الدباس وبشتو .. "ضحكة" خلفها كل تفاصيل "المعاناة"
نبأ الأردن - في نصف ساعة فقط، اختصرت الفنانة الكبيرة أمل الدباس، والفنان المبدع تامر بشتو، حالة أردنية، ومعاناة استمرت لأكثر من عامين، وما زالت تردداتها تصدح في أرجاء كل منزل، وكل شارع، وكل حي أردني، من كورونا الى ارتفاع الأسعار، الى تلك الحالة السياسية والاقتصادية التي كانت عنوان أيام وساعات، وحتى دقائق حياة الأردنيين.
سنوات خلت فيها خشبة المسرح الأردني من محاكاة السياسة، منذ أيام أمل الدباس نفسها ورفيقيها الفنانين الكبيرين نبيل صوالحة وهشام يانس، فكانت تلك حالة مستعصية لم ترَ النور، إلا أن أمل وتامر أعادا الحياة الى المسرح السياسي الساخر الذي يجسد حالة أردنية حقيقية نقلت الواقع الأردني، وامتدت الى العالم عبر محاكاة ارتدادات الحدث العالمي على الحالة الأردنية حتى للمواطن الأردني الذي يتنقل في باص "كوستر" بين مدينة وأخرى، وقرية وقرية.
في أيام رمضان، ومع أيام معدودات فقط على عودة الحياة الى طبيعتها في الأردن بعد تخفيف الحكومة لاجراءات كورونا التي قضت على كل مظاهر الحياة، ازدحم المسرح في فندق تايكي بعمان، بالناس، لا سيما أولئك الذين يتعطشون لسماع دقات "خشبة المسرح" التي لطالما كانت متنفس المثقفين والباحثين عن ما يستصرخ ما في داخلهم، فكانت اطلالة أمل الدباس وتامر بشتو لتنقل الحضور إلى تفاصيل معاناة كل منهم مع تلك الجائحة التي ألمت بالشعب الأردني كحال كل شعوب الأرض، من اجراءات الحكومة تلك التي بدأت مع "إطلالة" كورونا، الى آخر رمق في "جيب المواطن"!
على "الخشبة"، في "نصف ساعة على الفحم"، جسّد النص، الذي رغم أنه أُعد في أيام معدودات، إلا أنه نقل تفاصيل "الحكاية"، ونطق "الفيروس" نفسه، فكان سيناريو "كورونا" وكل أبنائه وبناته من "المتحورات" ليتحدثون عن تعامل الناس معهم، من التباعد الى الكمامة، الى المطعوم الذي لعب النص دوراً في التوعية بضرورته في قالب فني ساخر "مبدع" مرر "الوعي" عبر ابتسامة.
بوتين، الرئيس الروسي، كان حاضراً على الخشبة، فجسده تامر بشتو ببراعة، و نقلت له أمل الدباس بحرفية الفنان مرهف الحس، حال "أزمته في أوكرانيا" ببلادنا، من ارتفاع سعر "جالون الزيت" الى القمح والشعير، وحتى "أجرة النقل العام"!
باختصار، في نصف ساعة، عادت الحياة، ودبت الروح مجدداً في المسرح السياسي الساخر عبر أمل الدباس وتامر بشتو، وعاد لنا الأمل بالفن والمسرح ليكون شريكاً أساسياً في تشريح الحالة السياسية والاقتصادية في البلد، وعاد صوت المواطن ليصدح عبر المسرح، لنقل الرسالة دون مجاملات، ولكن عبر "ضحكة" خلفها كل تفاصيل المعاناة".

























