د. ماجد الخواجا يكتب: ترويج العبث

{title}
نبأ الأردن -




تعجّ الغرف والمواقع الإلكترونية ومجموعات الواتس أب والتيليغرام بالدعوة لمؤتمرات ومحاضرات وندوات تدعى بالعلمية والتي أصبحت تنوء بها الشبكة العنكبوتية بعد أن تحولت في معظمها إلى أن يتم عقدها عن بعد عبر الفيديو كونفرنس والذي تطور بشكل مذهلٍ مع جموح جائحة كوفيد – 19 عندما اضطر العالم لتسيير شؤونه من خلال التباعد « عن بعد». لقد أصبحت العملية لا تعدو كونها أكثر من تجارة وشطارة، وتسطحت المعرفة والعلم الرصين ليتحول إلى جلساتٍ ساذجةٍ فاضحةٍ يتم اختتامها بتوزيع شهاداتٍ لا تحمل أدنى قيمة علميةٍ لها.





تكتشف الأمر والمؤامرة على الرصانة العلمية لأية فعالية تسمى بالمؤتمرات عبر ظواهر عديدة تبدو ضمن ملفات الترويج لها. حتى أن الجامعات انساقت وراء مثل هذه المؤتمرات لمجرد أن يكون لها حضور تزعم من خلاله تنفيذها لأحد مؤشرات التقييمات والتصنيفات المعتمدة عالمياً.





لقد كثرت هذه الأيام المؤتمرات الوهمية والزائفة، وكثر عدد المشاركين فيها. إن كثيراً من الجمل الهراء وعديمة المعنى، تقرأها في كثير من البحوث المشاركة في المؤتمرات، ولكن لا يبدو أن هذه الحقيقة تزعج منظمي هذه المؤتمرات كثيرا، لأنهم يقبلوا الأوراق طالما أن المشاركين يدفعون الأجور.





المؤتمرات الوهمية مثل المجلات المزيفة، غالباً ما يتم تنظيمها من قبل شركات ربحية تستغل حماس الأكاديميين والباحثين في بداية حياتهم المهنية للنشر والتقديم. إذا تم خداعك لحضور مؤتمر مزيف، فيمكنك أن تنظر إلى جدول زمني مليء بالمذكرات المنقولة، والتنظيم الخاطئ والبرنامج العلمي ذي الجودة الرديئة ، وذلك قبل أن تأخذ في الاعتبار تكلفة رسوم التسجيل والسفر والإقامة والعمل الذي تتطلبه المشاركة.





تواجه الأبحاث العلمية تهديداً مباشراً لشرعيتها. عادة لا تهتم المؤتمرات الوهمية بمراجعة الأقران أو تتخطاها، وهي العملية التي سيخبرك أي منظم مؤتمر حقيقي أنها الأساس لبناء برنامج عالي الجودة.





تتم إدارة المؤتمر الوهمي من قبل شركات هادفة للربح قد تقدم نفسها على أنها غير هادفة للربح ، وغالبا ما يرسلون الأوراق المقبولة إلى المجلات المفترسة المعروفة والتي يمكن أن تكون مفهرسة في سكوباس أو غيرها، ولا ينشرون كتابا عن وقائع المؤتمر. والنتيجة هي أرباح كبيرة للمنظمين، ويترك للأكاديميين والباحثين قليلا من الفائدة فيما عدا الإدعاء بحضور مؤتمر علمي. ومع مواقع الويب الرائعة والمليئة بالأكاذيب، ليس من السهل دائما التمييز بين مؤتمر وهمي وآخر حقيقي ورصين.





يبدو الأمر وكأنه اختلطت الأمور فيه، وأصبح بإمكان أياً كان فعل ما كان في أي وقتٍ وأي مكان.


تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير