النائب السابق المحارمة : الأردن دولة متقدمة في الإنجازات رغم التحديات
االمحارمة متحدثاً عن مئوية الأردن الأولى : إحتلال إسرائيل لفلسطين هو التحدي الدائم للأردن
شبابنا محبطون وأصبح همهم الأنا لا الوطن
منذ خروج الأتراك والمنطقة تعاني من المشاكل بسبب الإستعمار الجديد
العلاقة المتجذرة بين القيادة والشعب هي طوق النجاة لنا جميعا
الوحدة الوطنية صمام الأمان للوطن ولا بد من العودة لقيمنا وعاداتنا الأردنية العربية الإسلامية
فرحة إسرائيل بتطبيع البعض معها دليل على أنها دولة هشة وزائلة
الأردن وفلسطين علاقة إستراتيجية متجذرة
تأثير التطبيع العربي السلبي على الأردن مؤقت ومحدود
هناك من يحاول إخضاعنا بإضعاف إقتصادنا ..ومطلوب منا أن نصبر
إصلاح منظومة التعليم مطلب ملح للنهضة
النزاهة وعدم تدخل أي جهة في الإنتخابات طريقنا الصحيح لمجلس نواب قوي
إسرائيل لن تستطيع كسر إرادة الشعب الفلسطيني والضغط الخارجي لن يفت من عضد الأردنيين
رغم الضغوط ..الأردن لن يتنازل عن الوصاية الهاشمية على المقدسات العربية في القدس المحتلة
حاوره : أسعد العزوني -
نبأ الأردن - قال النائب السابق عبد الهادي المحارمة أن الأردن يعد دولة متقدمة من حيث الإنجازات ،كبنية تحتية وخدمات عامة وتطور عمراني غير مسبوق،مضيفا أن النظرية الصحيحة هي ماذا تقدم للوطن وليس ما ذا تكسب منه.
وأوضح في حوار بمناسبة المئوية الأولى للأردن أن المنطقة برمتها ،ومنذ خروج الأتراك منها ،وهي تعيش في مشاكل مضطردة بسبب الإستعمار الغربي الذي جاء بمظهر حسن ونوايا سيئة،مؤكدا أن العلاقة المتجذرة بين القيادة والشعب في الأردن هي طوق النجاة لنا جميعا.
وفي سياق آخر أكد المحارمة أن إحتفال إسرائيل بالتطبيع مع هذه الدولة العربية أو تلك يدل على هشاشتها وقرب زوالها،لافتا أن تأثير التطبيع العربي السلبي على الأردن محدود ومؤقت ،كما لفت أيضا أن الضغوط الخارجية على إقتصادنا تهدف لإخضاعنا .
وتاليا نص الحوار:
**يحتفل الأردنيون بالمئوية الأولى لدولتهم العتيدة وسط مرحلة حرجة ..كيف تقرأ المسيرة؟
لاتقاس الأوطان بالأزمان وإنما بالإنجازات ،وإنجازاتنا كدولة أردنية محدودة الموارد وفي وضع جغرافي صعب ،تؤهلنا لتصنيف أنفسنا بأننا دولة متقدمة من حيث الإنجازات،كبنية تحتية وخدمات عامة وتطور عمراني غير مسبوق ،في الدول الشبيهة بوضعنا العام.
أما عندما ننظر إلى مسيرة هذه الدولة فعلينا أن نفهم أنها قامت قبل 30 عاما من احتلال إسرائيل لفلسطين،مما ينفي القول أنها أقيمت لحماية إسرائيل،وأن الملك المؤسس حكم 35 عاما ثم جاء الملك طلال وأنجز الدستور الأردني الذي كان مفخرة للدولة سنين طويلة ،قبل أن تتدخل يد الجراح وتشوه بعض ملامحه ،ثم جاء الحسين وبنى الأردن الحديث في جميع المجالات .
وهنا لا أتحدث عن المملكة الرابعة ،وإنما عن حقائق موجودة على الأرض،والسؤال:لماذا وصلنا إلى وضع حرج؟ ونستطيع القول أن بداية العهد الثالث عهد الحسين كان بداية إحتلال إسرائيل لأراض عربية في مصر وسوريا ولبنان،وكان الشعور الوطني والقومي تجاه القضية الفلسطينية الأساسية واحتلالها بالكامل ،قد خلق شعورا وطنيا وأرضا خصبة لظهور سياسيين جددا ،يملكون مفهوم الوطنية على حقيقته،ولا يهتمون سوى بالهوية العربية- الإسلامية الصحيحة،ولذلك كان مفهوم الوطنية صحيحا يقوم على ماذا تقدم للوطن وليس ماذا تكسب منه،فكانوا أساسا لهذا الإنجاز العظيم بما نراه اليوم ،وقد أدت التطورات الشاملة في الفترة الأخيرة ،من حيث التكنولوجيا ووسائل التواصل والإعلام إلى تراجع هذا المفهوم،وأصيب شبابنا بالإحباط ،وأصبح همهم الأنا وليس الوطن،وهذا هو بداية النفق الذي أوصلنا للوضع الحرج الذي نحن فيه حاليا.
**يواجه الأردن تحديات مصيرية من حيث الوضع الإقليمي ،ما هي الحلول الناجعة للنجاة؟
منذ نشأة الدولة قبل 100 عام ونحن في إقليم ملتهب،بسبب انهزام العثمانيين وإنتهاء الوجود التركي في المنطقة،ودخول الإستعمار بمظهر حسن ونوايا سيئة،وبتنا نعيش في محطات من الشد والجذب ولم نواجه فيها سوى محطات راحة بسيطة من حين لآخر.
أما بالنسبة للنجاة ،فهي متجذرة في هذا الوطن سياسيا وعسكريا في العلاقة بين القيادة والشعب،والتي يؤمن بها الطرفان أن كلا منهم يوجد من أجل الطرف الآخر،فلا نجاة لنا إلا باللحمة الوطنية الحقيقية للهوية الوطنية والقيادة الهاشمية،وعلينا أيضا العودة إلى ترسيخ قيمنا وعاداتنا الأردنية الإسلامية العربية ،لنعود إلى شرف الكلمة والموقف والرأي تجاه قضايانا الوطنية في الوطن العربي الكبير ،وصد كل محاولات التشويه لديننا الإسلامي الحنيف وهذا هو بداية النجاة.
**هناك هجمة عربية تطبيعية شرسة مع إسرائيل ما الذي يجري ولماذا؟
أنا شخصيا متفائل وواقعي ومنطقي،فما نراه على جانب الإحتلال ،وهذه الفرحة الكبرى عند كل عملية تطبيع عربية جديدة،دلالة أكيدة على هشاشة هذه الدولة وقناعتها أنها ليست في مكانها الطبيعي ومحيطها الصحيح،وإننا إن شاء الله نشهد بداية النهاية لهذا الإحتلال .
رب ضارة نافعة ،فالجانب الإيجابي للتطبيع العربي يتجسد في عودة الإهتمام العالمي بالقضية الفلسطينية ،وإعادة النظر في ممارسات هذه الدولة البوليسية التي لا تحترم إنسانية الإنسان وتمارس التميز العنصري والشوفينية ولا تحترم حتى وجودها كدولة ،وهي مقتنعة أنها مؤقتة وزائلة في يوم من الأيام ،ولكنها تحاول تجميل النهاية.
**ما هو أثر التطبيع الخليجي على وجه الخصوص على الأردن؟
هناك حقيقة موجودة وثابتة ،وهم يريدوننا أن نلمسها وهي حقيقة العلاقة بين الأردن وفلسطين على المستويين الرسمي والشعبي ،أن فلسطين دولة محتلة وأن واجبنا تجاهها هو إنهاء هذا الإحتلال بكل ما هو ممكن،ولذلك أقول أن أي شيء خارج نطاق إرادة شعبينا لن يحقق أي شيء،فمصيرنا واحد وهدفنا واحد ونجاتنا واحدة، لذلك فإن أي تأثير سياسي وإقتصادي للتطبيع على الأردن مؤقت ومحدود،ولكننا وبتلاحم المصير والوجود ونبل الغاية والهدف سنجعل من هذا التأثير محدودا ولزمن قصير فقط.
**الإقتصاد الأردني يعاني ركودا لماذا برأيك؟
هذا الركود الذي تتحدث عنه هو أحد أسباب الإخضاع ،ولذلك مطلوب منا الصبر والثبات على المعاناة ،وعلينا الشعور بأننا موجودون على هذه الأرض لهدف أسمى وغاية أعلى من كل مسببات رفاهية الحياة.
**ما هي الحلول الصحيحة لتحقيق النهضة المطلوبة في الأردن
يجب علينا وبشكل مباشر إعادة مفهوم الوطنية في لنفوس ،وإعادة تجذير منظومة قيمنا وأخلاقنا بما يترتب عليه أن نعيش مسيرة الآباء والأجداد،تلك المسيرة الظافرة ،فهم ضحوا بأرواحهم ودمائهم لأجل الأردن وفلسطين ،وكان دافعهم المفهود الصحيح والواقعي للوطنية بكامل منظومة الأخلاق والقيم ،وعلينا أيضا إعادة تعريف مفهوم الرسالة المحمدية ،فهي بالأساس رسالة إنسانية قبل أن تكون عقائدية حتى تحيي في النفوس إنسانية الإنسان،وتنتهي محاولة تنافس المذاهب لإظهار صحة معتقد كل مذهب،وكل ما حصلنا عليه جراء ذلك هو تناحر في ما بيننا ،ما أدى إلى ضعف الوازع الديني والأخلاقي وإنهيار القيم العربية والإسلامية في النفوس ،لذلك لا بد من تصحيح كل ذلك،وهذا يحتاج إلى منظومة تعليم صحيحة وحقيقية ،وكذلك منظومة إصلاح مجتمعي حقيقية ،تؤدي إلى كل مناحي الإصلاح التي نرغب على أسس أردنية عربية إسلامية أصيلة وحقيقية .
**كنائب سابق هل أنت راض عن مجلس النواب وطريقة الإنتخاب ودور النواب؟
رضاي أو عدمه لا يؤثر على مجلس النواب،أما بخصوص طريقة الإنتخاب فأقول أن أي قانون إنتخاب تجري الإنتخابات بموجبه بكامل النزاهة وبدون تدخل أي جهة كانت ،سيفرز مجلس النواب الذي نريد، وأن أي قانون إنتخابي يصل فيه مدى الرضا الشعبي إلى أعلى درجة.
**الأردن وفلسطين….كونفدرالية على الطريق ،هل هو الطريق السليم؟
لا بد من التأكيد على أن أي شيء خارج إرادة الشعبين لن يتحقق،وعلى الجميع أن يعلموا علم اليقين أن العلاقة في ما بيننا لا يحلها أي إطار سياسي،ولن تستطيع دولة الإحتلال كسر إرادة الشعب الفلسطيني ،كما لن تستطيع الدول الأخرى سلخ مواطنيها أو الفلسطينيين المقيمين فيها عن قضيتهم وإيمانهم بتحرير فلسطين ،لذلك ليفعل القادة ما يرونه مناسبا ،ونحن على درب الشهادة والتحرير قائمون وسائرون،والعلاقة الأردنية –الفلسطينية مستمرة على هذا النهج مهما طال الزمن،كما أن إيماننا بوعدنا الإلهي الحق،أننا إلى فلسطين حرة ذاهبون ،وحينها لن ننظر إلى أي صيغة سياسية او مسميات غير عربية في تلك اللحظة.
**هناك من يضغط على الأردن لتجريده من الوصاية الهاشمية على المقدسات العربية في القدس المحتلة،كيف تقرأِ المشهد؟
يعتقد الكثيرون واهمين أن الأردن فقد دوره السياسي عربيا وإقليميا ودوليا في الفترة الماضية،وأنه سيفقد دوره في فلسطين أيضا،في ما يتعلق بالحماية والوصاية الهاشمية على المقدسات العربية في القدس المحتلة،لكن المواقف الأردنية أثبتت أنها أقوى مما يتخيل البعض بكثير.
وأعتقد ان ردة الفعل الشعبية بعد مقابلة سيدنا في الإعلام الألماني مؤخرا،وإطلاقه ذلك التهديد الذي سيؤدي إلى المواجهة،رأينا حقيقة الشعب الأردني وصموده ودفاعه ووقوفه خلف القيادة في تلك الفترة،وأثبت أن القيادة والشعب من معدن مختلف وخاص،قد يعلوه الصدأ قليلا،لكنه يعود إلى وهجه وبريقه من أول شعلة أو قدحة نار يتعرض لها.