، كما هي بلدان العالم العربي، التي لا تختلف العديد منها كما هو لدى إيران، فالحال من بعضه، والمعاناة نفسها، والأدوات من نفس الفصيلة، وإن اختلفت الدرجة.
قلبنا مع إيران التي لا نكن لها سوى الرغبة في العيش المشترك، والجيرة الحسنة، والمنافع المتبادلة لهم ولنا، ولكل من يشاركنا الحياة على أرضنا وفي بلادنا من الخليج العربي حتى المحيط الأطلسي وما بينهما.


تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير