3 آلاف روضة مغلقة .. و20 ألف عامل فيها يواجهون المجهول
نبأ الأردن - التقى النائب الاول لرئيس مجلس النواب النائب احمد الصفدي في مكتبه بالمجلس الأحد وفد الحملة الوطنية لفتح قطاع رياض الأطفال بحضور مؤسسة و منسقة الحملة ديما القيسي. وتم طرح جملة من الأضرار والتحديات والمقترحات المتعلقة بالقطاع من قبل الحملة والتي رحب بها النائب الصفدي ، مؤكدا على أنها مطالبات عادلة و منطقية ، واعدا بمتابعة وضرورة تنفيذها بالتنسيق مع وزير التربية و التعليم في أسرع وقت ممكن ،كما وشددت الحملة أن صاحبات قطاع رياض الأطفال يواجهن جملة من التحديات بسبب ظروف جائحة كوفيد ١٩ ، وخصوصا صاحبات رياض الأطفال المستقلة غير التابعة او المرتبطة بالمدارس، والتي نتجت بسبب إغلاق القطاع منذ شهر آذار ٢٠٢٠ ولغاية اليوم و طالت جميع المستفيدين منه بمن فيهم صاحبات وأصحاب رياض الأطفال و العاملين فيه و عددهم ٣٠٠٠ روضة وتوظف ٢٠ ألف عامل و عاملة ونستعرض منها الاتي :
الأضرار:
● الأضرار التي لحقت بالأطفال والتي تشكل خطرا يهدد صحتهم العقلية والنفسية والجسدية والاجتماعية، بالإضافة إلى تعريض أمنهم واستقرارهم للخطر نتيجة لجوء الأسر إما لتركهم في المنازل لوحدهم، أو البحث عن أماكن بديلة عن روضاتهم واعتماد سبل تكيف سلبية ستتحمل الدولة تبعاتها على المدى البعيد إن الخطر الأكبر هو الخلط بين متلازمة الشاشات وما يرافقها من أعراض عدم التواصل البصري و تشتت تركيز الأطفال نتيجة الجلوس خلف الشاشات لساعات طويلة و أعراض مرض التوحد، إن جميع الدراسات أثبتت أن ١ من كل ٤ أطفال يعاني من تأخر في ناحية تطور أو نمو حيث تم ربط هذا التأخر بالتعرض لفترات طويلة للشاشات بما يزيد عن ساعتين يوميا، .و في دراسة أجرتها جمعية طب الأطفال الأمريكية على أطفال في عمر ٣-٥ سنوات ، وجدت أن التعرض للشاشات أكثر من الوقت المسموح به يعرضهم لتلف المادة البيضاء في الدماغ و التي تعتبر مسؤولة عن اللغه ، الذاكرة العملية ، بالاضافة الى عمليات التحكم بالسلوكيات اليومية، وفي ورقة نشرت في المجلة الدولية للصحة النفسية والإدمان ، ضمت نتائج ١٦ دراسة اجريت على الاطفال و اليافعين ان التعرض للشاشات لما يقارب ٢-٣ ساعات يوميا و حتى لو كان ذلك لمحتوى تعليمي يؤثر سلبا على التعلم ،و الذاكرة، و التطور الأكاديمي مما سيعطل مراحل النمو اللغوي و الحسي و السلوكي بالإضافة إلى التأثير على سماكة القشرة المخية المسؤولة عن خاصية صنع القرار و القدره المعرفيه إن العواقب طويلة الأمد على عملية التعلم ، الذاكرة و اللغة عند الأطفال في عصر التكنولوجيا قد تؤدي إلى أعراض تأخر معرفي مقارنة بالأجيال السابقة.إن التعرض للاشعة الزرقاء الناتج عن استخدام الشاشات يقلل من إفراز هرمون الميلاتونين المسؤول عن عملية النوم، مما قد يقلل ساعات النوم السليمة ليلا و بالتالي يؤثر على تطور النمو لدى الطفل. ذلك بالاضافة الى مشاكل متعددة تواجه البصر، من حيث زيادة حالات قصر النظر، الصداع المستمر و الجفاف مما يؤثر سلبا على القدرة على التركيز بشكل عام ، آخذين بعين الاعتبار الضرر الواقع على الجهاز العصبي ، و الهيكل العظمي ، و ظهور مشاكل السمنة و البدانة عند الأطفال أيضاً .
● الأضرار التي لحقت بالأم العاملة، فالكثير من الأمهات فقدن وظائفهن لعدم وجود مكان آمن لترك طفلها فيه، إضافة إلى أهمية وجودها بجانبه لمتابعة حصصه ومساعدته في الدخول إلى البرامج الالكترونية والمواقع الدراسية التي لا يمكن للطفل بهذا العمر من أن يستخدمها وحده.
● الأضرار التي لحقت بالعاملين في القطاع وفقدان الكثير منهم لوظائفهم و يقدر عددهم ب ٢٠،٠٠٠ الف عامل و عاملة، من معلمات و إداريات ، و عاملات، و اذنات ، مرافقات ، سائقي باصات مع العلم بأن غالبية العاملين في هذا القطاع هن من النساء المعيلات لعائلاتهم.
● إفلاس و انهيار العديد من الروضات و عددها ٣٠٠٠ روضة خاصة دفع بالمرأة الأردنية المستثمرة في هذا القطاع و تشكل نسبتهم أكثر من ٨٠٪ إلى الخروج من سوق العمل الأردني بل و تحولن إلى غارمات ، حيث أنه تم إغلاق جميع رياض الأطفال منذ شهر آذار الماضي وحتى بداية شهر أيلول، ومن ثم تم إبلاغ القطاع بأن التعليم سيعود وجاهيا لهذه المرحلة، فتكبد القطاع تكاليف إضافية لضمان تحقيق شروط السلامة العامة وتجهيز الروضات للتعليم الوجاهي، وشراء المستلزمات والكتب والزي، وتوقيع عقود الإيجار والخدمات، ثم تحولنا للتعليم عن بعد واستمر الإغلاق لغاية اليوم. مما أدى إلى تحويل المستثمرات في هذا القطاع نساء غارمات ملاحقات قضائياً و وصمن اجتماعيا بعد أن كن نساء يوفرن فرص عمل و يرفدن عجلة الاقتصاد الأردني .
● قدمت الحملة جملة من المقترحات و الحلول نذكر البعض منها فيما يلي :
ضرورة التأكيد على استمرار العمل بقرار العودة في الفصل الثاني و عدم تذبذب القرار وربطه بالوضع الوبائي أسوة بقطاع الحضانات و عدم تعليق الدوام مرة أخرى، إن قطاع رياض الأطفال يستهدف نفس الفئة العمرية لقطاع الحضانات مع العلم أن نسبة الإصابة بمرض كوفيد 19 لهذه الفئة العمرية قليلة جداًوهي ١ ٪ بحسب آخر التقارير العالمية،وأن نسبة إصابة الأطفال بالمنزل بتواجدهم مع أشخاص بالغين أعلى من نسبة إصابتهم في حال تواجدهم بين اقرانهم في الروضة حسب تصريحات لجنة الاوبئة ، و في حال إصابة الأطفال بهذا المرض فهي بدون أعراض و أقل عدوى للآخرين ، و مع الأخذ بعين الاعتبار عدم إقرار وزارة التربية والتعليم الزامية هذه المرحلة لهذا العام مما يعني أن حرية الاختيار متروكة للأهل بإرسال طفلهم للروضة من عدمها .ضرورة اعتماد بروتوكول صحي مختلف عن البروتوكول الصحي المعتمد لعودة عمل المدارس نظرا لخصوصية هذه الفئة العمرية و الأخذ بعين الاعتبار أن ما يطبق على المدارس من اشتراط التباعد مترين في الغرفة الصفية لا يمكن تطبيقه على أطفال في مرحلة الطفولة المبكرة ٦ سنوات فما دون و يفضل أن يكون البروتوكول الذي سيتم اعتماده لعودة قطاع رياض الأطفال أقرب للبروتوكول الصحي الذي تم اعتماده لعودة عمل الحضانات لتشابه الفئة العمرية المستهدفة .ضرورة مخاطبة الحكومة على اعتبارنا قطاع رعائي خدمي تنموي هش ، أقساطه شهرية يستقبل أبناء العاملات و مشغل لسيدات معيلات لأسرهن ، و التأكيد على أن تكون القرارات المتعلقة به منسجمة مع القرارات المتعلقة بقطاع الحضانات و عدم ربط القرارات المتعلقة به بالقرارات المتعلقة بالمدارس فهو قطاع اقرب لقطاع الرعاية النهاريةضرورة التنسيق مع وزارة العمل وإلغاء شرط وضع مراقب صحي على حساب صاحب العمل و المنشآت و خصوصا في منشآت رياض الأطفال المستقل حيث أننا منشآت لا تقوى على تحمل التزامات مالية إضافية و تم اعتبارنا منشآت غير مصرح لها بالعمل .ضرورة وضع خطة إنقاذ للقطاع من خلال تقديم برامج حماية تدعم الكلف التشغيلية ,و انشاء صندوق منح غير مستردة لدعم صاحبات و أصحاب العمل في القطاع يمكنهم من تسديد الالتزامات التي ترتبت عليهم من إيجارات و أقساط قروض و ضمان اجتماعي و التزامات فواتير و غيرها الكثير لا الحصر ناتجة عن إغلاق قطاع مشغل لأكثر من ٢٠ ألف عامل و عاملة عام كامل .ضرورة تسهيل شروط الاستفادة من برامج الدعم المقدمة للقطاع من مؤسسة الضمان الاجتماعي و خصوصا برنامج استدامة غير مصرح لهم بالعمل ، و الأكثر تضررا ، و ايجاد آلية لعدم حجز الاموال المنقولة وغير المنقولة من قبل مؤسسة الضمان الاجتماعي واعتبار القطاع من القطاعات الأكثر تضررا لمدة تزيد عن ست شهور حتى في حال عودة العمل في القطاع .
إن تحركات الحملة الوطنية لفتح قطاع رياض الأطفال نابعة من إيماننا بأن الأردن أسس على مفاهيم الجودة و الامتياز، و يقيننا التام و المطلق بأن الأردن يستحق الأفضل ، و أبناء وبنات الأردن يستحقون الأفضل حتى في ظل أصعب الظروف و التحديات التي يمر بها العالم و بما يخدم المصلحة الفضلى للطفل ، الأم، المعلمات، العاملين ، وصاحبات و اصحاب قطاع رياض الأطفال .