وسط تراجع نسبة المشاركة.. ماكرون ولوبان في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية
نبأ الأردن-تصدر الرئيس المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون (28.5%)، ومرشحة حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف مارين لوبان (23.6%)، نتائج الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية الفرنسية التي جرت الأحد، وانتقلا للدورة الثانية من هذه الانتخابات المقررة في 24 أبريل/نيسان الجاري.
وحل مرشح أقصى اليسار ورئيس حزب فرنسا الأبيّة جان لوك ميلانشون في المرتبة الثالثة بـ(21.1%) حسب تقديرات أولية لمعهد إبسوس.
وصوّت الفرنسيون أمس في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية بعد حملات انتخابية طغت عليها خاصة الأزمة الأوكرانية والقضايا الإقليمية، وتنافس فيها 12 مرشحا.
وبلغت نسبة المشاركة في الدورة الأولى من هذه الانتخابات، 65% حتى الساعة الثالثة بعد الظهر بتوقيت غرينتش (الخامسة بتوقيت باريس).
وبحسب الأرقام التي أصدرتها وزارة الداخلية أمس الأحد، سجلت هذه الانتخابات تراجعا في نسبة المشاركة قدره 4.4 نقاط مقارنة بانتخابات 2017 (69.42%)، وانتخابات عام 2012 نحو ( 70.59%).
قطع الطريق على اليمين
وفي محاولة منهم لقطع الطريق على اليمين المتطرف، وتفويت فرصة دخوله للإليزيه لأول مرة من خلال مرشحته مارين لوبان، التي وصلت للمرة الثانية بعد انتخابات 2017، إلى الجولة الثانية، دعا مرشحو الكثير من الأحزاب التي لم توفق، إلى دعم مرشح حزب الوسط "الجمهورية إلى الأمام" الرئيس المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون.
وعقب إعلان النتائج، واعترافهم بالهزيمة أمام مناصريهم، دعا مرشحو حزب "الجمهوريون" اليميني، وحزب الخضر، والحزب الشيوعي، والحزب الاشتراكي للتصويت لماكرون.
وحث مرشح فرنسا الأبية، جان لوك ميلانشون، مناصريه بطريقة غير مباشرة لإعطاء أصواتهم للرئيس المنتهية ولايته، حين شدّد أكثر من مرة قائلا "لا تعطوا صوتا واحدا لمارين لوبان".
وعلى غرار ميلانشون، أعلن فيليب بوتو (0.7%) المرشح المعادي للرأسمالية أنه "لا يجوز بتاتا التصويت لليمين المتطرف".
ومن جانبه، دعا مرشح الحزب الشيوعي فابيان روسل، الذي حصل على (2.6% من الأصوات)، إلى التصويت لماكرون في الجولة الثانية من أجل هزيمة اليمين المتطرف.
الأمر لم يحسم
وفي كلمته المقتضبة أمام أنصاره بعد إعلان النتائج الأولية، قال ماكرون إنه "لم يحسم شيء بعد"، وطالب بتكثيف التصويت له في الجولة الثانية.
وتابع الرئيس المنتهية ولايته أن "النقاش الذي سنخوضه لمدة 15 يوما سيكون حاسما بالنسبة لبلدنا وأوروبا"، ورحب في الوقت نفسه بـ"الوضوح في ما يتعلق باليمين المتطرف" الذي أظهره عدة مرشحين بدعوتهم إلى التصويت لصالحه إثر انهزامهم في الدورة الأولى.
وختم ماكرون كلمته بالتشديد على أن هذه اللحظة التاريخية حاسمة لمستقبل الأمة، لأنه لا شيء يجب أن يكون كما كان من قبل، وأضاف "أنا مستعد لابتكار شيء جديد يجمع بين مختلف المعتقدات والحساسيات لبناء عمل مشترك معهم، في خدمة الأمة، في السنوات المقبلة".
فيما قالت لوبان في مقر حملتها عقب الإعلان عن النتائج الأولية، "أريد أن تكون المواجهة المقبلة جيدة حتى يقرر الشعب الفرنسي مصيره"، داعية كل مَن لم يصوّت لماكرون في الجولة الأولى إلى "الانضمام إليها" في الجولة الثانية.
وأما رئيس حزب "الاسترداد" اليميني المتطرف إيريك زمور (7.2%)، فقد ناشد ناخبيه التصويت لمارين لوبان.
وقال زمور أمام ناخبيه "لديّ خلافات مع مارين لوبان. ولكن هناك في مواجهتها رجلا أدخل مليوني مهاجر ولم يتطرق ألبتة إلى موضوع الهوية. ولذلك فلن أنخدع في خصمي الحقيقي".
كذلك دعا المرشح المحسوب على اليمين المتطرف نيكولا ديبون إينيان، الذي حصل على نسبة 2.3% من الأصوات، للتصويت لمارين لوبان.
صفعة كبرى
وحسب الخبراء والمتابعين للشأن الفرنسي، تلقت بعض الأحزاب الفرنسية "الكبرى" التي تملك تاريخا في مثل هذه الاستحقاقات الانتخابية المهمة، صفعة قوية بالنتائج "الضعيفة والمخيبة" التي حققتها، على غرار حزبي "الاشتراكي"، و"الجمهوريون" اللذين وصلا إلى أدنى مستوياتهما على الإطلاق في الانتخابات الرئاسية.
وحصلت المرشحة الاشتراكية آن هيدالغو على 2.1% من الأصوات في الجولة الأولى، بينما حصلت فاليري بيكريس مرشحة اليمين على 5%، وفقًا لتقديرات معاهد الاقتراع مساء الأحد.
أعلى نسبة امتناع
وقالت دراسة لمركز "إبسوس" لميول واتجاهات الرأي حول الانتخابات إن نسبة الامتناع عن التصويت في الدورة الأولى بلغت 26.5% مع إغلاق الصناديق، وهي أعلى نسبة منذ انتخابات عام 2002 (28.4%).
وفي بعض الأحياء الفقيرة والمهمشة أو ما يعرف بالضواحي الباريسية التي تقطنها غالبية من المهاجرين والعرب المسلمين، لم تشذ نسب المشاركة في الانتخابات عن قاعدة الامتناع عن التصويت، حيث بلغت نسبة التصويت في محافظة سان دوني 14.71%، عند منتصف النهار بتوقيت باريس.
ويشار إلى أنه في ظل الجمهورية الخامسة في فرنسا، شهدت انتخابات عام 1974 أكبر نسبة مشاركة، والتي فاز بنتيجتها فاليري جيسكار ديستان على فرانسوا ميتران، حيث صوّت في الجولة الثانية 87.33% من المسجلين في الكشوف الانتخابية.
أما الجولة الأولى من الانتخابات التي سجلت أعلى نسبة مشاركة فكانت عام 1965 بنسبة بلغت 84.75% وكانت أول انتخابات بالاقتراع العام في ظل رئاسة شارل ديغول.
(الجزيرة نت)