بشير المومني يكتب هل تعتقدون أنه أمر سهل !!

{title}
نبأ الأردن -





منذ شهر تقريبا وانا احاول كتابة مقال بعنوان

( احتراف التفاهة ) ..





وكلما امسك القلم لا اعرف من أين أبدأ والى أين سأنتهي وكيف يمكن ان اوصل فكرة للفيلسوف آلان دونو بعبارات مختزلة لكتاب من اربعمئة صفحة بعنوان ( نظام التفاهة ) وكيف يرتبط ذلك مع منظومة هندسة الاعتقاد والعمليات النفسية التي تتجاوز ما يتحدث عنه وولفانغ كريغر حول امكانات دول واجهزة معقدة في كتابه ( تاريخ المخابرات ) والذي يقع في ستمئة صفحة وكيف أن العلوم المغلقة غير المتاحة للكافة تستلزم اجتهادا يتجاوز كتبا مرجعية مثل الامير لميكافيلي وكفاحي لزعيم الرايخ النازي والبروتوكولات وصولا الى اهداف ما بعد تحطيم الدولة والحدود في ( ادارة التوحش ) لابي بكر ناجي وتقاطع ذلك كله مع نظرية ( الفوضى تحت السيطرة ) بعد انتهاء نظرية ( الفوضى الخلاقة ) وصولا لقمة التوحش الرأسمالي الليبرالي باعتبار التفاهة منتج يخدم اغراض واهداف السوق وكل ذلك مطلوب مني ان اوصله بشكل مقنع لقاريء معبأ بالسخف ويعيش التفاهة كنمط حياة او مسؤول صدفة لا يقرأ وبمقال لا يتجاوز خمسمئة كلمة !!





قد استطيع جمع كتاب الفلسفة الصينية في الحكم بعبارة ( رحمة الحاكم تورث الشرف )





وقد استطيع التعليق استنتاجا والصاق غلاف فوق غلاف نظام التفاهة مستعينا بفلسفة مونتسكيو بالقول أن الحرية واجب لا يستقيم إلا بحمايته من الرذيلة وقد ازعم بأن ادارة التوحش والبروتوكولات وكفاحي صنيعة استخبارية بامتياز وقد استطيع المقارنة ما بين حتى الاخلاقيات الرفيعة التي تحلى بها ميكافيلي مقابل ما يحصل اليوم من جنون يتجاوز نطاق التاريخ نفسه ليصنع تاريخا فريدا غير مألوف انتقل من مرحلة عولمة التفاهة والعبث بالقيم الى رقمنة التفاهة واخذ التغذية الراجعة منها في دراسات واتجاهات السوق وميل وتهافت الناس فرادى ومجتمعات لمستوى استخدمت فيها القيم لنقض الاخلاق !





لكن كيف يمكن لي ان اقنع ابني وبما لي عليه من شوكة بأن الموسيقى تغيرت وبأن ما يهتز له رأسه طربا هو ضرب من ضروب الانحطاط والابتذال ونتيجة تأثيرات اللاوعي !!؟؟





بصراحة عجزت واخفقت في تحليل منظومة احتراف التفاهة مصدرا وشكلا ونتيجة ومواجهة فأنا الآن اكتب وانت الآن تقرأ وكلانا نستخدم بعض أدواتها نشرا وقراءة !!





نحن مرغمون على التفاهة ومرغمون على افساد الذوق العام والخاص ومرغمون على العبث بالمفاهيم الجوهرية ومرغمون على تغيير الفلسفة الوجودية من حالة الرسالة لاحط اشكال العبودية المادية التي جعلنا منها اوثانا نعبدها بطريقة سخيفة تافهة ايضا ففي السابق كان الوثنيون يحترمون آلهتهم ويقدسونها اما اليوم فآلهتنا تضحكنا ونضحك معها وتضحك علينا وجميعنا ( نتسلى ) بعلكة العين ..





كان العبيد سابقا يدفع لهم اسيادهم ثمن عبوديتهم ولو بطعام بطنهم واليوم صرنا ندفع من جيوبنا ثمن عبوديتنا لآلهة التفاهة ..





هل تعتقدون انه امر سهل !!





المحامي بشير المومني


تابعوا نبأ الأردن على