سمير عبد الصمد يكتب : العلاقات الأردنية العُمانية نموذج يحتذى به

{title}
نبأ الأردن -

بدأت العلاقات الأردنية العمانية بالتوهج والألق منذ تسلم المغفور له جلالة السلطان قابوس مقاليد الحكم في سلطنة عُمان في 23/7/1970، حيث كان جلالة المغفور له الملك حسين من أوائل الزعماء الذي قدموا الدعم المباشر لسلطان عمان الجديد، وقد أشار السلطان قابوس إلى ذلك في كلمته التي وجهها إلى الشعب العماني عبر إذاعة السلطنة، بتاريخ  9/8/1970 معربًا عن امتنانه للملك حسين مقدمًا له الشكر (باسم بلادي وباسم شعبي).





وعند اندلاع حرب ظفار  وقف الأردن بجانب سلطنة عُمان بكل ما أوتي من قوة، حفاظًا على وحدة التراب العُماني. يقول الباحث، إبراهيم فاعور الشرعة في كتابه الوثائقي (دور الأردن العسكري والتنموي في سلطنة عمان 1975م): إن أهمية دور الأردن العسكري واضح في مساعدة العُمانيين لإنهاء خطر ثورة ظفار، ويشير إلى أن كتيبة المظليين التي أرسلت إلى عُمان أسهمت في تدريب الجنود العُمانيين، والحد من خطر الثوار. ويضيف أن الأردن أرسل سرية هندسة ساهمت في إنجاز العديد من المشاريع التنموية في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والعسكرية، مثل: بناء المدارس العسكرية وشق الطرق في الجبال وتعبيدها، وإنشاء المطارات وبناء المساكن للمواطنين، وخزانات المياه والمستشفيات.
وهنا لا بد أن أشير إلى قول السلطان قابوس، رحمه الله، في كلمته في العيد الوطني السابع في 18/11/1977م: (وإنه يسعدني أن أعرب عن تقديرنا جميعًا لما قدمه الأردن الشقيق من عونٍ لنا خلال فترة كفاحنا المقدس ضد أعداء عُمان، وأعداء الأمة العربية والإسلامية، كما يسعدني أن أذكر بالتقدير الدور الإيجابي الذي تنهض به العلاقات الطيبة بين البلدين في شتى المجالات لما فيه خير  ورفاهية الشعبين الشقيقين).





وقد استمرت العلاقات الأردنية العُمانية بالتطور  المضطرد، ولم يصبها ما يصيب العلاقات بين الزعماء والدول من فتور  وشد وجذب، بل كانت دائمًا مثالًا يُحتذى به في كل المجالات، فالأردنيون يعملون في السلطنة في مختلف المجالات التربوية والتعليمية والاقتصادية والتجارية والصحية والأعمال الحرة، ويمارسون دورهم بكل حرية وأمانة وإخلاص، معززين وشائج المحبة بين الشعبين الشقيقين بكل مسؤولية، ومُشاركين في دفع عجلة التنمية في سلطنة عُمان التي تبدأ بالإنسان وتطوير قدراته ومهاراته، وينطلقون بهمة صادقة  وعزيمة واثقة إلى الذرا آخذين بثمرات التقدم العلمي محافظين على الموروث الإيجابي والقيم النبيلة، بكل ثبات ورسوخ.
كما أن الطلاب العُمانيين يجدون في الجامعات الأردنية الحكومية والخاصة مقصدًا موثوقًا به لنيل العلوم، وجني المعارف، في بيئة تربوية تعليمية، تلتزم بأعلى معايير الدراسة، ولا تكاد تخلو جامعة أردنية من الطلاب والطالبات العمانيين الذين ينهلون من ينابيع العلم النقية في كافة المجالات.





  وهنا لا بد من الإشارة إلى الدور الإيجابي الريادي الذي يؤديه كرسي سلطنة عمان، الذي أنشئ عام 1977 بوحدة الدراسات العُمانية في جامعة آل البيت، بالمملكة الأردنية الهاشمية، والذي يهدف إلى التعريف بعُمان في كافة الجوانب وبمختلف المجالات، وتقديم الفرص المناسبة لتواصل المهتمين بالدراسات العُمانية من خلال تقديم الدراسات العلمية وترجمة الدراسات الاستشراقية ذات الصلة بعُمان، إلى جانب إقامة المؤتمرات والندوات والمحاضرات والمعارض المختلفة مع تشجيع الأساتذة الزائرين والباحثين في المؤسسات الأكاديمية والبحثية لقضاء إجازات التفرغ العلمي، أو إقامة الزيارات العلمية في الجامعات والمؤسسات الأكاديمية في البلدين، وزيادة التعاون الثقافي والأكاديمي والبحثي، وتبادل الخبرات بين عُمان والأردن.





إن العلاقات الأردنية العمانية، هي علاقات متميزة أرسى دعائمها، جلالة المغفور لهما الحسين بن طلال، وحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله ورعاه، وما زالت متواصلة وصاعدة في كافة المجالات، بدعم سامٍ من لدن حضرة صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، وجلالة السلطان هيثم بن طارق، حفظهما الله.
إن الأردنيين في سلطنة عمان التي عشت فيها نحو ثلاثة عقود، لا يشعرون بأنهم ضيوف بل يحسون بأنهم بين أهلهم وأحبابهم، نظرًا للتشابه الكبير في العادات والتقاليد، ويشاطرون هذا الشعب الطيب أفراحه وآماله، ويتغنون بأمجاده ومآثره.


تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير