"خوابي الشهد" للشاعر سمير عبد الصمد
إلى أرضِ الرصيفةِ عُدتُ صبًّا
ألملمُ في خريفِ العُمرِ حُبّا
أعودُ وفيَّ إطلالاتُ ماضٍ
لِطفلٍ في هواها قد تربَّى
أعودُ لبيتِنا، وأطوفُ شوقًا
أسرِّحُ ناظري شرقًا وغربا
وأعدو نحوَهَ أُخفي ارتعاشي
قد اشتعلت خوافي الرأسِ شيبا
لألمسَ فيه جُزءًا من وجودي
وأنبشَ ساحَهُ دربًا فدربا
لِيقبلَ صمتُ جفنيكَ اعتذاري
يُؤرِّقُني أرى عينيكَ غضبى
على الحيطانِ تَغفو ذِكرياتٌ
وفي الشُّباكِ فاضَ الحُبُّ خَصبا
وفي عَتَباتِه أرسلتُ عُمرًا
أيذكُرُني؟ وكانَ الغصنُ رَطبا
وداليةٌ ضفائرُها تدلَّت
سقت نُدماءها العُشاقَ نَخبا
ذوت أغصانُ كرمتِنا وصارت
بَقايا وارفاتِ الأمسِ جَدبا
أشُمُّ عبيرَها الفواحَ فجرًا
وأنثرُ حولَ هذي الدارِ قلبا
وأدنو من عشِّياتِ التَّصافي
لأنهلَ من خوابي الشَّهدِ عَذبا
يُسيلُ أصيلُها شَلالَ تبـرٍ
كسا صُفصافَها الممشوقَ ثوبا
فأذكرُ صُحبةً، أهلًا، رفاقًا
يُبلًِّلُ دمعي الحرَّانُ هُدبا
ولكن، لا تغيرُني ظُروفٌ
وإن كانَ الفِراقُ عَليَّ صَعبا
فحالي، وارتحالي، واشتياقي
إذا ازددتُ ابتعادًا زِدتُ قُربا
………..
ألقيت في منتدى الرصيفة الثقافي في ١/٨/٢٠٢

























