التضامن الأوروبي مع أوكرانيا.. ملامح اقتصادية أمنية إنسانية (خبيران)
- الخاسر من الحرب الروسية الأوكرانية طبعا أوروبا سواء انتصرت روسيا وحققت هدفها، أو توقفت روسيا عند الحد هذا
- لا يمكن الحديث عن تضامن عرقي أو تضامن ديني أوروبي، بل هو تضامن مصالح وأبعاد إنسانية
-الحرب في أوكرانيا ستشكل منعطفًا فاصلاً للأمن الأوروبي فهي تواجه أحلك الساعات منذ الحرب العالمية الثانية وتفكك الاتحاد السوفيتي
نبأ الاردن
حصر خبيران عربيان ملامح التضامن الأوروبي مع أوكرانيا بانها ملامح اقتصادية أمنية إنسانية، حيث أن المحدد الأساس هو التبعات الاقتصادية للحرب وأعبائها على اوروبا.
واستبعد الخبيران بحديثهما للأناضول، أن يكون التحشيد الأوروبي على أساس عرقي، بل ورقة تستخدم من أجل التحشيد وهي فرصة للشعبوية من أجل استخدامها ضد روسيا.
وفي 24 فبراير/ شباط الجاري، شرعت روسيا في شن هجوم عسكري على أوكرانيا، ما دفع عواصم ومنظمات إقليمية ودولية إلى فرض عقوبات على موسكو شملت قطاعات متعددة، منها الدبلوماسية والمالية والرياضية.
ووفق الأمم المتحدة، فإن العملية العسكرية الروسية أسفرت عن مقتل 102 مدني في أوكرانيا وتسببت بفرار أكثر من 500 ألف شخص من البلاد.
فيما أعلنت أوكرانيا أن أكثر من 350 مدنيا قتلوا وأصيب أكثر من 1600 آخرين إثر الهجمات التي شنتها القوات الروسية.
-التأثيرات الاقتصادية
الكاتب والمحلل السياسي المصري ياسر عبد العزيز، تحدث عن ملامح التضامن الأوروبي بالقول "لدينا شكلين من أنواع التأثيرات الأول اقتصادي بدأ يظهر من خلال ارتفاع أسعار النفط والتضخم وزيادة الأسعار، وآخر سياسي".
وأضاف "الاقتصاد في الدولتين هام بالنسبة لأوروبا، وعلى مستوى الإنتاج الزراعي أوكرانيا مهمة في القمح مع روسيا، فستؤثر بشكل كبير على ملف الأمن الغذائي في أوروبا والعالم، وبالتالي ستكون هناك تأثيرات اقتصادية سلبية على أوروبا".
وأوضح أن "الانكماش الاقتصادي والمساعدات التي ضختها الدول خلال فترة كورونا وفقدان الوظائف وتعطل سلاسل التوريد التي طاقتها ضعيفة، تؤثر بشكل كبير على الاقتصاد".
وأكد "المتابع لأوروبا يلاحظ في الأيام الأخيرة بأنها تعمل بطاقة أكبر من طاقتها وزادت ساعات العمل للاستعداد لهذه الأزمة التي ستستهلك ما تم إنتاجه سابقا في شهر وبالتالي ستكون هناك أزمة اقتصادية لكثير من دول شرق أوروبا".
- التهديدات الأمنية
عبد العزيز تطرق للملامح السياسية بالقول "على المستوى السياسي هناك رسم خريطة جديدة للمنطقة والرئيس الروسي فلاديمير بوتين يحاول إنشاء اتحاد جديد يضم دول أكبر وأظن الحبل على الجرار، وأوكرانيا هي البداية فقط".
وأردف "قد تتوسع الخريطة لو لم يتم لملمة الأزمة سريعا، والخاسر طبعا أوروبا سواء انتصرت روسيا وحققت هدفها، أو توقفت روسيا عند الحد هذا، هي خسارة لأوروبا في التزامها الأدبي تجاه أوكرانيا بإعادة إعمارها بظل الأزمة الاقتصادية".
وكشف "لا يمكن الحديث عن تضامن عرقي أو تضامن ديني أوروبي، بل هو تضامن مصالح وأبعاد إنسانية في الأمر، الآلة الإعلامية الغربية عملت قبل الحرب لتأجيج المشاعر ضد روسيا، وكانت الشعوب جاهزة وبالتالي كانت هناك تظاهرات في كل مكان ومنها روسيا".
وأكد "الناس لا تحب الحروب والدمار والموت وبالتالي سهل اللعب على هذا الوتر، فالتضامن أبعد وهو صراع أمن قومي سواء بالتمدد أو في الدفاع".
وختم بالقول "أرى أن الخلافات أبعد من توحد إنساني أو مد جسور معونات ومساعدات تعيد الاتحاد الأوروبي، وعمر الاتحاد قصير وخروج بريطانيا كان ضربة كبيرة وألمانيا تحاول تجميع الاتحاد، فالاتحاد الذي بني لمصالح اقتصادية يعاني الآن بشكل كبير في الاقتصاد".
- منعطف فاصل
من ناحيته، قال المحلل السياسي الأردني حسان التميمي "أعتقد أن الحرب في أوكرانيا ستشكل منعطفًا فاصلاً للأمن الأوروبي فهي تواجه أحلك الساعات منذ الحرب العالمية الثانية وتفكك الاتحاد السوفيتي والحرب في يوغسلافيا".
وزاد "يعرف الأوروبيون الآن أن الحرب ممكنة مرة أخرى في القارة، لكن هل هم مستعدون لخوضها بالإضافة إلى دفع ثمن عواقبها الاقتصادية والإنسانية".
وأكد أن "التضامن الأوروبي انطلق من معرفتها بأن النظام الأمني الجديد سيتشكل على الأرض وكيف يراه المنتصر، ويعني ذلك في الوقت الحالي منع روسيا من الاقتراب أكثر من دول الناتو".
وأكمل "كان الحلف موحدًا بشكل ملحوظ في إدانته لموقف روسيا المعادي لأوكرانيا، ويبقى التساؤل هل سيبقى الناتو موحدًا عندما يتعلق الأمر بزيادة عمليات الحلفاء لحماية دول البلطيق أو مراقبة العمليات الروسية في البحر الأسود".
- الشعبوية والتحشيد
وحول ملامح التعاون والتعاضد قال "لا أعتقد أن الموقف الأوروبي مبني على أساس عرقي، لكنها تبقى ورقة من أوراق التحشيد في هذه الحرب وفرصة لليمين الشعوبي واليمين المتطرف لتوظيفها".
وأضاف "لاحظنا منذ البداية أنه تمت شيطنة الرئيس الروسي وإظهار هذه الحرب على أنها معركة بين الخير والشر، وهي في الحقيقة ليست سوى لعبة بين القوى العظمى".
وتابع القول "أعتقد أن هذه الحرب هي الاختبار الحقيقي بالفعل لاستعداد الاتحاد الأوروبي للدفاع عن النظام الأمني الأوروبي بعد الحرب الباردة، وإعادة التجمع حول حلف ناتو، باعتباره التحالف السياسي العسكري الرئيسي المسؤول عن الدفاع الجماعي".
وشدد "أظهر اتفاق الاتحاد الأوروبي السريع على حزمة العقوبات أن الاتحاد قد استخلص الاستنتاجات الصحيحة من هذه التطورات ومن ثم وهنا يأتي دور الهيكل الأمني لحلف الأطلسي".
وختم بالقول "لكن أي قراءة للآن مرشحة للتغيير خاصة إذا قرر الرئيس بوتين المخاطرة بشكل أكبر وفتح جبهة ثانية في البوسنة".
الاناضول