رسالة مدوية من سمير الحباشنة إلى أمجد المجالي
نبأ الأردن - وجه الوزير الأسبق سمير الحباشنة نائب رئيس اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية برسالة رد الى الوزير والعين والنائب الأسبق أمجد هزاع المجالي بعد خروج الاخير بخطاب قبل أيام انتقد فيه اللجنة وطريقة إختيار أعضاءها وماخرجت به من قوانين وتاليا نص رسالة الحباشنة:
معالي الاخ أمجد المجالي المحترم
تحية طيبة..يبدو يا "ولد العم" أن بعضاً من " المرء"حين يعتقد أن الحياة تجاوزته ،يخرج عن طوره،ويصبح مسيئاً للغير،ربما دون أن يدري بأساءته تلك .
ويضيف الحباشنة .. حيث يضع نفسه في برج عاليْ،ويتخيل أنه يحتكر كل المعرفة والحقيقة و الوطنية فيخال له بأنه مؤهل وحده،بتيقيم الناس أفراداً وجماعات فيبدأ بمنح الوطنيةو "سبغ نعمته"على من يشاء وبنفس الوقت حجبها عمن يشاء أيضاً ! و هو شرك يقع به البعض و يصنف بأنه شخص يعاني من تورم" الأنا " التي لاتجعله يميز بين الألوان على أختلافها .
كما قال الحباشنة.. وأرجو أن لاتكون أخي قد وقعت في هذا الشرك !
وكان قد أستوقفني في حديثك مؤخراً نقطتان كل منهما مستني ومست العديد من الأشخاص ممن تشرفوا بثقة جلالة الملك كأعضاء في اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية .
الأولى : أخي العزيز .. أنها لسقطة كُبرى في حديثكم عندما قلت أن هذة اللجنة "فُصلت لمن هم في حضن الدولة " ! و للقياس لا للتشبيه فأنه ينطبق عليك المثل" رمتني بداءها وأنسلت " ذلك أننا لو أردنا أن نستعير مثلاً على من هو في حضن الدولة فليس أبلغ من المثل الذي ينطبق على أمجد المجالي فمنذ طفولتك حين أستشهد والدكم رحمه الله و الى أن شغلت أعلى المناصب في هذة الدولة فأنت في الركن الأكثر دفئاً في حضن الدولة " أي في حضن العائلة الهاشمية "و بالتالي فأنه لا يحق لك أن تزايد على العديد من أعضاء اللجنة الملكية من رجال و نساء عانوا الكثير بمراحل سابقة و هم اليوم إيجابيون يؤمنون بالنظام السياسي الأردني ويسعون الى الأصلاح من داخل الدولة ويسعون أن يكون كل الأردنيين في حضن دولتهم كما أنت عليه أخي أمجد .
الثانية : بأنك لا تعترف بتلك اللجنة الملكية ! ووصفتها بما يسمى " باللجنة الملكية " بالرغم من أنها لجنة ملكية مكتملة الأركان صدرت بخطاب ملكي أحتوى على المضامين الأصلاحية التي كُلفت بها تلك اللجنة ، وكذلك حملت أسماء الأشخاص الذين أختارهم جلالة الملك ليتحملوا مسؤولية إنجاز تلك المضامين بل و حدد لها سقفاً زمنياً لأنجاز ذلك وهو على أي حال عمل وطني لم يتأتى بأي فائدة على أعضاءها وكنت أتمنى لو أنك كنت في عداد هذه اللجنة لربما تغير موقفك منها .
كما قال الحباشنة برده …وعلى أي حال فأن تشكيل اللجان الملكية في الدولة الأردنية ولغايات محددة ، هو جزء أصيل من أدوات الحكم في الأردن ، فالملوك الأربعة لجأوا الى هذا الأسلوب لمعالجة مسائل مفصلية تخص الدولة بكليتها و من الأمثلة البارزة على ذلك لجنة الملك طلال رحمه الله التي كُلفت بوضع دستور "52"ولجنة الملك حسين رحمه الله التي كُلفت بوضع الميثاق الوطني وغيرها الكثير .. ذلك أن نتاجات هذه اللجان الملكية لا تأخذ مداها في الدولة ألا عندما تمر في القنوات الدستورية كما هو حال اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية و التي مرت منتجاتها وفق تلك القنوات لتصبح جزءً لا يتجزأ من قوانين الدولة الناظمة لحياتنا السياسية .
لذا أخي العزيز ، فإن أعترافك باللجنة أو عدم أعترافك أمرٌ لايقدم و لا يؤخر ،ذلك أننا أمام أنجاز وطني وخطوة كبيرة نحو الأصلاح لايرفضها ألا منسوبو قوى الشد العكسي الذين لا يريدون الخير لهذا البلد و لا أخال أنك منهم .
وبعد .. فأنني أرجو أن نكون معاً جميعاً كنخب و مثقفين وسياسيين في خدمة الدولة كل من موقعه سواء كنا في المسؤولية أوخارجها هذا دون أن يمنع أن نمارس النقد الأيجابي ونؤشر على مواطن الخلل بهدف إصلاحها دون أن نضع نظارة سوداء على أعيينا فتحجب عنا أن دولتنا بالنهاية ورغم كل التحديات والأشكاليات التي نواجهها فأنها بحق قصة نجاح .
و الله ومصلحة الوطن من وراء القصد . مع خالص المودة .. أخوكم المهندس سمير حباشنة